السبت 23 نوفمبر 2024

نوفيلا < يـومـيات مُـراهـقـه>• الحلقة الثالثة بقلم نورهان ناصر

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

نوفيلا يوميات مراهقه الحلقة الثالثة بقلم نورهان ناصر 
من الغريب أن يعشق المرء هلاكه ولكن هي هلاكي وأنا بها متيم.
نورهان ناصر
وقف منذر خلف الباب يضم الكتاب إلى صدره وهو يزفر أنفاسه مغمغما بحزن 
_ ايمتى تحسي بيا يا هاله .
وضع يده على چرح رأسه وتلقائيا ابتسم بخفوت لو طالعه أحدهم لولى منه فرارا ظنا منه أنه مختل لأنه سعيد بهذا الچرح وكأنها قد اعترفت بحبها له ولكن هو أدمن تلك الهاله وكل أفعالها وحتى همساتها بمثابة بلسم لروحه وسيكون أكثر من سعيد بأي ذكرى تجمعه بها حتى لو تجرع فيها الألم وسالت على يديها دمائه .

فتحت والدته الباب تطالعه باستغراب حيث كان يحتضن الكتاب وعلى ثغره ابتسامه واسعه بينما يغمض عينيه كانت والدته تحمل كوب من الماء ف بلا تفكير كعادة ساكني هذه العمارة ألقت الماء على وجهه ليفتح منذر عينيه بهلع وهو يسارع بابعاد الكتاب بينما يتفحصه بعناية فائقة التقط أنفاسه ما إن لاحظ أن الكتاب بخير وأن قطرات الماء كانت قليلة في الكوب وفقط وجهه من تبلل ليهتف منذر بتهكم
_ إيه يا ماما ده كنت هضيعي مستقبلي .
لوت والدته شفتيها متمتمة بحنق
_ مستقبلك ... أي ده يا واد اللي على رأسك أنت اتبطحت.
مسح منذر على وجهه ثم تخطاها ودلف إلى باب شقتهم وهو يقول 
_ ايوه يا أمي ارتحتي .
ضړبته والدته على صدره مصدرة شهقة عاليه إلى حد ما بينما تقول 
_ وهو أنا راحتي يا قليل الادب في اذيتك.
واعقبت حديثها بأن ضړبته على رأسه لېصرخ منذر بضيق 
_ ارحموني بقى مش شايفه رأسي يا أمي يعني .
تشدقت والدته بسخرية 
_ هاله اللي بطحتك كدا يا موكوس .
تمتم منذر بلامبالاة وبسمة غبية 
_ عادي يعني أنت مصدومه ليه ما أنا كسرتلها رجلها دي ولا حاجه .
أنهى حديثه وهو يختفي خلف باب غرفته لتتنهد والدته مردفه بحزن 
_ لايمتى يا ابن بطني هتفضل متعلق باحبال دايبه.
جلس منذر على الفراش وهو يفتح الكتاب لتقع عينه على الإهداء الذي كتبه خصيصا لها بكل حب يزخر به فؤاده لها وهو يتنهد بتعب وأما بخصوص ذلك الحرف فهو وضعه للتمويه لا أكثر ثم فتح نصف الكتاب لتقع عيناه على تلك الرسمة والتي تعود لهالته الخاصه ومكتوب أسفلها اعترافه الذي جهزه مئات المرات لېتحطم كل ذلك بوقوع تلك الورقة بيده قبل شهر ونصف طالع الرسمة والاهداء بعيون دامعة شغوفة وهو يرددهم بشفاه مرتعشه 
أنت وطني بين عينيك سكني في رحابك أحيا أنت ملاذي منبع أماني في وجودك جنتي وفي غيابك جهنمي.
هالتي الحلوة معذبة فؤادي من تمثل لي الكون أغلى على قلبي من كل البشر أحبك كلمة من أربعة أحرف لا تعبر عما يكنه قلبي لك فأنا عاشق لك ولظلك لكل همسة تصدرها شفتيك أنا متيم بك فمتى تحني على فؤادي .
هاله أنا بحبك لا أنا بعشقك وبحب كل حاجه منك كفاية عندي إنها منك بس .
كنت على حافة الهاوية اليوم عندما حاصرتني هالتك الخاطفة لانفاسي توقف الزمان عندي حينها عجز لساني عن التعبير وخفق فؤادي بقوة معلنا الحړب بداخلي كم تمنيت في تلك اللحظة لو ضممتك لصدري لو نعمت ولو لبعض الوقت بطيفك من حولي تمنيت لو استطاع لساني أن يبوح بما يكنه لك فؤادي ولكن ألم تلاحظي نظرات ألم تخبرك عيناي كم تطوقان لنظرة تقذفها عينيك تجاهي بسمة حانية ترد السلام

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات