رواية ۏجع الهوى بقلم إيمي نور الفصل الأول والثاني والثالث والرابع والخامس حصريه وجديده
الباب بهدوء فيتحرك هو بخطوات بطيئة بأتجاه الفراش عينيه معلقة عليها حتى وقف يتأملها بهدوء لبرهة يرى جسدها الملتف فى تلك العبائة السوداء والتى انحصرت قليلا عن ساقيها وخصلات شعرها المتموجة يخفى وجهها تماما عنه
انحنى فوقها يمد يده يزيح تلك الخصلات بعيدا ليصدم لمرأى تلك الدموع تلطخ وجهها الشاحب بشدة وهالات عينيها الدالة على مدى ارهاقها فزفر بقوة جالسا بقربها يزيح بإنامله دموعها تلك بنعومة يزحف الى صدره شعورا بالضيق وعدم الراحة لرؤيته لها بحالتها هذه فهو يعلم جيدا بمدى تعلقها بجدها والعكس وقد ظهر هذا جاليا ليلة زفافهم حين اخذه الجد على انفراد يحدثه بصوت حنون راجى ان يعاملها بالحسنة وان يرعى الله فيها فهو اهداه قطعة من قلبه ويرجو منه العناية والاهتمام بها يومها اثر جلال فى نفسه ان يصونها ويراعها اكراما لهذا الشيخ الجليل وحبه الواضح لها لكن تأتى الريح بما لاتشتهى السفن لينهار كل ماكان ينتويه لها بعنادها وكلماتها القاسېة غير محسوبة العواقب فتجعل رغبته فى معاقبتها تتغلب على كل شيئ شعر به حتى فى تلك اللحظات التى يحس فيها بالضعف واللين اتجاهها
تيقظ خارجا فورا من حالة الثمالة التى اصابته حين رأها تتحرك فى الفراش ببطء وهى تتنهد بأرهاق ثم تفتح عينيها بصعوبة فأسرع بالاعتدال جالسا بوجه متجهم حين وجدها تنتبه لوجوده معها ناهضة بسرعة وتخبط تسحب الغطاء معها تضمه الى صدرها بړعب ظهر جاليا فى عينيها جعل زاوية فمه ترتفع بأبتسامة ساخرة وعينيه تتابع حركتها الدفاعة تلك وهى تسأله بتلعثم وارتباك
اتسعت بسمته الساخرة اكثر وهو يقترب منها بوجهه سائلا اياها بسخرية
فى ايه قولتى!..اوضتك ! اوضتك هناك فى بيت جوزك انتى هنا ضيفة يوم ولا التانى وهتمشى
ثم نهض واقفا ينظر لها مشيرا ناحية الغطاء المتشبثة بأناملها به بقوة فوق صدرها قائلا بسخرية وتهكم
ملهوش لازم على فكرة خۏفك ده انا مش غريب برضه ولا ايه
اهلى تحت من بدرى مع والدتك ومرات عمك وانا كنت طالع اشوف لو تقدرى تنزلى تستقبليهم بس انا شايف تخليكى مرتاحة احسن
شروق نزلت تجهزلك غدا فياريت تاكلى علشان تقدرى بعد كده تكملى ومتتعبيش وانتى بستقبلى الناس اللى جايه اتفقنا
وجدت نفسها دون ان تشعر تهز راسها له بالايجاب عينيها معلقة بنظرة عينيه المهتمة يتبادلان النظرات هى بدهشة مما يبديه من اهتمام بها وبما يخصها
فى ايه مالك ياشروق حالك عامل كده ليه
لم تجيبه شروق بل وقفت تنظر اليه پخوف وقلق تفرك كفيها بقلق لتسرع ليلة ناهضة من الفراش بأتجاهها تمسك بكفيها بين يديها تسألها بقلق وخوف قد انتقل اليها
ماتقولى ياشروق مالك ..ماما حصلها حاجة ماما
هزت شروق رأسها بالنفى تبتلع لعابها بصعوبة قائلة بعدها وهى تنظر الى جلال بقلق ثم الى ليله قائلا بخفوت وتلعثم
ابن عمك.. راغب وصل تحت.. ومصمم ..يطلع...هنا ويشوفك
هدر صوت جلال كالرعد ترتج الغرفة من شدته قائلا
من ده اللى يطلع لمين وفينطب يعملها كده وانا اكسره قبل ما يخطى خطوة هنا
مد يده يزيح شروق عن طريقه خارجا من الباب كالعاصفة الهوجاء تتراقص شياطين غضبه من حوله
لتلطم شروق وجنتيها بكفها تلتفت الى ليله الواقفة مكانها بجمود مړتعبة تحدثها قائلة پذعر
انا ايه اللى هببته ده شكل جوزك مابتفهمش الحقيه يا ليله بسرعة قبل ما يصورلينا قتيل هنا
افاقت ليلة من جمودها تلقى نظرة مړتعبة ناحية شقيقتها تسرع ناحية الفراش تختطف حجابها الموضوع على طرفه ثم تهرول وراء جلال تحاول انقاذ ما يمكن انقاذ
خرجت من باب غرفتها تحاول اللحاق به هاتفة بأسمه برجاء لتجده ولذهولها واقفا مكانه بالفعل على بعد خطوة من غرفتها فهمت بالتنفس براحة ظنا انه قد استجاب لندائها تتبخر راحتها فور ان علمت سبب توقفه لامحة بعينيها راغب ابن عمها يقف فى مواجهته بهيئته التى لم تتغير فمازال كما هو رغم مرور عدة سنوات على اخر مرة رأته بجسده متوسط القامة وشعره البنى حتى عينيه التى طالما اخافتها بنظراتها لها وما تحمله من شهوة تثير بداخلها نفورها منه لم تتغير ايضا مازالت تبعث الرجفة بداخلها كما تراها الان حين ادار عينيه اليها يمرر نظراته الوقحة فوقها بتركيز وقح
تجعد وجهها نفورا حين ناداها راغب باسمها بصوته الخشن المتحشرج بلهفة واشتياق اثار النفور بداخلها لكن يأتى صوت جلال هادرا ليعيد اهتمامها له حين هتف بصوت شرس
ايه اللى مطلعك هنا عند الحريم يابن المغربى
ارتفعت شفتى راغب بسخرية يجيبه بتهكم
الحريم اللى بتتكلم عنهم دول كانوا يخصونى قبل ما يخصوك يابن الصاوى
لا تعلم ليله كيف حدث ما تراه الان ففى ثانية واحدة كان جلال امام راغب يمسك بتلاليب قميصه يلصقه بالحائط ثم يقبض فوق عنقه كالطود حوله
جسده كله متحفزا تشتد عضلات ظهره حتى كادت ان تمزق بذلته من حول جسده يفح من بين انفاسه بشراسة
لم لسانك بدل ما اقطعولك واعرف انت بتتكلم ازاى
بدل ما اډفنك مكانك ولا ليك عندى دية
راغب بصوت مخټنق لكنه حاول بث الثبات فى نبراته قائلا باستفزاز وسخرية
مالك اخدت الكلام على قلبك كده ليه ...انا اقصد انها بنت عمى قبل ماتكون مراتك ... ولا انت دماغك راحت بيك لفين
احتقن وجه جلال بالڠضب يحكم قبضته اكثر واكثر فوق عنق راغب فأخذ وجهه بالاختناق تجحظ عينيه وهو يحاول المقاومة وابعاد يدى جلال القابضة فوق عنقه فلا يجد لديه القدرة على ذلك
لتسرع ليله والتى كانت تقف مكانها