رواية دوائي الضرير الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس حصريه وجديده
حطي الوكل و صحي عاصم و اني هادخلها اشوفها..
تركته هنية و اتجهت لتقوم بتجهيز طاولة الافطار.. و توجه هو لإبنته كي يحاول ان يخرجها من عزلتها قليلا.. هذا إن أعطته الفرصة...
طرق الباب عدة طرقات خفيفة و لكنه لم يتلقي اي رد كالعادة.. ففتح الباب و دخل ليجدها قد اغلقت النافذة التي كانت فتحتها الخادمة رغما عنها فتحة صغيرة بناءا علي طلبها..
لم تشعر هدى بوالدها عندما دخل الي الغرفة.. تنهد بحزن و ذهب ليجلس بجانبها..
كانت تجلس علي كرسيها الذي أصبح رفيق وحدتها حتي تفاجئت به يربت علي كف يدها المستند علي يد الكرسي..
عبد الرحمن ايوة بابا يا ست هدى اللي مطنشاه و ماعيزاش تردي عليه..
هدىبحرج يا خبر يا بابا العفو.. و انا اقدر برضه.. بس هو حضرتك دخلت امتي اصلا
عبد الرحمن فضلت اخبط و انتي ما عاترديش.. فتحت الباب و دخلت و فضلت اكلمك و انادي عليكي و انتي مش اهنا واصل.. سرحانة في ايه بجى يا جمر انتي..
هدى ولا حاجة يا بابا.. هاكون سرحانة في ايه يعني.. عادي.
عبد الرحمنربت علي وجنتها بحنان عاتكدبي عليا ولا ايه يا بت هنية
هدىابتسمت بحزن حتى تغير الموضوع دلوقت بقيت بنت هنية.. لو سمعتك دلوقتي مش هاتسكتلك..
هدى لا يا بابا معلش.. انا اصلا ماليش نفس.
عبد الرحمن كيف يعني مالكيش نفس دي.. لا انتي لازما تتغذي و تاكلي زين.. عشان العلاچ بتاعك..
هدى و هايفيد بايه العلاج يا بابا.. ما انا بقالي اكتر من سنة باخد علاج و مافيش فايدة.
عبد الرحمن لا يا بتي.. لا.. اوعاكي تجولي كده.. ديه امتحان من ربنا.. و يمكن فيه خير..
هدىبانفعال خير انهي خير.. انا عملت حاډثة و اتشليت.. سيبت كليتي لأني مابقتش عارفة اروحها ولا اتابع محاضراتي أصلا..
حياتي اټدمرت و مستقبلي مش باينله ملامح.. و جاي تقولي خير.. خير ايه بس يا بابا..
عبد الرحمن يا بتي ماتجوليش اكده حرام عليكي..
هدىو بدأت دموعها في التسابق على وجنتها بابا انا عارفة ان حضرتك بتقول كدة بس عشان تصبرني.. لكن صدقني مافيش اي حاجة ممكن تهون عليا حالي ولا تصبرني..
عبد الرحمن سيبيها علي الله.. و صدقيني بكرة تعرفي ان ربنا يستحيل يعمل فينا شړ ابدا..
ها.. ماعتجوميش تفطري معانا برضيك
هدى لا يا بابا.. معلش.. سيبني براحتي.. ماتضغطش عليا ارجوك.
خرج عبد الرحمن ليترك ابنته لأفكارها و حزنها الذي اصبح لا يفارقها منذ ذلك الحاډث المشئوم.
خرج عبد الرحمن ليجد زوجته تنتهي من إعداد طاولة الافطار.. فاتجه نحوها و جلس في مكانه علي رأس المائدة لتراه هنية و تفهم سبب ضيقه و حزنه... فتتنهد بيأس بدورها و تجلس بجانبه و تسأله..
هنية برضك مارضيتش تخرج معاك.. صوح
عبد الرحمن معلش.. سيبيها براحتها.. اللي حصل لها ماهواش شوية يا حاچة.. بكرة ربنا يفرچها..
هنية يارب..
عبد الرحمن امال فين عاصم.. لساه نايم لحد دلوجيت
هنية لا.. صحي و بيلبس و زمانه نازل..ثم رفعت صوتها لتنادي على إحدى خادمات القصرفاطنة.. بت يا فاطنة..
لتركض فتاة صغيرة في اواخر عقدها الثاني ترتدي جلباب صعيدي و تغطي شعرها بطرحة صغيرة..
فاطمة ايوة يا ستي الحاچة..
هنية سيدك عاصم صحي
فاطمة ايوة.. و زماناته نازل اها..
هنية طيب روحي استعجليه.. و هاتيلي عدة القهوة عشان اچهز قهوة ابوكي العمدة.. ياللا همي..
فاطمة حاضر.
اما بالاعلى.. في إحدي غرف ذلك المنزل الذي يجمع تلك الاسرة الصغيرة المحبة..
كانت غرفة عاصم.. الابن الاكبر للعمدة عبد الرحمن المنياوي.. لم يكن صباح هذا اليوم مختلفا عما سبقه او عما سيليه..
فقد كانت عادته ان يستيقظ من نومه في تمام الساعة السادسة ليشرب كوب اللبن الدافيء الذي تعده له والدته و تضعه بجانبه كأول شيء تفعله في يومها..
ثم يقوم بممارسة بعض الرياضة البسيطة كتمارين الضغط و الملاكمة علي كيس التدريبات المخصص لذلك و نط الحبل..
ثم يتجه الي المرحاض و يأخذ حمامه.. يخرج ليرتدي ملابسه المكونة من الجلباب الصعيدي التقليدي و عليه عبائته الصوفيه و على رأسه عمامته التقليدية لتكتمل طلته المهيبة..
نظر لنفسه في المرآة حتي يمشط شعره لتمر عليه ذكرياته مع زوجته السابقة و ابنة عمه عبير..
فقد اعتادها تحضر له كوب اللبن و توقظه في موعده المحدد.. تعد له حمامه و تجهز ملابسه و تساعده في ارتدائها..
كانت تفعل له ذلك كل يوم.. الي ان...
الى ان تبدلت احوالهما بسبب ذلك الشيء الذي لم يكن له ذنب فيه.. فقد كانت حياتهما مستقرة.. حسنا لم يكن بينهما ذلك الحب الذي يسبب رعشة اليدين عندما يتلامسان.. او الذي يجعل احدهما لا يحرر الاخر من حصار عينيه.. او يجعل القلب يرجف بمجرد نظرة بسيطة من