رواية مواسم الفرح الفصل السابع عشر والثامن عشر بقلم أمل نصر حصريه وجديده
انت في الصفحة 1 من 6 صفحات
رواية مواسم الفرح الفصل السابع عشر والثامن عشر بقلم أمل نصر حصريه وجديده
17الفصل السابع عشر
انتشر الخبر وعرفت البلدة كلها لتحكي وتتحاكى عن عاصم حفيد الحاج ياسين الذي وجدته مجموعة من الشباب اسفل شجرة مضرجا بدمائه فاقد الوعي ليرفعوه على الفور نحو اسعاف الوحدة الصحية والتي قامت بدورها في نقله إلى مشفى المحافظة ليلحق به أهله الذين علمو بالمصببة كالاغراب فشباب القرية كانو من السرعة في التصرف لإنقاذه لدرجة لم تجعلهم ينتظرون عائلته والذين خرجو بسيارتهم بعد ذلك رجال ونساء للإطمئنان على ولدهم.
قالتها نعمات لتضيف راضية هي الأخرة
اصلبى طولك يا سميحة ولدك شديد وعنيد وانا متأكدة انه هيجوم منها انا عارفة عاصم زين دا ولدي اللي مربتهوش ولا خلفته.
قالت هدية ايضا بعصبية وأنفعال
اقوي يا سميحة وشدي حيلك ولدك ان شاءالله ربنا هينجيه منها وابن الحړام اللى عملها هنجيبه من تحت الارض وناخد حجنا منه تالت ومتلت احنا مش هينين ولا جليلين في البلد عشان يحصل معانا كدة احنا حريم ورجالة لحمنا مر.
خلصتوا عليه ولا مۏتوه حتى ساعتها هايفيدنى ايه بعد ما يروح ولدى منى...
انهت الاخيرة لتعود إلى بكائها الحارق ونعمات تشدد من احتضانها ودموعها هي الاخرى لا تستطيع وقفها فقالت راضية
يا سميحة متعمليش كدة وخليكي جوية ولدك في العمليات ومعاه مدحت واد عمه دلوك وانتى عارفه ولدى شاطر مع الغريب اشحال مع عاصم حبيبه.
في الناحية الأخرى
كان الرجال بقيادة ياسين بجوار غرفة العمليات وكأن على رؤوسهم الطير لا يوجد وصف لحالتهم في الانتظار يبدون في الظاهر قوة وبأس امام من ياتي من اهل البلدة ليأزرهم وفي الداخل قلوب تكاد ان تنلخع من أماكنها من الخۏف على ابنهم وتوجس من اللاتي لو الحدث اتخذ الطريق الاسوء إذا لم يقم عاصم منها لا قدر الله فسوف يفتح باب الچحيم بعدها لضرورة الأخذ بالٹأر وتدور الدائرة التي تدهس بلا رحمة ويضيع بسببها شباب ورجال لا عدد لهم وسنين من العڈاب يكن الجميع خلالها خاسر
يعنى محدش فيكم شافوا واصل وعرف اللى بحالته ولا اللي جراله
رد راجح
محدش فينا شافوا غير الشباب اللى مستنوش يبعتولنا وخدوه بأسعاف البلد .
تدخل محسن بقوله
انا زعجت لهم عشان ما بعتولناش كان لازم حد فينا يجي في الإسعاف معاهم.
رد عبد الحميد بتوبيخ
ملكش حج فيها دي يا محسن انا ولدى فهمني وجالي إن دى احسن حاجه عملوها عشان يلحجوه .
اتكلم يا ولدى مينفعش سكاتك ده لا يجرالك حاجة ودا اكتر وجت انت لازم تكون فيه جوي .
من اجل ابيه ولمعرفته بما يدور برأسه خرج صوته ليرد بكلمات تخرج وكأنه كالحجارة بثقلها على لسانه
معلش يا بوى .. سيبنى فى حالى . . انا مش حامل اى كلام ولا حتى أي شيء.
اومأ له ياسين بتفهم وقلبه ينشطر نصفين على ما اصاب الحفيد والولد ايضا
عندك حج يا ولدى انا جلبي حاسس بيك وعارف ان الكلام على لسانك ربنا يطمنك ويطمنا .
وإلى ناحية الفتيات فقد كانت بدور مڼهارة هي الاخرى في البكاء وشقيقتها تهون بحزم
امسكى نفسك شويه يا بدور احنا كلنا زعلانين متخليش حد يركز معاكي.
ردت بدور من بي بكاءها
مش جادره يا نهال مش جادرة انا عارفه ومتأكدة ان كل الى حصله ده بسببى.
بسببك ازاى يعني يا مچنونة
سألتها نهال غاضبة فتدخلت نيرة
مفيش غيرهم العمده وولده يا نهال واكيد كمان جدي وعمامي شاكين في كدة .
صمتت نهال تزن الكلمات برأسها وهي وبداخلها تخمن صحة قول نيرة فمن يملك الجرأة على تحدي عاصم سوى جبان غادر يأخذه من خلف ظهره والناس بعد صلاة الفجر في هذا الشارع الهاديء كما علمت سريعا من الاقوال المتواترة حولها منذ أن وصلت إلى المشفى.
انا ھموت فيها لو جراتله حاجة يارب اموت انا ولا يحصل إلى في بالي....
قالتها بدور تفيقها من شرودها فهتف بها غاضبة
بس يا بت متقوليش كدة لا انتي ولا هو ان شاء الله هيجرالكم حاجة ربنا عالم بينا وبحالنا أكيد خير
دلف رائف بخطوات مسرعة كاركض داخل المشفى بعد ان علم اخيرا من احد اصدقائه من البلدة بالذي اصاب ابن عمه وهو الان حديث الساعة وصل إلى القسم المذكور ليتأكد مما قيل له وتوقف امام عائلته قائلا باعين تعميها نيران الڠضب يوزع انظاره على الجميع
واد عمى مالو يا بوى مين اللى استجرى وعملها يا حربى مين اللي عملها يا جدى
اجابه عبد الحميد بقلق من هيئته
لسه محدش عرف حاجة يا رالف احنا نفسنا جينا على ملا وشنا وقاعدين زي ما انت شايف مستنين فرج ربنا .
رد بانفعال ېهدد بحريق محتمل
يعنى ايه محدش عارف واد عمي بين الحيا والمۏت في اوضة العمليات وانتو محدش فيكم عارف انا بجي لازم اعرف وحالا كمان.
دبت عصا ياسين بقوة على الأرض الرخامية للمشفي ليهمس بحزم
أجل كل اللي في دماغك دلوك يا رائف نطمن على واد عمك الاول وبعدين نسأل .
تدخل حربي هو الاخر بحمية تثور بداخله
واد عمى مش هيكفينا فيه البلد كلها
ڠضب عبد الحميد ليهدر كازا على أسنانه
مش وجته الكلام ده دلوك يا غبي انت وهو احنا في ايه ولا في ايه
تابع رائف بعند
مش وجته كيف دا هو دا وجته ولازم التنفيذ يبجى على الفور.
اضاف حربي هو الاخر
ايوه يا عمى ضړبة واد عمى لازم تترد ع الحامى متستناش.
تدخل محسن بعد ان فاض به منهما
يا زفت انت وهو الكلام ده ما يبجاش هنا لا دا وجته ولا دا مكان ينفع يتجال فيه.
قال ياسين بحسم موجها الحديث نحو الجميع
ولا هنا ولا هناك اهم حاجة نشوف ولدنا الاول نطمن عليه وبعدها كل الكلام يتجال
بقوله انهى الجدال لتصمت الافواه جميعها يكبتون غيظهم في انتظار خروج عاصم من غرفة العمليات.
بعد عدة ساعات
خرج مدحت ومعه طقم الأطباء والممرضين من الغرفة التي ضمتهم لإنقاذ عاصم خرج سالم من جموده ليصل الى انن شقيقه الطبيب ليسأله بلهفة
طمنى يا ولدى واد عمك