وخنع القلب المتكبر لعمياء الفصل الثالث عشر بقلم ساره نيل حصريه وجديده
انت في الصفحة 1 من 5 صفحات
وخنع القلب المتكبر لعمياء الفصل الثالث عشر بقلم ساره نيل حصريه وجديده
مفيش أجمل من دا صباح الصبح إللي أقوم فيه من النوم على صوتك..
دا أجمل صباح مر بحياة يعقوب كلها..
همس بها يعقوب الذي يقف بالشرفة مع شروق الشمس فقد استيقظ على صوت رفقة تتلو القرآن بالشرفة الملاصة لنافذة الغرفة التي كان ينام بها بالشقة المجاورة..
استغل الفرصة وركض حيث الشرفة ليقف يستمع إليها بشغف وعشق شديدين وهو يتسائل بداخله ما الذي قام به في حياته لينال تلك النعمة العظيمة ألا وهي رفقته...!!
نعم... فهي له نعمة لا تقدر بالأثمان فإن كانت هي جزاء صبره على تلك السنوات المريرة فدعه يقبل تلك السنوات عاما عام وشهرا شهرا ويوما يوما حتى ودقيقة دقيقة ولحظة لحظة إذا كان ثوابه في النهاية .... رفقة..
جلست بحماس في تلك الأرجوحة المجوفة وهي بقمة سعادتها وهي ټشتم رائحة نسمات الصباح المختلطة برائحة الزهور بنهم ثم فتحت مصحفها الخاص بالمكفوفين وأخذت تردد صورة البقرة بصوت خاشع رقيق وهي تتحسس الصفحات بأصابعها غافلة عن هذا المتلصص...
وبمجرد أن انتهت من الترتيل ومن ترديد أذكار الصباح كانت تشعر براحة كبيرة وطاقة عالية..
لقيت هنا نسكافيه بالفانيليا قولت أعملنا كوبايتين أنا عارفة إنك بتعشقيه وللصدفة العجيبة لقيت بسكوت بالحليب إللي بتعشقيه..
وأكملت بمكر
أكيد دي كلها مش صدف .. شكل يعقوب عارف إنت بتحبي أيه وجايبه..
تنهدت رفقة وأردفت بتحذير
اصطبحي يا نهال..
وبعدين ينفع نشرب كدا مش المفروض كنا عرفناه على الأقل..
وضعت نهال الكوب بيد رفقة وناولتها بعض البسكويت وقالت وهي ترتشف بلامبالاة
يا أختي الجدع هيبقى بعد كام ساعة جوزك وتقولي نستأذن ... دا ده بقاا بيت صاحبتي يا بت يا رفقة ... خلاص أنا بقيت من أهل البيت يا عالم..
ربنا يستر..
تسائلت نهال بخبث
بس قوليلي يا بت يا رفقة .. صاحية يعني النهاردة بدري وبقمة نشاطك وحيويتك أنا حاسه إنك معرفتيش تنامي من الفرحة والحماس واضح واضح عليك ...دا كله تأثير يعقوب وكتب الكتاب.!
أصاب قلب رفقة الاضطراب لكنها تصنعت الإمتعاض تواري به هذا الشعور وأردفت بسخط
إنت عارفة إن طول عمري بصحى في الوقت ده يا قدري البرتقالي علشان ألحق أعمل روتيني الصباحي...
هنا تذكرت نهال شيئا ما لتتسائل بفضول
ألا قوليلي يا رفقة إنت كل يوم بتقرأي سورة البقرة ... وبتلحقي تخلصيها دي كبيرة أوي..
ابتسمت رفقة ببشاشة ورددت بلطف
تعرفي الرسول صل الله عليه وسلم بيقول عليها أيه...
بيقولاقرأوا البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة
بتبقى بركة في قلبك وحياتك وبيتك ومعاملاتك وكل حاجة ... وكمان بتحصنك جدا لدرجة إن السحرة مش بيقدروا على إختراق تحصينها للي بيقرأها...
يعني هتشوفي الفرق في حياتك ملموس جدا...
شعرت نهال بالخجل أمام رفقة لكن رغم هذا تشعر بحديث رفقة يغمرها بالحماس والطاقة لتقول
إن شاء الله أكيد هبدأ أنظم الدنيا وهقرأها على مدار اليوم ... ربنا يجازيك خير يا رفقة ويزيدك يا حبيبتي..
ابتسمت رفقة ببشاشة وأردفت بحنين وصوت به مسحة من الحزن
ماما الله يباركلها ويردها هي وبابا سالمين كنت دايما أشوفها بتقرأها كل يوم الصبح من بدري ولما سألتها قعدت تشرحلي علشان كدا بيتنا كان كله راحة وسکينة .. كان بيتنا دافي أوي يا نهال بوجود بابا وماما...
وصمتت وهي تمنع سقوط هذا الدمع الذي أخذ في النمو فوق عسليتيها الصافيتين وأكملت بغصة
بعد ما بعدوا عني مالقيتش حد يعلمني وحالتي مكانتش بتساعدني لأن مكونتش بعرف أوصل للكتب إللي تناسبني