وخنع القلب المتكبر لعمياء الفصل التاسع بقلم ساره نيل حصريه وجديده
انت في الصفحة 1 من 5 صفحات
وخنع القلب المتكبر لعمياء الفصل التاسع بقلم ساره نيل حصريه وجديده
يعقوب مين البنت دي..!
الټفت يعقوب مسرعا وهو يغلق الشاشة بحدة وقال بملامح جامدة وهو يرمق والدته المبتسمة
ميخصش حد ... ومفيش مخلوق يتدخل في حياتي..
رددت بابتسامة واسعة وهي تقترب منه
بس شكلها بنوتة رقيقة ولطيفة أووي غير إنها جميلة جدا يا بوب..
أشاح بوجهه وقال ينهي هذا الحوار وهو يتجه نحو الفراش
أنا هنام...
هرعت نحوه ومدت يدها بكوب دافئ قائلة
دي كوباية سحلب سخن إنت جاي من برا والجو برد اشربها علشان تدفى..
لم يحرك ساكن وهو يرمق الكوب بيدها بملامح مبهمة وعندما طال صمته وضعته على وحدة الأدراج بابتسامة حانية وجاءت تقترب تتلمس شعره لكن عاد للخلف برفض بينما داخله ېحترق وقلبه مكلوم يقف بقلب واد مفعم بالأحزان والذكريات السيئة الموجعة لا يستيطع تجاوزها بتلك السهولة..
يعقوب ... سامحني.. صدقني يا يعقوب مكونتش أعرف بإللي بيحصل هنا أنا كنت مفكرة إنك مرتاح وإن ده إختيارك لما مكونتش بتتكلم وتشتكي ... أنا....
صمتت بحزن ليبتسم يعقوب بسخرية ويقول بعذاب واصب
مش عارفة تتكلمي تقولي أيه ولا تبرري بأيه...
ولا يهمك يا هانم محصلش أي حاجة مجرد يعقوب بس هو كان ضحېة طموحك إنت وحسين باشا .. طول عمرك وإنت النجاح والطموح بيجروا في دمك...
وحققتي كل أمنياتك ومكانش ناقصك حاجة جوزك معاك وابنك.... وأنا...
أنا مكونتش في حساباتكم ماله يعقوب يعني...
عايش في قصر طويل عريض مع واحدة عارفة كويس هتربي يعقوب إزاي وتطلعه وريث يستحق لقلب بدران..
عادي يعني أيه إللي حصل .. ولا حاجة..
ولا حاجة ... أنا كنت ولا حاجة يا أم يامن...
انتصب يستدير وهو يكبح دموع تتلألئ خلف سجن جفونه يطمر حشرجة مريرة بصدره فيكفيه مستعمرات الحزن التي تتشعب بداخله..
هتف بصلابة
لو سمحتي متفتحيش السيرة دي معايا تاني أظن ملهاش لازمه بعد العمر ده كله...
وبعد إذنك هنام...
أخذ دمعها يفور من مقلتيها ويلطمها الندم وليتها لم تتركه والإكثار من ليت لا يكون إلا بعد فوات الأوان...
وفور خروجها تهادى يعقوب فوق الفراش بخوار وقد سقط قناع البرود عنه لتسقط دمعة حارة تحمل كل معاني الألم لتتشربها لحيته سريعا...
لكن لا ضير .. فالحزن .. الۏجع .. الوحدة كل هذا ألفه حد الإدمان..
وكل هذا لم يعد بالأمر الهام ... فقد أصبحت له رفقة حطمت كل معاني الوحدة بحياته...
يكفيه رفقة .. وهذا جزاءه وجائزته بل هي خير جزاء على كل ما مر به...
ظل يفكر كيف ستكون إجابة رفقة غدا على طلب الزواج ويفكر ما ينتوي فعله حتى سقط بنوم عميق وداخله أمل كبير في الغد جاهلا عما يواريه القدر له...
صوت شجي مستغيث يتردد في الأرجاء في تلك الحديقة الخضراء أخذ يركض بلهفة باحثا هنا وهناك بقلب مرتعش واجف حتى تراءت له تأتي تتهادى بمشيتها من بين الأشجار الخضراء في هالة من النقاء نقاء لم يرى بمثله في حياته المظلمة المنسوجة بالتكبر والتعالي والقواعد ثوبها الأبيض يرفرف من حولها يسير خلفها على العشبة الخضراء النديه .. كان هذا وقت الشروق وأشعة الشمس التي أخذت تنمو على زاوية السماء تطارد أخر خيوط الظلام..
ابتسم يعقوب بسعادة وأخذت أقدامه تلتهم الخطوات التي تفصلهم يذهب نحوها بلهفة وأعينه مثبتة على وجهها الوضاء الذي ينبع منه النور بحجابها الأبيض الذي يماثل قلبها وأعلاه إكليل أخضر ممتزج بورود بيضاء..
وعندما أقترب منها تسمرت أقدامه أرضا وهو يتفاجئ بهذا الأخدود الذي يفصله عنها...
نظر لها پخوف وهو يرى الړعب الذي بعينيها ليهدر لها وهي تقف على الحافة المقابلة
خليك مكانك .. متتحركيش أنا هنقذك مش هسيبك.. رفقة أوعي تتحركي...
هبطت دموعها وهي تمد يدها له باستجداء تقول باستغاثة
يعقوب ... يعقوب متسبنيش .. هما ورايا .. متسبنيش... يعقوب ... يعقوب...
فزع يعقوب من نومه يشهق بأنفاس ضائعة مسحوبة ووجهه شاحب مذعور...
أخذ يمسح على وجهه المتعرق وهو يتنفس بهدوء في محاولة لاسترداد أنفاسه المسروقة..
ارتفع صوت أذان