رواية للقدر حكايه بقلم سهام صادق الفصل الحادي والعشرون حتى الفصل الثلاثون
ينفض أفكاره العاصفه في مخيلته.. ثم اشاح وجهه سريعا عنها بعدما اعادت سؤالها
مراد مالك انت فيك حاجه
تنفس بقوة واتجه نحو المرحاض تحت نظراتها الحائرة ليضع رأسه أسفل صنبور المياه مفكرا في حياته القادمه
اهدي يامراد.. لازم تفكر هتعمل ايه.. ابعد فكرة انك تأذيها مهما كان ديه بنت عمك من دمك
بنتي امانه عندك يامراد.. حافظ على الامانه اللي حفظتلك عليها ياابن اخويا
تنهيده قويه خرجت بثقل من بين شفتيه وهو يبتعد عن المياه المتدفقه فوق رأسه ثم اخذت مسارها نحو
تقدمت بخطوات خجله من الفراش ثم جلست عليه تنظر من حين لآخر نحو المرحاض
هو مشلنيش ليه زي اي عروسه.. ده انا حتى عملت رجيم قاسې لليوم ده
عبست بملامحها وهي تحلم بأحلامها الورديه.. اتجهت بعيناها نحو باب المرحاض ثم رفعت كفيها نحو وجنتيها الساخنه
اهدي ياهناء كده وبلاش توتر
انتبهت على صوت خروجه فأطرقت عيناها نحو ثوب زفافها
هتفضلي بالفستان كده
تخضبت وجنتاها ورفعت عيناها نحوه خجلا متمتمه
ها!
واتسعت حدقتيها پصدمه وهي تجده يتسطح فوق الفراش مغلقا عيناه.. وكأنها ليست معه وكأنها ليست عروس همهمت تسأله
واردفت بتوتر جلي على صوتها
احنا مش هنصلي
فتح عيناه يرمقها للحظات قبل أن يهتف
ياريت تطفي نور الأوضة وتاخدي هدومك وتغيري في الحمام
بهتت ملامحها وهي تسمعه وتسألت بأمل ان يكون يمزح معها
اطفي النور
رمقها ساخرا وهو يتفحص خلجات وجهها الذي شحب
أعطاها ظهره حتى يجعلها تفهم الاجابه بوضوح.. لا يرغبها ولا ينظر لها بأنها عروسه
ألتقطت ملابسها وانسحبت من الغرفه ودموعها تنساب على وجنتيها.... تسأل حالها اين أحلامها في تلك الليله.. اين الحبيب الذي انتظرته طويلا.. أين قبلته الدافئه.. أين عباراته الحنونه التي ستحتوي خجلها وتطمئنها
ثبتت عيناها نحو نقطه ما وهي لا تصدق ما خيله لها عقلها
مش معقول يكون مراد زي نديم ابن خالي ومحتاج يتعالج... بس ليه يخبي عني انا مش هسيبه وهفضل معاه
صور لها عقلها برئته.. لتمسح دموعها التي انسابت مع كحل عينيها تأخذ أنفاسها بتنهيده طويله
لازم تحفظي على سر جوزك ياهناء.. وتقفي جانبه... بس لازم الاول اتكلم معاه بكره ويفهمني ميخبيش عليا
....
وضعت ياقوت الثوب برفق في الخزانه الصغيره التي تحتويها غرفتها
الحمدلله الفرح خلص على خير والفستان محصلش ليه حاجه .. عشان ارجعه لسماح لما ترجع من مهمتها
اقتربت من فراشها وتسطحت عليه بأرهاق ولمعت عيناها بالدمع وهي تشعر بالوحده... ولكن سريعا تبدل حالها لتبتسم وهي تتذكر جمال صديقتها ورقصتها مع مراد
تنهيده حالمه انسحبت مع أنفاسها وهي تتخيل نفسها يوما بين ذراعي أحدهم =اليه ويراقصها
نفضت رأسها من أحلامها الورديه
أنتي بتفكري في ايه يا ياقوت... لا انتي الأحسن تنامي عشان الأحلام خطړ عليكي وعندك شغل بكره
اغمضت عيناها لتغفو في لحظتها دون شعور من شده ارهاقها
طالع شقيقه وهو يحاوط خصر زوجته ويتهامسان.. ابتسم وهو يراهم هكذا واسند مريم التي تمسك ذراعه وعيناها مثقله من أثر النعاس
مريم فوقي ياحببتي
صعد الدرجات وهو يسندها... فأقتربت منه ندي بعدما انتبهت لحال مريم... اشفقت عليه فطيله طريق عودتهم وهي غافيه على ذراعه
انا هوصلها لاوضتها ياحمزه.. دراعك اكيد وجعك
اسندتها ندي نحوها... فسقطت رأس مريم علي كتفها... نفض ذراعه بآلم ضاحكا على صغيرته
نومها بقى تقيل البنت ديه.. انا مش عارف هتقدر تروح مدرستها بكره ازاي
تركهم واتجه نحو غرفته ليتحرك فيها دون هواده يمسح على وجهه بقوه وصوره ياقوت ټقتحم عقله وهي تقف مع شقيق هناء تضحك معه ويبدو ان علاقتهما قويه ولم ترحمه ناديه من تعليقاتها وتلميحاتها
.....
تأملها وهي غافيه جانبه... مد كفه يمسح على وجهها
تملمت في نومتها وهي تشعر بيده التي تنتقل بخفه على وجهها.
شهاب سيبني انام عندي شغل بكره
ابتسم وهو ينحني نحوها يلثم خدها ثم تحركت القبله لجانب فكها لتحط شفتيه نحو مقصدها
مش عارف انام.. اصحى اقعدي معايا
فتحت عيناها بقلق.. حبها طغى على كبريائها
مالك ياشهاب ايه اللي مضايقك... ده احنا راجعين من فرح واتبسطنا
ألقي رأسه على الوساده زافرا أنفاسه بقوه.. فبماذا سيخبرها ان الفتاه التي احبها يوما قد ترملت وصارت حره.. اليوم رأها في الفندق الذي قام فيه حفل زفاف مراد... كانت من منظمين الحفل..صدمها ملابسها السوداء ووجهها الذي زبل... قدماه أخذته إليها وليته لم يذهب... حلمه أصبح حرا طليقا
مش فاهم نفسي ياندي
رمقها بطرف عيناه ولم تفهم هي شئ من عبارته
مالك ياشهاب.. احكيلي فيك ايه
واعتدلت في رقدتها ومالت نحوه تمسح على خصلات شعره الذي تعشق نعومته وغزارته
اغمض عيناه وهو ينساق مع حركة يداها الناعمه... قارن بين حلمه الضائع وذلك الحب الذي يحصل عليه معها.. مهما أخبرته بتمردها وأنها تحررت من