الأحد 24 نوفمبر 2024

كيّف حالكَ يا رفيق.. أتيتُ اليوم لأغُوص بكَ بالأعماق.. النبيّ "هُود" عليّه السلام.. سيرةُ عطرة، وعقابُ غليظ

انت في الصفحة 2 من 3 صفحات

موقع أيام نيوز

ما لكم من إله غيره إن أنتم إلا مفترون ٥٠ يا قوم لا أسألكم عليه أجرا إن أجري إلا على الذي فطرني أفلا تعقلون هود..
يعني بيطلب منهم فهم المنطق الخاص بيه البعيد كل البعد عن المناصب والمادة..
طيب..
عايزين قوة أكثر وملك أعظم ده مرادكم ده شفاء مرضكم بالكفر..
ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين هود..
استغفروا ربكم وتوبوا عن كل بغيانكم ده وآمنوا فيرسل الله عليكم السماء بالخيرات فتزدادوا قوة على قوتكم..
اشتد الصدام الي حصل بين هود عليه السلام وفومه فاستخدم النبي المنطق فقال فيما يخص الخلود..
قوله إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم..
جحد عاد بدعوة النبي رد عليهم متلفا لهم كل جهودهم بإنشاء مصانع الخلود بأن الله يقبض كل دابة ومفيش دابة على الأرض إلا ورب العالمين يقبضها بإذن الله دون تمييز..
اشتد الخلاف لدرجة جعلت النبي الذي خاطب بقومه بالمنطق والحكمة يترك المدينة ويبتعد على مقربة..
يبدو وأن الأمل بدأ بالتلاشي..
فآثر النبي الخلوة والمكوث بكهف قريب من المدينة..
بنفس الأثناء ترتيبات القدر لا يمكن اغفالها فبالوقت الي قوم عاد حاولوا يتخلصوا من محاولات هود لهدم أساسات معتقداتهم كانت أفعالهم وجبروتهم يقودهم للاندثار وكلمة السر كانت العبيد الذين قادهم الملك وحاشيته لبناء المنشآت بالمدينة..
القسۏة التي لاقوها بالمعاملة أثناء عمليات البناء الشاقة من بناء للقصور الجسور والحصون وبشكل عبثي بلا فائدة كان قد طفح بهم الكيل أخيرا..
يقتادهم الجنود لمواقع البناء بالعڼف مستخدمين في ذلك السوط والعصا فطالهم التنكيل والټعذيب وأحيانا كانت تصل بهم الأمور إلى القټل حال أي تقصير أو تكاسل..
ما اضطرهم أنهم يتحركوا ويفتعلوا ضړبة بحائط السد بحثا عن أمل..
ذهبوا إلى ذلك الكهف في أطراف المدينة..
حيث اختلى النبي بنفسه بعيدا كما سلف الذكر يا رفيق..
أنظر معي الآن هناك نجمات بالأفق تلمع لا تسقط أبدا..
وأنت وحيدا لست بوحيد..
هنا الله..
حولك بكل مكان وإن أنت أدركت لا يمكن لقوة على الأرض أن تزحزحزك أنملة عن مكانك لا تستطيع أي قوة بالعالم أن تهز قلبك..
لن تهتز..
هرب بعضا من العمال وتوجهوا فورا للنبي بكهفه المعزول فاستنجدوا بالنبي هود وطلبوا منه مساعدتهم فيما يتعلق بالتنكيل والټعذيب الواقع عليهم..
فكان ذلك اليوم..
وفقا لروايات مختلفة آلت بالأخير لانبات الأمل من جديد بتعيين هود وزيرا للعمال وحاكما بينهم..
بهذا التعيين والمنصب الذي تقلده هود أتبعه الكثير من العمال وآمنوا بما يقول..
لم يتبع الأنبياء هؤلاء المعذبين بشكل أسهل وأسرع عن غيرهم..
هم يتخلون أيضا عن دين آباءهم ومعتقدات أجدادهم وما توراثوه عبر الزمن ولكن أسرع عن غيرهم وهم أيضا يرجحون المنطق والعقل في الإيمان المطلق أسرع من غيرهم..
تكرر الأمر عبر التاريخ وفي الغالب يتتبع المستضعفون الحق أسرع عن غيرهم وذلك كونهم لا يملكون شيئا سوى المنطق والعقل وليس هنالك ما يخشون عليه من الزوال إذا ما أتبعوا الحق ورفضوا المتوارث والطبيعي والمعتاد..
الدنيا لهم تساوي صفرا ..
على عكس زي ما وصفت لك فوق قوم عاد كانوا مستمسكين بالدنيا والمادة بشكل كلي..
أنت وأنت فقط يا رفيق هذه السطور لك..
أنت الآن تطير عبر الرحى وتذهب بعيدا حيث بداية الانسان الأول ونشأة الحضارات أنظر للملكوت والنجمات بالسماء تحادثك ليلا..
وحيدا لست بوحيد..
أنت وأنت تكفي..
لأن تقف وتدلي بدلو الحق وتعيد الأمل بارقا مشعا بين ثنيات الظلمات نورا ممتد من الملكوت لأعماق نفسك يتراسى بداخلك لا تؤثر نفسك بقوقعة ذاتك بالجسد الذي تملك لا يملكك..
هدوء..
بدأ النبي هود عليه السلام في دعوة عمال البناء المعذبين وبدأوا يستجيبوا بسرعة لكلام النبي هود على عكس العامة فزاد متبعيه بأسرع من الذي كان..
صاډم للغاية وكأنما تسلم هود مفتاحا أعاد الأمل ثانية..
الأمل..
أعظم القيم التي امتلكها الانسان يوما..
تزايد عدد أتباع النبي هود الذين آمنوا بوحدانية الخالق ولا نهائيته المطلقة ..
حتى وصل ذلك لمسامع ملك عاد الذي استشاط ڠضبا فقرر مواجهة هود عليه السلام بنفسه وجها لوجه..
في ذات القصر الملكي المهيب وبذات الحانة الكبرى وعلى نفس العرش الذهبي الفخم جلس وأمامه هود عليه السلام وجرى بينهما الحديث..
فدعا هود الملك لعبادة الخالق الواحد سبحانه وتعالى..
استهزأ الملك وقال إن هذا الحديث

انت في الصفحة 2 من 3 صفحات