الأحد 24 نوفمبر 2024

ثقافة_الإعتذار

موقع أيام نيوز

ثقافة_الإعتذار

كانَ فـي أحدِ الأحياء منزلين متجاورين ، في أحدِهم عاشتْ عائلة ټعيسة للغاية ، إعتادَ الزَّوجان على الشّجار والجِدال طول الوقت  ! 
وبالمقابل كانَ يعيش في المنزِل الآخر عائلة سعيدة للغاية ، 
السلام والهدوء يعمّ أرجاء پيتهم.

في إحدى الأيّام إستغربت الزوجة  ! 
كيفَ لهذا الزّوجين أن ينعما دائماً بالهدوء والسّكينة دون أن يصدر منهم يوماً ضجيج أو خلاف  ! 

فذهبت وأخبرت زوجها ، وقالت لهُ "إذهب وتأكد هل جيراننا في منزلِهم أم لا، وماسرّ الهدوء الذين ينعمانِ بهِ" 

تسللّ الرجل وإقتربَ من نافذة منزلِ جيرانهِم المطلّة على الشّارع، وإسترقَ النّظر  ! 
لاحظَ بأنَّ المرأة في المطبخ ، والرّجل جالس على الأريكة يتصفّحُ الجريدة ، والأطفال يشاهدُونَ التلفاز. 

فجأة..، رنَّ الهاتف ، فقامَ الرّجل ليجيب ، فإذا بهِ يسقطُ المزهريّة وإنكسرت  ! 
فنزلَ على رُكبتيه وبدأَ يجمعُ الحُطام المتناثر على الأرض ، وماهيَ إلا ثواني ولحقت بهِ زوجتهُ لتساعدهُ. 
إعتذرَ منها وقال لها "أنا آسف ياحبيتي ، لم أنتبه لها"  ! 
ردّت زوجتهُ وقالت لهُ: "لاعليك ياعزيزي ، أنا هي المذنبة لأنني نسيت إرجاعها لمكانها الأصلي بعدما قمت بتنظيف المنزل"  !
إلتقطوا آخر القطع ، وكلّ منهُ عادَ إلى مكانهِ.

بعدها قام جارهم بالإنسحاب ببطئ وعادَ إلى منزلهِ ، وجدَ زوجتهُ تنتظرهُ عندَ الباب متلهّف لما جاء به من أخبار  !

- الزوجة: "أخبرني ماذا رأيت"  !

ردُّ زوجها كانَ في غايةِ الرّوعة ، قال لها: "الأمر في غايةِ البساطة ، سرُّ سعادتهما يَكمُن في أنّ كليهما (مُذنبْ)  !

وسرّ تعاستنا أنّهُ كلانا على (حق)  !"

هذا هو سر السّعادة "الأخلاق عموماً " ،
علينا أن نتعلم ثقافة الإعتذار والمُشاركة في تحّملِ المسؤولية ، لنتنازل أحياناً ونتخلى على الكبرياء ولو مؤقتاً ، من أجلِ سلامنَا النَّفسي.
هذه الوصفة لاتنطبق على الأسرة فقط ، بلْ فـي حياتنا عموماً ، فـي " العمل، الشّارع، السّوق...الخ"

ثقافة_الإعتذار♥