رواية هجران رحيل الفصل السادس عشر بقلم شامه الشعراوي حصريه وجديده
انت في الصفحة 1 من 8 صفحات
رواية هجران رحيل الفصل الخامس عشر بقلم شامه الشعراوي حصريه وجديده
كان واقفا على منحدر عال فوق الجبل فقد تغيرت حالته كثيرا منذ رؤيتها فى تلك الليلة قد بات عليه أمارت الألم شعر وكأنه تخطى الخمسين من عمره فى هذة الأيام الثقيلة فهو لم يعد كما كان ذاك الشاب القوى المتفائل لقد ملأ اليأس فؤاده وتمكن الحزن من ذاته وأصبحت جميع الأشياء باردة بالنسبه له منذ غياب معشوقته ظهر التعب والأرق عليه وكان هذا ظاهرا تحت عيناه الذى يسكنها سواد الليل المستوطن تحتهما تحسر على ماوصلت إليه حالته بعد ما كان لا يقهره شئ ولكن الآن بات رجلا ضعيفا فقد أغلى ما لديه انسكبت الدموع على خديها من شدة الهم الذى يحمله على عاتقه فبدأ بكائه يعلو رويدا رويدا وكأنه فى ميتم فرفع يديه إلى السماء ليقول پألم يعصف كيانه
فلما وضع يده على قلبه أردف بنبرة حزينة متحشرجة من أثر البكاء
يارب هذا قلبي وأنت مالكه فأرح نبضاته التى تؤلمني فما ذنبي أن أحببت أحدا ليس من نصيبي فما ذنبي.
قاطعه وقوف رجل بجانبه فكان عجوزا يتكأ على عصا سوداء فقال
يابني لا تحزن عسى غدا يحقق الله مرادك ليقر عيناك وفؤادك بالجبر بعد طول الانتظار والصبر.
حدق به مراد متعجبا ليكمل العجوز صاحب الشعر الأبيض قائلا
يابني لا تحزن وتذكر عظمة ربك فهو عليك هين وما أدراك لعلى ما تريده وتحتاجه هو نفسه ما يريده الله لك يابني أيا كان الذى تمر به سينتهي يوما وكأنه لم يكن.
أنت مين.
أجابه العجوز ذو الوجه البشوش وعلى لسانه قول جميل
أنا الغريب فى أرض الحبيب أنا عبد الله الذى لا أرجو سواه أنا الفقير بين يدى الحبيب الذى إذا سأله أجاب أنا الذليل الذى يقرع باب عظيم السلطان والجاه أنا عبد الرزاق الذى يعطى بسؤال وبغير سؤال أنا يابني رجل عجوز شيب الشعر ضعيف البدن فقل لي
من ذا الذى يأوي العجوز غير