نوفيلا < يـومـيات مُـراهـقـه> •الحلقة التاسعة بقلم نورهان ناصر
انفرجت شفتيها عن بسمة واسعه وبعيون لامعه فتحت نوال ذراعيها وهي تهتف بسعادة غامرة
_ حبيب قلبي .
أنزل منذر حقيبته من على كتفه ووضعها على الأرض ثم مال على رأس والدته يقبلها بشوق شديد قبل أن يتركها ويلف ذراعيه حولها وهو يحتضنها بحب هامسا
_ قلب منذر من جوا واحشاني مۏت يا ست قلبي .
أغرقت دموعها كتفه وهي تهتف بنبرة باكيه
ابتعد منذر عنها وهو يضحك بخفوت قائلا
_ مش للدرجادي خلاص مش هاسافر تاني أصلا بابا رفض إني أحول من الجامعة هنا المهم يا قلبي طمنيني عنك كدا انتوا عاملين إيه.
أمسكت نوال بيده وقالت بينما تشير إلى الداخل
_ تعالى بس ريح من الطريق احنا كويسين بشوفتك يا حبيبي .
_ ده أنا شكل حماتي بتحبني جيت في الوقت المناسب امال فين مروان بابا كلمته وقال إنه على الطريق .
_ مروان راح عند خطيبته وزمانه جي أدخل احضرلك الحمام وتصحصح كدا معرفتش أخبار عن نتيجتك.
التقط منذر إحدى قطع الفراولة الموضوعه أمامه واجابها بهدوء
ابتسمت نوال وهي تحضر بعض ملابسه من الخزانه ثم قالت قبل أن تتجه إلى المرحاض
_ إن شاء الله على خير وهتكون من الأوائل وتفرحني وتفرح أبوك وتدخل طب بشړي إن شاء الله .
_ آمين يارب.
_ هاله يا هاله تعالي بسرعه .
_ إيه يا ماما .
مسحت والدتها يديها في المنشفة وهي تقول
_ خدي صنية البسبوسه دي وديها لطنط نوال قالتلي عليها انهارده وأنا مش فاضيه هحضر لابوك العشا .
نظرت هاله إلى صنية البسبوسه بعيون دامعة لتهتف بعفوية
_ هو منذر رجع يا ماما .
قطبت والدتها حاجبيها باستغراب قائلة
_ طيب دقيقه وجاية.
أنهت حديثها وهي تتجه عائدة إلى غرفتها فتحت الباب لتقع عيناها على وطن الجالسة أمام شاشة اللاب توب لتسالها هاله بقلق
_ لسه بردو .
ردت وطن دون أن تنظر إليها
_ يارب أنا زهقت خلاص الواحد أعصابه باظت خالص .
قالتها هاله وهي تضع الحجاب على رأسها ثم خرجت واتجهت إلى والدتها أخذت الصينية من يدها .
طرقت على باب الشقة وقلبها تتسابق دقاته فيما بينها بقوة مرت ثواني وفتح الباب ليظهر من وراءه آخر شخص توقعت هاله أن يفتح لها الباب وتقابله هكذا وجها ل وجه عضت على شفتيها من الداخل وسارعت باخفاض بصرها صوب صينية الحلويات التي تحملها .
في حين كان منذر ينظر لها باشتياق وحنين يفيض من عينيه مستغلا أنها لا تنظر إليه وبعد لحظة صمت فتحت هاله فمها لتردف بأي شيء ولكن لسانها لم يسعفها تحرك منذر من أمام الباب يفسح لها الطريق ثم بدون أن ينبس بحرف تحرك صوب غرفته .
تساقطت دموعها بقوة حرمها حتى من الكلمة من أن تسمع صوته لتبتلع لعابها الذي جف بحلقها وتدخل بخطوات بسيطة حينها قابلتها والدته السيدة نوال وهي تخرج من غرفة المطبخ تحمل بيدها بعض الأطباق وضعتها على الطاولة ثم اتجهت إليها تهتف ببسمة صغيرة
_ هاتي عنك يا حبيبتي وقولي لماما تسلم ايدك .
ناولتها هاله الصينية وهي ترسم بسمة مجبرة على شفتيها مردفة بنبرة مهمومه
_ الله يسلمك ما عملناش حاجه .
ابتسمت هاله لها ثم أعطتها ظهرها واتجهت نحو الباب مغادرة فاستوقفتها نوال بقولها في ود
_ هاله ما تقوليلهم وتعالي اتعشي معانا زي زمان من زمان ما اتجمعناش كدا .
بدون أن تلتفت لها قالت هاله ببحه ينبعث منها البكاء
_ وجودي مش مرحب بيه عن إذنك .
ما إن أنهت حديثها حتى خرجت مسرعه وهي تبكي بشدة تنهدت نوال بحزن ثم أدخلت الصينية المطبخ واتجهت إلى غرفة منذر طرقت الباب وانتظرت إذنه بالدخول وما إن سمعت صوته يأذن لها فتحت الباب مردفة بضيق
_ أنت قولت إيه لهاله بكاها كدا وخلاها تديني الصينية وتمشي بالطريقه دي .
كان منذر مستلقيا على فراشه وهو يعبث بهاتفه ثم ودون أن يحيد بنظره عن شاشه الهاتف أجابها بنبرة باردة
_ ما قولتش حاجه أصلا ولا كلمتها .
جعدت نوال جبينها بضيق ثم جلست بقربه على ونزعت الهاتف من يده ثم اردفت بحزن
_ امال عملت إيه.
اعتدل منذر في جلسته مسندا رأسه على الجدار خلفه
_ ما عملتش يا أمي فتحتلها الباب ودخلت اوضتي بعدين مش دي كانت رغبتها وهي اللي طردتني من حياتها بټعيط ليه بقى وزعلانه من معاملتي .
حركت والدته عينيها عليه وهي تتفرس تعابير وجهه قبل أن تردف بضيق
_ على فكره بقى أكيد ليها عذر والمفروض لو أنت بتحبها فعلا تحطلها عذر ولو ملقتش تقول اكيد عندها عذر مش تحكم عليها كدا وخلاص هاله بقت دبلانه من يوم ما انت مشيت لا بسمعها تضحك أو تتكلم زي الأول طول السنة دي وهي حابسه نفسها بتذاكر وبس لا بتقابل حد ولا بتخرج أصلا إلا على دروسها أو مدرستها لو فيه حاجه مهمه البت انطفت خالص يا حبة عيني.
قطب منذر حاجبيها بضيق مغمغما ببرود
_ وآخره يا أمي بتقولي لي ده كله ليه ماليش دعوه بيها هي حره .
نظرت له والدته بعيون ضيقه وهي تطالعه بشك أثناء قولها في مكر
_ اممم افهم من كلامك إنك بطلت تحبها وخلاص طويت صفحتها بالسرعه دي يا منذر .
باندفاع تمتم منذر
_ لا طبعا أنا لسه بحبها زي الأول و أكتر ومتعرفيش هي وحشاني قد إيه وإنه كان صعب عليا اتجاهلها كدا وإنها تبقى قدامي ومعرفش اكلمها هاله بجرتي الحلوب مش عارف اكلمها أو اهزر معاها وإني اتهرب منها بس في أيدي إيه أعمله هي اللي رفضتني هي اللي چرحتني بكلامها وأنا بنفذ رغبتها أهو يا أمي أنت ليه عايزه تطلعيها بدور الضحېة وأنا الظالم في الموضوع .
رتبت والدته كلماتها في رأسها بعد أن استمعت إلى حديثه ورأت صدقه فطوال الفترة الماضية كان منذر يتصل بوالدته لتخبره عن أحوالها كما كان هو يراقبها من دون أن تعلم كم اشتاق لها حد المۏت وكم من مرة أمسك نفسه حتى لا يذهب إليها ويسالها عن حالها كم مرات ظل يحدق في صورتها التي لا تفارق محفظته ثم بعد دقيقة اردفت والدته بنبرة هادئة
_ انتوا الاتنين مظلومين يا ابني محدش فيكم ظالم بس أقصد