رواية العاصفة الحلقة الثانية بقلم / الشيماء محمد شيمووو حصريه وجديده
في الاستراحة الكل بيجري وبيلموا كل حاجة وزعق واحد : يلا كله يخلص عايزين نلحق نروح بيوتنا قبل ما الجو يقلب أكتر من كده ..
ده كان صاحب الاستراحة عم سيدهم
جه واحد من العمال واسمه زكريا : كله تمام يا باشا .. لمينا كل حاجة واخر ميكروباص اتحرك
سيدهم هز دماغه : طيب يلا الكل يروح .. اقفل أنت الباب وخد زمايلك دول ويلا من هنا كلكم .. ما تفضلوش هنا انا هروح عايز حاجة ؟
ابتسم زكريا : لا يا باشا اتفضل أنت .. أنا هتأكد انه مفيش حد واقفل ونروح .. زمايلي عدوا عليا ياخدوني معاهم
مشي سيدهم صاحب الاستراحة علي بيته وساب زكريا وأصحابه يقفلوا المكان ويمشوا هم كمان
زعق حمادة : يلا ياض انت وهو قبل ما تمطر كفاية علينا التراب خلينا نوصل البلد بسرعة قدامنا يجي ساعة
علي ابتسم : ما تخلونا هنا لوحدنا يا جماعة .. بلاها بيوت
زكريا بصله : هنقعد هنا ثلاث ايام ؟ اصلا المكان مش أمان .. ده صاحب الاستراحة شال كل حاجة من هنا يتخاف عليها .. لا يا عم يلا بينا من هنا .. هو فاضل حد هنا ؟ تعالوا نشوف فاضل أي حد في أي مكان ولا ايه قبل ما نقفل البوابة ونمشي ..
زكريا وأصحابه كل واحد راح ناحية يشوفوا في حد ولا لأ
علي راح الحمامات وبص من بره وماشي سمع صوت خبط في الحمام واستغرب دخل بحذر وهنا سمع صوتها واضح في حد مقفول عليه الباب في الحمام .. اتلفت حواليه مفيش أي عربية أمال دي جت منين ؟
زكريا باستغراب : مالك ياض انت جاي تجري كده ليه ؟
علي پخوف : في واحدة في الحمام
حمادة كشړ : واحدة ايه ؟ انت اتهبلت يالا انت ولا ايه ؟
ضحوا الاتنين عليه وهو زعق : والله في واحدة بتخبط وتنادي في الحمام الحريمي ..
زكريا كشړ : طيب ما فتحتلهاش ليه ؟
علي بړعب : وأنا مالي يا أخويا افتحلها أنت .. مش ده شغلك !
حمادة ضحك : اياك تكون خاېف تكون عفريتة !
ضحك عليه جامد وعلي كشړ : مكان مهجور وحمام مهجور ليه لأ ؟
راحوا الثلاثة بتوتر للحمامات وهناك سمعوها بتخبط وتنادي وتستغيث
علي بحماس : صدقتوني
زكريا بتوتر : ودي ايه اللي قفل عليها !
فتح الباب بتوتر وهي مړعوپة وبصت للثلاثة پخوف
علي باستغراب : انتي بتعملي ايه هنا !
أمل بعياط وړعب : كنت مع ميكروباص عم صبحي اللي رايح الوادي
زكريا كشړ : مفيش أى حد هنا كله مشي
أمل عيونها وسعت : طيب أنا هروح ازاي !
الثلاثة بصوا لبعض وبيفكروا هيروحوها ازاي ! او هيروحوها أصلا ولا لأ !
طلعوا كان التراب والهوا بقى شديد جدا لدرجة انهم ماشيين بالعافية
وأمل مش قادرة تفكر هي ممكن تعمل ايه اصلا او تروح بيتها ازاي ! ده حتى شنطتها مش معاها وفيها كل حاجة ..
دخلوا الاستراحة وبصوا لبعض مش عارفين يعملوا ايه ؟!
حمادة شد زكريا بعيد وهمس : هنعمل ايه فيها !
زكريا بص لحمادة ولعلي
علي باستغراب : مالكم بتفكروا في ايه
حمادة بابتسامة : بنفكر نفضل هنا
علي كشړ : تفضلوا هنا تعملوا ايه ؟
زكريا بيفكر شوية : ولو حد جه
زكريا فكر وقرر : أنا معاك ..
الاتنين بصوا لعلى اللي بصلهم وابتسم : وأنا طبعا معاكم
الثلاثة بصوا لأمل ونظراتهم ما طمنتهاش وحست إنها هتضيع إ
أمل بعياط : انت بتقفلها ليه بالشكل ده ؟
كريم هنا اڼفجر فيها : لان هي متنيلة متقفلة من كل النواحي ولان المفروض في جو زي الزفت بالمنظر ده مفيش واحدة عاقلة أو مچنونة حتى تخرج من بيتها لاي سبب فمعرفش واحدة زيك بتهبب ايه في وسط اللا شيء .. أنتي متخيلة ! انتي موجودة وسط اللاشيء ..
أنتي كنتي هتبقي فريسة لكلاب سعرانة .. لان الكلاب دول بعد ما يزهقوا منك مش هيسيبوكي لا دول هيرموكي للكلاب تكمل عليكي .. انتي مستوعبة المصېبة اللي انتي فيها ؟
أمل بټعيط وبس وبعد ما سكت زعق تاني لدرجة فزعتها : بطلي زفت عياط
أمل زعقت : عايزني أعمل ايه ؟ في ايدي ايه أعمله غير العياط ؟
سكت وبص لقدامه وهي كمان سكتت وفضلوا الاتنين في صمت بيقطعه صوت الهوا والدربكة اللي برا ...
شوية وبدأت تمطر والاتنين عينيهم متعلقة لبرا منتظرين الطريق يوضح ولو حتى متر قدام العربية .. البرق بدأ والرعد كمان ومع كل صوت مرعب أمل بتتنفض مكانها ...
منتظرة كريم يتحرك بعربيته بس هو فاضل مكانه عينيه علي الطريق مش قادر ياخد قرار يتحرك ولا يفضل مكانه
منتظر أي معجزة تحصل ..
أمل بصوت يدوب مسموع : أنت معاك موبايل أكلم أهلى ؟
كريم بصلها : موبايلي فصل شحن وعلشان الحظ الزفت دي أول مرة في حياتي مايكنش معايا شاحن في عربيتي .. أو معايا شاحن لكن مش معايا سلك الشاحن نفسه .. معاكي انتي ؟
أمل بعياط : مش معايا أي حاجة خالص !
كريم بصلها باستغراب : ليه بقى مش معاكي حاجة خالص ؟
أمل اتنهدت : كنت في ميكروباص ومروحة بيتنا ونزلت في الاستراحة دي وبعدها جيت أخرج من الحمام كان الباب مقفول عليا ( عيطت ) بنت عمي قفلت عليا الباب وسابتني ومشيت ! مش قادرة أفهم ليه عملت كده ؟ طول عمري بساعدها بكل اللي أقدر عليه .. ( عيطت أكتر ) أنا النهاردة اللى جهزتلها الشنطة والميكروباص كان عايز يمشي ويسيبها وأنا فضلت أتحايل علي عم صبحي يستناها واستناها لحد ما جت من الكلية وفي الآخر هي تقفل عليا و تمشي
كريم استغرب الحكاية كلها وسألها بهدوء : وازاي عم صبحي ده يسيبك انتي ويمشي في جو زي ده ؟ ميكروباص يعني عدد محدود يعني لو حد غاب هيعرفوا !
أمل هزت دماغها بحيرة : ماهو ده اللي مجنني .. ازاي مشيوا من غيري ؟ اصلا لولا العيال دول فتحولي كان زماني في الحمام لسة .. يا الله استرها معايا يارب .. مش قادرة أفكر لما الميكروباص يوصل وأنا مش فيه بابا وماما هيعملوا ايه ؟ هيفكروا ازاي ؟ طيب سمر هتقولهم ايه عليا ؟
كريم اتنهد : لكل مقام مقال .. خلينا دلوقتي بس نوصل لأي مكان والباقي سهل إن شاء الله
أمل بقلق : طيب هنكمل ولا ايه ؟
كريم فضل يبص للطريق قدامه والمطر بتزيد والهوا بيزيد والبرق والرعد بيزيدوا ومش عارف يتصرف ازاي ! طيب يمشي ؟ طيب ازاي ؟ هو يدوب شايف أقل من متر قدام العربية ! طيب ايه ؟ يمشي علي كل لحظة برق شوية ؟
وأخيرا اخد القرار ودور عربيته وبدأ يتحرك ببطء جدا وأمل منتبهة معاه جدا وهو كل شوية بيكز علي أسنانه پغضب وغيظ وعارف إن قراره ده غلط .. وخصوصا مع زياده المطر بالشكل ده والهوا اللي بيعاكس العربية ده .. عنده إحساس إن ممكن الهوا يقلب العربية في أي لحظة ..
كريم بأسف : مش هينفع كده لازم نلاقي أى مكان مش هينفع نكمل في الجو ده أبدا ؛ احنا معرضين للمۏت في كل لحظة علي الطريق ده في الجو ده .. لازم نشوف مكان قريب ينفع نقعد فيه شوية ..
فضل ماشي بالراحة يمكن لو حد هيجري جنبه هيسبقه بمراحل ..
مرة واحدة أمل صړخت : استراحة علي بعد ٥٠٠ متر ..( كملت بحماس ومبسوطة ) استراحة اهي هنقدر نقف فيها شوية صح ؟
كريم بصلها باستغراب : استراحة تاني ! ما خفتيش من اللي حصلك في الاستراحة اللي فاتت ؟
أمل بصتله : ((قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا )) ده شيء أنا واثقة منه
أمل بتوتر : هو ممكن يكون في حد فيها ؟
كريم بتأمل للمكان بيحاول يقرر يخاطر وينزل من عربيته ولا يفضلوا مكانهم بصلها : ما أعتقدش .. لو في حد كان هيكون في أي نور لكن مش الظلمة بالمنظر ده ..
أمل سأتله تاني : طيب هننزل ؟
كريم بإرهاق : مش عارف .. العربية خطړ والنزول أخطر بجد مش عارف .. ايه الورطة دي يا ربي ؟!
فضلوا ساكتين شوية بس الجو بيزيد سوء والهوا بيزيد والمطر بتزيد .. والجو بدأ يبرد بطريقة غير مقبولة بالمرة
وأخيرا بصلها : طيب خليني أنزل أشوف الجو ايه ولو مناسب أرجعلك !
أمل عينيها وسعت پخوف : لا طبعا لو هتنزل هنزل معاك أنا مش هفضل في أي مكان لوحدي أبدا ..
كريم استغرب في ثقتها فيه بالشكل ده أو إحساسها إن هو مصدر أمانها اللي تفضل معاه : يا بنتي الجو برا هيكون فظيع خليكي علي الأقل لحد ما أعرف هندخل ازاي ..
أمل برفض قاطع : هنفكر مع بعض مش هفضل في العربية لوحدي أصلا
كان هيرد عليها بس تراجع هو مش مسئول عنها وهي حرة في تصرفاتها ..
أمل بتنهج وبدهشة فظيعة : احنا ممكن نطير أصلا تخيل !
كريم للحظة تخيل منظرها وهي طايرة مع تبريقة عينيها وڠصب عنه ضحك وهي كشرت : انت بتضحك ليه ؟ انت بتتخيلني فعلا طايرة ؟
كريم بضحك : والله مش بعيد فعلا .. المهم أنا هنزل وأحاول اشوف ازاي هندخل !
أمل بصتله پخوف حقيقي : أنا عارفة إنه الآمن إني أفضل هنا بس بجد مش هقدر أفضل لوحدي
كريم بصلها وشاف رعبها وهز راسه بموافقة إنها تنزل معاه : بس استني أنزل وأفتحلك أنا الباب
أمل بصوتها كله علشان يسمعها : هنعمل ايه ؟
كريم بصوت عالي : هنشوف شباك
اتحركوا جنب الحيطة بحذر وهي مستخبية فيه وهو أخيرا شاف شباك بيحاول يفتحه وحس إنه مش صعب لقِدم الخشب فمش متين .. فضل يخبط فيه ويزق فيه جامد وحس إنه ممكن يتكسر فعلا بس محتاج شوية قوة هو للأسف حاليا ما يملكهاش مع الجو الصعب ده .. الهوا بيطير عليهم حاجات كتير تقريبا الهوا بدأ يشبه الإعصار ولازم يحتموا في أي مكان وإلا هيموتوا مكانهم ..
في خشب قديم يشبه كراسي وترابيزات مكسرة علي بعد منهم والهوا بيطيرهم ناحيتهم وبيخبطهم ولو الزوبعة دي وصلت وهما مكانهم مش خير أبدا .. أخيرا خبط الشباك واتفتح بس مع عڼف الخبطة ايده اتعورت لكن من هول الموقف ما أخدش باله أصلا إنه اټعور وشدها : ادخلي بسرعة
ساعدها تدخل وبعدها هو دخل وراها والدنيا ظلمة طلع الولاعة وبص حواليه بس الهوا الشديد من الشباك بيطفيها بسرعة تشغيلها
كان في دولاب صغير جنبه فبص لأمل : ساعديني نزقه نقفل بيه الشباك
الاتنين زقوه مع بعض لحد ما حطوه قصاد الشباك وده نوعا ما قفل الهوا بس الدنيا ظلمة تماما
أمل پخوف : وبعدين هنعمل ايه في الظلمة دي ! أكيد مش هنفضل بالولاعة !
كريم بتفكير : الأماكن اللي زي دي لازم يكون فيها كشافات لان ممكن النور يقطع في أي وقت خلينا نشوف أماكن الكشافات فين ؟
اتحركوا الاتنين بحذر وكريم الولاعة في ايده رافعها لفوق علشان ينور أكبر قدر ممكن وفجأة أمل شاورت علي الحيطة : مش ده كشاف طواريء ؟
كريم بص ناحيته : فعلا
اداها الولاعة وهو راح ناحيته ونزله من علي الحيطة : يارب بس يكون مشحون
شغله واشتغل ونور المكان نوعا ما
اتنهدت أمل بارتياح : يااا الحمد لله
كريم بصلها باستغراب : محسساني إن كده عدينا الأزمة اللي احنا فيها!
أمل ابتسمت بثقة : ربنا هيقف جنبنا مش هيتخلى عننا خلي عندك ثقة فيه .. وبعدين المطر والهوا دول رحمة من ربنا في أوقات كتير أو تطهير منه برضه ((إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ ))
ساعات الناس بتبعد عن ربنا فبيبعت بس تذكرة بسيطة ترجعهم تاني للطريق الصح ..
كريم استغرب كلامها ومنطقها جدا وبصلها : طيب ده المطر والهوا والتراب ؟
أمل ابتسمت : في آخر موسم الشتاء ربنا بيبعت الهوا اللي بالتراب ده وده بېقتل كل الميكروبات والجراثيم اللي بيلفظها الجو ( ابتسمت ) تطهير برضه ..
كريم مط شفايفه بتفكير : هل في يوم من الأيام ممكن تعرفي ايه حكمة ربنا من إن واحدة زيك بأخلاقك دي تتساب في مكان زي ده وتتعرض لكل ده ؟
أمل بصت للأرض بابتسامة متعبة وبصتله بثقة : لازم أكون واثقة إن في خير ورا كل اللي بيحصل لينا دلوقتي يمكن اختبار ؟ يمكن ابتلاء والمفروض نصبر ؟ أو يمكن حب يكشفلي الناس اللي حواليا !( فكرت في سمر اللي سابتها واتنهدت وبصتله ) أو يمكن سبب تاني لسه هنعرفه بعدين .. خلاصة القول خلي عندك يقين في الآية دي ( وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ۖ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ ) متخيل أنت ! شوف لما حد بيحبك ويقولك أنت في عينيا بتفرح قد ايه ! ما بالك ربنا اللي خلقك بيقولك اصبر أنت في عينيا !
كريم اتنهد : ونعم بالله .. نصبر .. وماله .. المهم تعالي نشوف مكان نقعد فيه ونستقر فيه ..
لفوا في المكان بالكشاف وفي الآخر استقروا ورا الكاشير في مكان معزول بعيد عن الهوا اللي بيدخل برضه أهو الكاشير يحميهم شوية .. فرشوا في الأرض بطانية كانت موجودة وفوقها كان سجادة صلاة ..
ابتسمت وبصتله : بستغفر .. وبدعي ربنا يخلصنا علي خير .. وبدعي يصبر أبويا وامي لحد ما أعرف أطمنهم عليا ..
كريم هز دماغه : إن شاء الله هوصلك لعندهم
ابتسمت : كلي ثقة في ده
كريم ڠصب عنه ابتسم : أنا مستغرب فعلا ثقتك فيا بالشكل ده .. يعني مش يمكن بنقذك من العيال دي علشان أستفرد بيكي لنفسي ؟
أمل بصتله وابتسمت : سيماهم في وجوههم .. مش باين عليك إنك من النوعية دي أصلا ..
كريم كشړ واستغرب : لمجرد إني لابس كويس عنهم ؟
أمل كشرت : لا طبعا مش باللبس .. حاجة فيك مريحة .. بعدين محدش هيعرض نفسه
أمل بتوضيح : شاب زيك بشكله ده وبعربيته دي اللي بتقول إنك غنى أعتقد مش هتحتاج تلجأ لحاجة زي دي .. البنات التافهة كتير
كريم ابتسم ڠصب عنه : مش يمكن زي ما قلتي البنات التافهة كتير بس أنا مش عايز تافهة ؟
أمل بصتله : عايز ايه ؟
كريم بصلها بغموض : بنت زيك !
كريم قعد وحط الكشاف قصاده : ما يمكن مش عايز أدمر
أمل قعدت بعيد عنه شوية بس قصاده : البنات المتدينات و المحترمات كتير والطريق ليهم معروف
كريم أخد نفس طويل وفكر في خطيبته هي اه محترمة بس مش متدينة ..
أمل بصتله أوي وهو سرحان وفجأة شهقت لدرجة فزعته هو : في ايه ؟
أمل پخوف : ايدك متعورة !
كريم اتنهد : يا شيخة حرام عليكي .. أنا قلت ايه اللي حصل للشهقة دي كلها !
كريم بص لايده : أعتقد اتعورت وأنا بفتح في الشباك
أمل بتوتر : أكيد في علبة إسعافات أولية هنا .. لازم يكون في
كانت عايزة تدخل لجوا بس نوعا ما خاېفة وهو لاحظ ترددها وابتسم : خاېفة !
أمل بصتله : أنا اه مش بخاف بسهولة بس في مكان زي ده مقطوع كده فأيوة خاېفة
كريم اتنهد ووقف : تعالي طالما مصرة
دخل وراها وهي مصرة تلاقي حاجة لايده وأخيرا لقت علبه الإسعافات وبصتله : دلوقتي المفروض تغسل ايدك .. هل من الممكن يكون في مياه ولا هتبقي مقطوعة !
كريم بتفكير : أعتقد في خزان مياه هنا
راحت ناحية الحمام وهو معاها وفتحت المياه وفرحت لما لقتها : عندك حق تعال اغسل ايدك
ابتسم ڠصب عنه : لا مش هخاف ما تقلقيش انتي
وهو شكرها وبايده الثانية حاول يغسل وشه من التراب
وبعدها شد كذا منديل مسح ايده ووشه علي قد ما عرف بايد واحدة
أمل : يلا نضمد ايدك
خرجوا وقعدوا وهي فتحت العلبة وطلعت الشاش والقطن والمطهر وبصت لايده شالت بالراحة المناديل وشهقت وهو ابتسم : تاني
أمل پخوف : ما تخيلتش إنها مفتوحة بالشكل ده .. دي لازم تتخيط
كريم بصلها : خيطيها ؟
أمل باستغراب : أنا أخيط بلوزة أو تيشيرت لكن مش ايد
كريم ابتسملها : اعتبريها بلوزة
أمل بصتله مش مصدقة : طيب هتوجعك !
كريم بتعب : أكيد مش أكتر ما هي بتوجع أصلا
أمل بتوتر بصت للعلبة تدور فيها وبالفعل لقت أدوات فيها تخيط بيها وبتريقة : ابرتهم معووجة مش معدولة
كريم ضحك : معوجة ؟ معوجة علشان تعرفي تدخليها وتخرجيها بسهولة
أمل : اممممم هنشوف
أمل بدأت تجهز الحاجة اللي قصادها وكريم بتوتر : والله ربنا يستر
أمل بتحاول تطمنه وهي ھتموت من الخۏف : ما تخافش إن شاء الله خير
مسحت ايده وحطت عليها المطهر وهو پيتألم بصمت وده نوعا ما ۏجعها .. وبتتأسف كل شوية وأخيرا بصتله قبل ما تبدأ تخيط وهو هز دماغه يشجعها حطت الابرة في ايده وده خلاه ياخد نفس ويكتمه جواه لحد ما خرجت الابره تاني وهي بتتأسف : كملي ما تقلقيش كملي
كريم بص لبعيد حاول يفكر في خطيبته اللي المفروض بيحبها يمكن يتلهي عن التفكير في الالم .. حاول يفتكر شكلها ايه ويتخيلها قصاده بس معالمها مش واضحة .. مش واضحة أبدا .. استغرب وكشر ده لسة من كام ساعة كانت معاه .. كانت بتودعه ورافضة انه يسافر ازاي مش فاكر شكلها ! اه عارف هيئتها لكن تفاصيل شكلها مش عارف يتخيلهم ..
أمل لاحظت انه سرحان ومكشر وفكرت ياترى بيفكر في ايه بالشكل ده ! بس حمدت ربنا انه حاجة شغلاه عن اللي هي بتعمله فيه .. وأخيرا خلصت تخيط ايده بس هو لسه بيفكر في حاجة مضايقاه لدرجة ما حسش بيها لما خلصت وهي هزت ايده علشان ترجعه للواقع فبصلها باستغراب وهي جاوبته : خلصت خلاص .. دلوقتي هنلفها
كريم استغرب خياطتها وهي لاحظت : يعني حاولت علي قد ما أقدر
ابتسملها : كويسه ما تقلقيش اينعم هي خياطة نسائية شوية وحاسس إنك عاملة فيونكات بس هتأدي الغرض
كشرت أمل : فين الفيونكات دي ! دي غرز بعدين انت شوفت خياطه بشړي قبل كده ؟
كريم ضحك : خياطة بشړي ؟ لا يا ستي ما شوفتش
أمل بتريقة : ولا أنا يبقي دي كويسة
كريم ڠصب عنه ضحك وهي كمان وبدٱت تلف ايده وهو بيساعدها لحد ما خلصت بصت برضا عن شغلها : والله أنفع دكتورة
كريم بتأكيد : طبعا تنفعي
قامت وقفت وهو استغرب : رايحة فين ؟
أمل بحرج : هدخل الحمام أغسل ايدي وأتوضأ عايز حاجة ؟ بس هاخد الكشاف معايا ؟
كريم وافقها : تحبي اجي معاكي
أمل بحرج : لا خلاص مش هخاف .. المكان شكله أمان
قبل ما تمشي هو كشړ : استني حاسس ٱني لمحت كشاف في الاوضة اللي جوا
قام وهي معاه وبالفعل لقى كشاف تاني وشغله وابتسم : كده كل واحد معاه واحد ولا تحبي تاخدي الاتنين ينورولك اكتر ؟
أمل : لا لا ليه يعني ! انت معاك واحد وانا معايا واحد
أمل دخلت الحمام انتعشت و اتوضت وخرجت : يا تري القبلة ازاي في المكان ده والوقت ايه دلوقتي ؟ أكيد العشا أذنت من بدري .. الواحد فاقد الإحساس بالدنيا
كريم بيراقبها وجاوبها بهدوء : الساعة حاليا ١٠ بالليل والقبلة من الناحية دي
أمل باستغراب : عرفت ازاي ؟ بتخمن ؟
كريم ابتسم ووراها ساعته في ايده : لا معايا ساعة وهي فيها ٱتجاه القبلة
أمل ابتسمت : أنا استغربت برضه
أخدت سجادة صلاة وفرشتها وبصتله فهو ابتسم : مش هبص ناحيتك ما تقلقيش أصلا هقوم أتوضأ أنا كمان
أمل بسرعة : ما تبلش ايدك
كريم هز دماغه بموافقة وراح اتوضأ بصعوبة وخرج كانت هي خلصت وبصتله : أنت تعبان ؟
كريم بتعب : شوية بس الوضوء بايد واحدة وبمياه تلج بالمنظر ده مش ظريف أبدا
ابتسمت ووافقته : فعلا مش ظريف
قامت من مكانها علشان هو يصلى مكانها وهي راحت قعدت تراقبه من بعيد وهو صلى وهو مستغرب هو اه بيصلي باستمرار بس مش لدرجة في ظروف زي دي يسيب كل اللي هو فيه ويصلي .. ايه البنت دي ؟ وايه تفكيرها الغريب ده ؟وازاي وسط كل اللي هي فيه بتفتكر تصلي ..
أمل ڠرقت في تفكيرها ياتري الميكروباص هيوصل امتى للبلد ! وياترى باباها ومامتها هيعملوا ايه لما يوصل الميكروباص وهي مش فيه ؟ سؤال مش قادرة تتخيل حتى إجابته ..
صحاها كريم من افكارها : ايه وصلتي لفين كده !
أمل ابتسمت بزعل : للبلد وبابا وماما
كريم ابتسم وحاول يطمنها : إن شاء الله هنطمنهم ما تقلقيش عليهم ..
أمل : ان شاء الله
حاولت تغير الموضوع فبصت حواليها : يااا الواحد جعان جدا
كريم بصلها باستغراب : جعانة ؟ بصي حواليكي ؟ أنتي في كافتيريا .. قومي قلبي رزقك
أمل كشرت : لا طبعا ده حرام وتعتبر سړقة ده مكان أكل عيش
كريم ابتسم لتفكيرها : قومي كلي براحتك وليكي عليا هدفع تمن أى حاجة أكلناها وحتى تمن الشباك المكسور كمان هعوضهم عنه ..
أمل ابتسمت بطفولة : بجد ! طيب
قامت وبصتله : عايز حاجة معينة
هز دماغه : لا عادي أي حاجة
أمل قامت تلف حواليها وبعدها بدأت تختار شوية حاجات ياكلوها وسألته : بتحب الشيبسي بطعم ايه ؟
استغرب بقاله زمن ما أكلش شيبسي أصلا ومش عارف ممكن يحب ايه
سألته تاني : يا ابني رد
كريم بحيرة : مش عارف بقالي سنين ما اكلتش شيبسي
أمل رجعت قصاده ونورت في وشه : انت عيان ؟
كريم كشړ باستغراب : لا الحمد لله مش عيان ليه ؟
أمل مطت شفايفها وبتلقائية : محدش في الكون مش بياكل شيبسي إلا اذا كان عيان
كريم ابتسم : او مشغول
أمل برفض : مشغول عن الأكل ؟
كريم بتعب : مشغول عن الحياة نفسها
أمل هزت دماغها بتفهم : في الحالة دى أنا هختار وأنت هتجرب
جابت سفرة فرشتها وابتسمت : ما تخيلتش ألاقيهم بيبعوا سفر من الشكل ده ..
كريم : ليه بالعكس ده طبيعي لأنك في السفر بتحتاجي للسفرات اللي بالشكل ده تستعمليها وترميها
أمل حطت قدامه فينو وهو استغرب وعيش وعلبة حلاوة وجبنة مثلثات وجبن مختلفة وأكياس الشيبسي
وقعدت قصاده
كريم ابتسم : ده اكل بجد
أمل ابتسمت بفخر : امال انت فاكر ايه ! هنحتاج لسکينة أو حاجة نفتح بيها الجبنة دي ! أو بلاها خلاص كفاية الجبنة المثلثات أو الكيري صح ؟
كريم فكر للحظة واتعدل يدور في جيبه وطلع حاجة صغيرة وبعدها فتحها كانت مطواة صغيرة : تنفع دي !
أمل ابتسمت : تنفع طبعا
فتحت علبة الجبنة الصغيرة وبدأوا ياكلوا : دوق الشيبسي
ابتسم : انا عارف الشيبسي مش اول مره هدوقه
أمل بهزار : بس تلاقيك نسيت طعمه
أكلوا وهي لمت باقي الأكل وبصتله : تشرب ايه ؟
كريم ضحك : ده ولا فندق خمس نجوم
أمل ابتسمت : امال طبعا
كريم : طيب أي حاجة علي ذوقك
شربوا وفضلوا قاعدين ساكتين لحد ما أمل اتكلمت : هنفضل هنا لامتي ؟
كريم بتفكير : لحد ما الجو يتحسن ولو جزء بسيط .. حتى نشوف بس الطريق قدامنا
أمل بتعب : يارب يسهل الأحوال .. يا ترى بابا وماما هيعملوا ايه لما ما يلاقونيش في الميكروباص ؟
كريم بأسف : هيقلقوا فعلا عليكي والله أعلم قريبتك هتقولهم ايه عنك !
أمل بصتله : أهو ده اللي نفسي أعرفه فعلا .. هتقولهم ايه لما تنزل من غيري ؟
كريم بيحاول يطمنها : ما تفكريش كتير وحاولي ترتاحي شوية لحد ما الجو يتحسن شوية ونتحرك من هنا ..
أمل فضلت مكانها بس النوم بدأ يغلب عليها .. غطت نفسها بالچاكيت بتاعها الطويل وبدأت تروح في النوم وكريم غرق في أفكاره وبرضه مع التعب نام مكانه ..
زكريا وأصحابه ضمدوا جروحهم وركبوا عربية واحدة علشان الجو الصعب ده وفضلوا ماشيين واحدة واحدة وبيمشوا شوية ويقفوا شوية ومش عارفين يروحوا فين !
علي زعق مرة واحدة : استراحة اهيه! ظهرت مع البرق ..
حمادة ابتسم : خلونا نقعد فيها لحد ما الجو يتحسن شوية
حمادة عينيه لمعت : ومعاه البنت ! زمانهم مقضينها
علي كشړ : ما تفكك بقى منهم وخلونا في حالنا
في نفوخي وتقولي أفكني منها ؟ لا طبعا .. لازم أشبع منها الاول .. النوع ده مش بتلاقيه اصلا .. انقرض خلاص
زكريا اتنهد : طيب والخنيق اللي معاها ؟ هنعمله ايه ؟
حمادة : والله لو حكمت نقتله ونرميه
علي پخوف : انت مش شايف العربية اللي راكبها
حمادة بحيرة : يعني ايه ؟ مالها العربية ؟
علي بغيظ : عربية مش بيركبها غير الناس الاغنياء والأغنياء أوي كمان .. يعني ده لو مظهرش الدنيا هتتقلب عليه
وأكيد في ناس عارفين هو راح فين جاي منين ومنتظرينه
حمادة كشړ : الجو صعب واي ملامح لاي حاجة هتختفي يعني لو قتلناه واخدناه بعربيته وسط الصحراء شوية ولا حد هيعرف مكانه لما يدوروا لسنة قدام ومع الجو ده محدش هيبدأ يدور غير بعد ٣ ايام نكون احنا خلصنا عليهم الاتنين وحطيناهم في آخر الصحراء وهو عربيته هتمشي في وسط الصحراء ، بقولك ايه بطل تفكر كتير
علي پخوف : أنتوا أحرار بس أنا ماليش دعوة بيكم ولا عايز البنت ولا ليا دعوة بالواد
زكريا بټهديد : خلاص اخرج أنت منها
نزلوا الثلاثة ماسكين في بعض علشان يقدروا يتحركوا في الجو الصعب ده وراحوا بالعافية ناحية الباب بس لقوا سلسلة ضخمة عليه
علي بصوته كله علشان يسمعوه : هندخل ازاي ؟
زكريا : في باب تاني من ورا تعالوا
اخدهم لورا ولقوا الباب الثاني وكان عليه قفل صغير بس حمادة خبطه بحجر فاتفتح علي طول وصوت البرق والرعد غطى علي صوت الخبطة ودخلوا بهدوء ناحية النور الخفيف وهم داخلين زكريا راح ناحية المطبخ ومعاه حمادة وكل واحد اخد سکينة في ايده للټهديد واتحركوا ناحيتهم وابتسموا لما شافوهم نايمين الاتنين ؟
ونكمل بكره باذن الله
توقعاتكم يا قمرات