رواية درة القاضى الفصل الثالث بقلم سارة حسن
انت في الصفحة 2 من صفحتين
-ده كان كبير المنطقه هنا من ايام ابوكي الله يرحمه اسمه عبد الرحيم ومن قبلها ابوه، عبد الرحيم كان في شبابه وقتها وقت ما سكنت هنا سنتين بعد جوازي من أبوكم قبل ماننقل من هنا، بس دلوقتي شكله ابنه اللي بقي مكانه
هتفت دره بتهكم ساخره:
-اخد منصب مهم اوي يعني ماهو بلطجي
قالت كريمه مصححه :
-ماكنش بلطجي يا دره الحاج عبد الرحيم كان راجل جدع وشهم ماحدش كان بيقصده في حاجه ويرده أبدا
قالت شهد وعقلها يتذكر ذلك الذي انتشلها من المعركه:
-ومين اللي معاه ده
قالت كربمه وهي تتحرك من مكانها:
-والله يابنتي معرف انا زي زيكم ،كل حاجه اتغيرت هنا ولسه مش عارفه حد، المهم يالا قومو غيرو هدومكوا عشان نتغدى
دخلت دره غرفتها، نظرت للارجاء وابتسمت بحزن من تغير الاحوال، لو كان والدها علي قيد الحياه لهون عليها الكثير وربما لم تكن متذمرة من ذلك المكان، لكانت شعرت بالامان انه معهن، التمعت عينيها اشتياق اليه وخوف من المجهول، لكن عليها ان تتسلح بالقوة، كل القوة حتي تتعايش في ذلك الوسط المريب حولها، لحماية نفسها وشقيقتها ووالدتها.
توجهت لنافذتها وازاحت الستار وظهرت امامها مباشره تلك اللافته على الورشه و المكتوب عليها بخط كبير اسم القاضي،نفخت بضيق واغلقت النافذه وجذبت الستاره پعنف، ونظراته لها لا تغيب عن بالها مع ارتجافه داخليه تحاول مدارتها و تثني عقلها عن احداث ذلك اليوم الطويل.
..................
دخل لشقته و منها لغرفه والده رحمه الله
اقترب ببطئ لصوره والده ذات الاطار الكبير علي الحائط،والذي يشبهه كثيرا لم يأخذ من والدته اشياء كثيره ولكن والده اخذ منه النصيب الاكبر من شكله و قوانينه، وعندما قرر الخروج من عباءته للعالم الخارجي، تلقي تلك الضړبة القاسيه علي رأسه افقدته اتزانه للآن،حتي بعد مرور تلك السنوات لم يتخطاها حسن رغم أنه يحاول ويحاول حتي ينال رضاه الذي خسره في حياته رغم علاقتهم التي كانت اكثر من مترابطه، لقد كانوا مثل الاخوة والاصدقاء كان قربهم وترابطهم يثير استعجاب من حولهم، ولم يتوقع احد ان الحاج عبدالرحيم بعد عشقه لابنه وترابطهم الغريب ان ېموت وهو لا يحدث ابنه وغاضبآ عليه.
وقف حسن يتاملها باشتياق وحنين قائلا بخفوت ندم:
-وحشتني ياحاج وحشتني اوي كان نفسي تبقي عايش وتشوف اني بقيت زي ماكنت عايز.،يارب تكون سامحتني لطيشي وتهوري انا اتغيرت و الحته كلها بقت تعملي حساب ، بس مش عشان خائفين مني لا،عشان بيحبوني شايفني حمايتهم شايفني نسخه منك يابا.
بعمل كل حاجه عشان اسمك يفضل موجود، قوانين عبد الرحيم القاضي لسه بتمشي علي الكل، وطول مانا موجود هاعمل اللي انت كنت بتتمناه وعايزه يحصل بس، سامحني يابا سامحني.
الناس هنا لسه بتدعيلك لدلوقتي وبيدعولي...
ابتلع حسن تلك الغصه مكملآ و عينيه تناشد ذلك الرجل في الصورة كأنه حي امامه يتنفس:
-نسوا زمان ياحاج بس انا مش قادر أنسى مش قادر ياحاج.
غادر الغرفه وفتح شرفته لعل الهواء العليل البارد يطفئ من ناره ويخفف شعوره بالاختناق.
مرت عدة دقائق يأخذ انفاسآ عميقه ويذفرها،حتى ضيق حاجبيه عندما مرت صورتها بعقله فجاءه متذكرآ تلك الفتاه...
اول تصادم بينهما وهي علي أعتاب دخولها المنطقه، القت بأعتذار خاڤت ومرت من أمامه لم يشغل باله بها كثيرا،حتي وجد نفس الفتاه بملابسها المتشحه بالسواد واقفه عند اول الشارع تحاول الدخول رغم الشجار الناشب بالمنتصف، توقع عودتها حتي ينتهي الشجار ولكن ماجعله يقترب منها ومنعها هو محاولتها للدخول دون عمل حساب لأي شئ تصتدم به من الاشياء العديده الذي كانوا يلقونها علي بعض في الهواء.
تذكر ارتجافها بين يديه ، وعينيها البنيه المتفاجئه واندهاشها من كل شي تمر به في منطقته وكأنها تراه لاول مره، شبح ابتسامه مر علي شفتيه عندما تذكر حديثها الغاضب وقوتها الهاويه التي كانت تحاول ان تظهرها له حتي لو كان بها بعض التهكم عليه، ولكنه لم ينسي حقه وأجاب بأفعاله الواثقه الثابته، تغلب عليه فضوله اكثر لمعرفه من هي و ما حكايتها وسبب قدومهم المفاجئ الي هنا، وسيعرف بالتأكيد بالنهاية حي في منطقته، منطقة ال قاضي.
يتبع....