رواية تراتيل الهوى الجزء التاسع بقلم ديانا ماريا حصريه وجديده
رواية تراتيل الهوى الجزء التاسع بقلم ديانا ماريا حصريه وجديده
حدقت سروة پصدمة لوالدها الذي ينظر لها بجمود ثم انتقلت ببصرها لعصام، تحولت صدمة سروة لفورة من الڠضب العارم حين رأته ينظر لها وابتسامة توحي بالنصر.
تقدمت لهم ووقفت أمامهم وهى تقول باحتقار: مين يا بابا؟ أنت بتقول مين اللي جاب يتقدم لي؟
نظر والدها لعصام الذي عبس بتوتر ثم قال لها: عصام يا بنتي، جه النهاردة يطلب إيدك.
رمقت سروة عصام بنظرات محتقرة من أعلى لأسفل ولمعت عيونها بالاشمئزاز: كان لازم أسمع منك تاني يا بابا علشان اتأكد ده صح ولا لا أنه واحد زي ده يتجرأ يفكر ويجي علشان يتقدم لي!
نهض عصام بحدة فنهض معه والد سروة الذي رأى الڠضب يظهر بشدة على محيا عصام الذي رد قائلا بحدة: وماله ده يا ست سروة؟ وليه اللهجة دي في الكلام؟
ردت سروة بكبرياء: دي اللهجة اللي تليق مع واحد سمعته سابقاه في المنطقة كلها زيك وجاي يتقدم أنا! أنت إزاي جه في بالك تعملها أصلا! بس أنا هعتبرها نكتة وهنسى موقف النهاردة وأنت تبقى تبص على قدك بعد كدة ويلا مع السلامة الكلام انتهى.
حدق بها عصام پغضب شديد وقبضة يده مقبوضة بشدة بجانبه أمام سروة التي تناظره ببرود وازدراء ووالدها يراقب الموقف بتوتر حتى قطع الصمت قائلا: أنت عرفت رأيها خلاص مع السلامة.
نظر له عصام بحدة قبل يلقي بنظرة أخيرة على سروة ثم غادر من أمامهم مغلقا الباب وراءه بقوة.
تنهد والدها: يابنتي على الأقل مكنش يبقى أسلوبك كدة، كنت ارفضي وخلاص علشان يمشي.
جلست سروة وهى ترد على والدها بانزعاج: إزاي يا بابا يعني! ده الأسلوب اللي ينفع مع الأشكال دي، واحد سمعته وحشة جدا زي ده وهمجي وجاهل جاي يتقدم لي ومش عايز أسلوبي يبقى كدة، ده أنا بشوفه معدتي بتقلب!
ضحك والدها منها فاسترخت أعصاب سروة قليلا مظهرة إبتسامة وقالت بغرور: وبعدين أنا خلاص هانت وهقدم على الدكتوراه وهبقى الدكتورة سروة، مش هنفضل طول عمرنا هنا عايشين وبنتعامل مع الأشكال اللي زي دي لأنها تسد النفس.
قال والدها بجدية: المهم أنه مشي والموضوع عدى على خير أنا اټصدمت من كلامه بس كويس أنك رجعتي علشان ميبقاش فيه وقت وكلام تاني للموضوع.
هزت سروة كتفها بلامبالاة ثم نهضت ودلفت لغرفتها وأكملت يومها بشكل طبيعي.
كانت تلك الذكريات تتدافع لعقل سروة بلا توقف حتى نهضت من السرير ووقفت أمام المرآة الطويلة في غرفتها، تنظر لنفسها بعدم تصديق وحسرة، ارتفعت يدها حتى تلمست وجهها الشاحب بشدة ثم تتابعت حتى وصلت لشعرها، كانت تتأمل نفسها في المرآة والدموع تنهمر على وجهها پقهر.
في الخارج انتهت سميحة من إعداد العشاء، فكرت في أن تيقظ سروة حتى تأكل ولكنها ارتأت أن تتركها ترتاح لأنها ظنتها نائمة وحتى يكون لها مجال الحرية في أن تتحدث مع تاج في موضوع الزواج وحدهما.
حين انتهى تاج من الأكل قال باستمتاع: تسلم إيدك يا ماما أنا كنت قربت أنسى حلاوة أكلك بجد.
ردت سميحة بحب: بالهنا على قلبك يا حبيبي المهم تكون شبعت.
ثم ترددت للحظة قبل أن تتابع: كنت عايزة أتكلم معاك في موضوع كدة.
رد تاج باهتمام: موضوع إيه يا ماما؟
قالت سميحة بجدية: كنت عايزة اتناقش معاك في حاجة بس لو مش رايق دلوقتي خليها لبعدين.
فكر تاج أنه ربما حان الوقت ليتحدث مع والدته في موضوع روفان ولكن عليه أن يستمع لما لديها أولا.
قال بإصرار: لا أنا تمام قولي دلوقتي وأنا كمان هيبقى عندي موضوع أكلمك فيه.
قالت سميحة بفضول: موضوع إيه قولي.
قال تاج: لا قولي يا ماما ولما تخلصي هقولك.
ردت سميحة بإصرار أكبر: لا قول أنا بقيت عايزة أعرف.
زفر تاج بعمق ثم ابتسم: تمام هقول، أنا بفكر اتجوز.
شهقت سميحة بقوة ثم قالت بفرح: بجد يا تاج! ده هو ده الموضوع اللي عايزة أكلمك فيه، أنا عايزاك تتجوز.
رد تاج بدهشة وضحكة عفوية: بجد يا ماما؟
أومأت سميحة برأسها عدة مرات وقالت بحماس: أيوا أنا عايزك تتجوز سروة بنت خالك!
يتبع