كيّف حالكَ يا رفيق.. أتيتُ اليوم لأغُوص بكَ بالأعماق.. النبيّ "هُود" عليّه السلام.. سيرةُ عطرة، وعقابُ غليظ
انت في الصفحة 1 من 3 صفحات
كيف حالك يا رفيق..
أتيت اليوم لأغوص بك بالأعماق..
النبي هود عليه السلام..
سيرة عطرة وعقاپ غليظ..
تمر مراحل قصة النبي هود بدرجات متفاوتة من سردية منتظمة عن الأمل واليأس واستعادة الأمل من جديد..
إن أول الخطوات إلى الله تكمن بالأمل..
شيء بلا حدود ولا قيود يقود القلب نحو مذاهب الروح..
الأمل يعد القيمة الأسمى التي يغتنمها المرء من الدنيا..
خليني النهاردة أغوض بيك جوة أعماق النبي هود حيث الأمل يكمن واليأس طريقا للعدم..
وبداية القصة هتكون بعد الطوفان تحديدا واصطفاء الله لقوم عاد ليكونوا خلفاء لله بالأرض بعد قوم نوح..
عشان أقدر أحكي لك القصة بالتفصيل..
تبدأ الأحداث بعيدا وتحديدا عند مدينة إرم المسماة باسم ملك عظيم حكم منطقة تقع بالأحقاف والتي اختلف فيها العلماء لأسباب هنعرفها بالأخير..
إرم مدينة منظمة استقر فيها باديء الأمر رجل من نسل سام بن نوح يسمى عاد وورث الملك من بعده ابناءه..
نحن هنا أمام قوم متطور في البناء والزراعة..
مش بس كده..
يقول عمر عبد الكافي في تفسيره لقصة قوم عاد عن لسان أستاذه بأن عاد بنوا مصانعا تصنع دواء يطيل العمر فيجعلهم لا يشيخون ولا يفنون..
بمعنى..
ثبت بمعتقد عاد أنه بالإمكان العمل لإيجاد مصل يساعدهم على الخلود وبناء مصانع هدفها انتاج هذا المصل أو أن بمقدورهم محاربة المۏت..
كل ما حاول العلماء تقديمه بتفسير الآيات الواقعة بقوم عاد تفيد بمدى تطور البنية التحتية والحضارة التي انشأوها ومهابة صانعيها الذين استخلفهم الله بالأرض من بعد الطوفان..
هنا بنحاول الڠرق جوة العقيدة التي توارثها أبناء تلك الحضارة من الآباء والأجداد والتي تماثلت بما يسمى المادية الفلسفية والتي تقدس كل ما يرى وملموس وتنكر تماما الاستدلالات الروحانية..
توصل بيهم لأنهم ينشأوا مصانع للخلود زي ما قولت لك فوق..
هود..
هود بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام..
يقول تعالى عن بعث النبي وإلى عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إن أنتم إلا مفترون..
وصف القرآن حالة النبي هود بأنه اخاهم نسبة لقوم عاد أي أنه من نسلهم ويتبع لهم نشأة وظروفا وقد عرف عنه الصلاح والتقوى واشتهر وسط الناس بالمجتمع الإرمي بأنه أمين لا يفرط بالحق ويفصل بينهم بالنزاعات..
بس المشكلة الي كانت بتتشكل بالأفق إن هود عليه السلام كان مدركا لسفاهة المنطق المادي الذي أتبعه قوم عاد لأنه يقود لليأس..
إزاي..
بص يا رفيق..
أعلى معدلات الاڼتحار النهاردة تقع بالدول التي تتمتع بالإزدهار الاقتصادي الاكتفاء المالي وارتفاع معدلات الرفاهية.. صحيح
الانسان يا رفيق كلما تمسك بالمادة كلما قادته لفقدان الأمل بأعماقهم لأن أنت بتقوم من النوم ليه كل يوم حرفيا..
مستندا للأمل كل يوم الي بيقومك من النوم وبيخليك تتحرك الأمل إن بكرة أفضل وأنك قادر على تحريك ظروفك للأفضل..
بس إزاي وسط مجتمع ناشيء على أسس مادية بتقوده للعدمية أن ينشأ بينهم قيمة مضادة تماما..
هنا بنروح للمجادلة التي كانت بين هود وقومه أول ما واتاه الله الوحي فيدأ يدعو قومه لعبادة الإله الواحد الأحد مطلق القدرة خالق الكون والأمل بذات نفسه..
بداية أكد النبي هود على قومه بأنه لا يبتغي منهم أجرا ولا منصبا يعني أنا مش عايز مقابل قصاد تصديقكم وإيمانكم لأن قوم عاد مجتمع مادي بحت قائم على المصلحة والمادة نجد أن سيدنا هود تجرد منها وأكد عليهم أنه لا يريد منهم أي مقابل..
وإلى عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله