رواية عابث_في_الظلام الفصل الأول بقلم شروق_مصطفى حصري
انت في الصفحة 1 من صفحتين
رواية عابث_في_الظلام الفصل الأول
بقلم شروق_مصطفى حصري
تطلع إليها من شرفة جناحه الخاص في قصره المقابل شاردا بتفاصيل وجهها البريء الذي لم يخل من مسحة حزن عميقة. ابتسم بتهكم ثم استقام في وقفته پغضب مكتوم وكأن تلك الأنفاس الحارة تعبر عن بركان يتأجج داخله. ألقى عليها نظرة طويلة مشوبة بمكر ثم الټفت للداخل وكأن فكرة جهنمية بدأت تتبلور في ذهنه.
وبعدين يا قاسم كل يوم نفس الحال تخرج وتسيبني هنا لوحدي مع البنت اللي مش بتبطل عياط! مفيش مربية بتقعد يومين على بعض في البيت ده شوف حل بقى أنا مش فاضية أربي من جديد!
تطلع إليها من أعلى السلم بنظرة ساخرة ورد بلهجة لا تخلو من الاستفزاز
تقلصت ملامحها من كلماته اللاذعة لكنه لم يلق بالا لردها بل أكمل حديثه بسخرية متعمدة
وأسمهان هانم مش فاضية... وراها سهرة مع صحابها مش كده
لم ينتظر ردها بل استدار مغادرا الجناح بخطوات هادئة وكأن كل شيء يسير وفق خطته. نزل إلى سيارته السوداء الفارهة وأدار المحرك متطلعا بنظرات عابثة إلى المنزل المقابل. رآها تجلس في شرفتها كعادتها تنظر إلى الأفق بلا حراك وكأنها سجينة جدران غير مرئية. كانت وحدتها واضحة إلا أن هذه المرة انضمت إليها فتاة أخرى يبدو أنها صديقتها. ابتسم ببرود وهو يلاحظ أن تلك المرأة لم تخرج من بيتها منذ فترة طويلة.
على الجانب الآخر
دخلت ندى صديقتها تحمل كوبا من الشاي الدافئ بيديها وهي تبتسم ابتسامة مرحة تحاول كسر رتابة الأجواء
اتفضلي أحلى كوباية شاي تقيل مخصوص ليكي. وأنا عملت لنفسي نسكافيه. ها يا ستي عملتي إيه النهاردة
متشكرة يا ندى.
احتضنت الكوب بين يديها كأنها تبحث عن دفء يفتقده قلبها ثم نفثت أنفاسا ثقيلة قبل أن ترد بملل
زي كل يوم هعمل إيه يعني حياتي بقت نسخة مكررة... امبارح زي النهاردة وزي بكرة. كل حاجة وقفت وانتهت من يوم الحاډثة.
انشغلت صبا برشفة من كوب الشاي عيناها شاردة في الفراغ لتقطع ندى صمتها بنبرة تضجر ممتزجة بالقلق
يا صبا مش واخدة بالك بقالك قد إيه حبسة نفسك هنا ثلاث شهور وأنت ما شوفتش الشارع! طيب تعالي نتمشى شوية أو حتى فكري تشتغلي زي الأول. القعاد هنا مش حل لازم تخرجي. تعالي اشتغلي معايا في المطعم هنكون سوا وأنا مش هسيبك