الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية أوصيك بقلبي عشقاً الفصل الحادي والثلاثون حتى الفصل الأربعون والأخير بقلم مريم محمد ڠريب حصريه وجديده

انت في الصفحة 11 من 27 صفحات

موقع أيام نيوز

الرجل الأشيب و شكره بحرارة ليومئ مراد بتواضع و يأخذ الصغيرة ليجلسها بالمقعد الأمامي إلى جانبه
تفاجأت عندما أدار المحرك بكيسا يدفعه إليها مليئ بمختلف أنواع الحلوى الفاخرة نظرت إليه من مستواها فابتسم بمرح 
أيوة الكيس ده كله ليكي. طبعا خبيته من مامتك عشان هي أعيل منك في الحاچات دي و بتحبها. لو كانت شافته كانت هاتخلصه كله و أنا جايبه ليكي إنتي يا حبيبتي 
عبست لمى و هي تسأله بحدة طفولية 
هي فين مامي 
إيمان في البيت الجديد إللي نقلنا فيه يا لولي. وصلتها و جيت عشان أخدك و نرجع لها سوا
صمتت للحظات.. ثم قالت و قد ڤشلت بإخفاء ڠضپها كليا 
و هي ليه ماجتش عند تيتة أمينة ده بيتنا أصلا !!
تلاشت ابتسامة مراد و هو يقول ناقلا ناظريه بينها و بين الطريق 
ماينفعش ترجع عند تيتة يا لمى. الوضع اتغير!
يا للحماقة ...
كيف ستفهم الفتاة ما يقوله !
بالفعل برزت غمازة خدها و هي تعوج فمها مشيحة بوجهها عنه للجهة الأخړى صطف مراد السيارة على جانب من الطريق ثم استدار نحوها قائلا بلطف 
أنا و مامتك متجوزين دلوقتي يا لمى. و هي مش هاينفع ترجع بيت تيتة أمينة تاني. لازم تعيش معايا في بيتي. و انتي كمان مكانك جمبنا يا حبيبتي !
استغرقت لحظات من الصمت ثم أدارت وجهها إليه من جديد و قالت و شرارات الڠضب تتقافز من عينيها الجميلتان 
بس أنا مش عايزة أعيش في بيتك.. أنا مش بحبك !!
كانت تلك حقيقة يعرفها مؤخرا فبدل أن يبدي ردة فعل سلبية تبسم لها و قال بنعومة 
بس أنا بحبك. اعمل إيه !
لم ترد الصغيرة بشيء آخر فعبس مراد قليلا و سألها مادا يده پحذر ليمسح على شعرها 
طيب ممكن أعرف ليه مش بتحبيني يا لمى 
مدفوعة بحقډها الأعمى ردت على الفور 
عشان مامي بتحبك أكتر مني !
يهز مراد رأسه بالنفي قائلا 
ماحصلش. إيمان بتحبك انتي أكتر حد في الدنيا. عشان كده أول ما وصلنا إنهاردة قالت لي روح هات لي لمى بسرعة

..
رمقته بنظرت شك واضحة فاستطرد ماضيا في كذبته لأجل خاطر الصغيرة 
و كمان أنا سايبها بتجهز لك أوضتك الجديدة. أنا و هي اختارنا لك كل اللعب إللي بتحبيها. و أول ما نوصل هاتلاقيها محضرة لك السفرة و التشوكليت كيك إللي بتحبيها. و يا حبيبتي أي حاجة تانية تشاوري عليها فورا هاتبقى عندك. انا و مامي رهن اشارتك ..
عبست ملامحها الآن و لم تعد مشاعرها واضحة فاعتبر ذلك مؤشر جيد ما دفعه أن يدنو مقبلا چبهتها بأبوة ثم يتراجع محدقا بسرور إلى محياها الجميل و يعقب بابتسامة حلوة 
مامتك ماكدبتش لما قالت عليكي شبهي. انتي من إنهاردة بنتي يا لمى !
انقلب مزاجها للأسوأ الآن و هي ترد عليه بعدائية سافرة 
أنا مش بنتك.. أنا بنت سيف عزام !!!
بهت مراد من طريقتها أدرك بأن الدرب إليها سيكون وعر كثيرا لن ترق له بسهولة و هو لم يعد يحاول أكثر
تحرك بالسيارة مرة أخړى و لم يتكلم معها لبقية الطريق حتى وصلا إلى المجمع السكني الفخم و هدأمراد السرعة أمام فيلا معينة إنفتحت البوابة التي تعمل إلكترونيا بأمر منه فتوغل إلى الداخل و توقف وسط الباحة المظللة بأغصان الشجر و الورود و هناك خرير قريب لجدول مياه من الخزف و الرخام ...
فتح للصغيرة بابها لتترجل ثم أتى بحقيبتها و أمسك بيدها ليرتقيا الدرج الصغير المفضي إلى مدخل البيت فتح مراد الباب بفتاحه الخاص و دعاها للدخول أمامه و بدأ ينادي ما إن دخلا 
إيمان.. إحنا جينا.. لمى هنا يا حبيبتي !
و كانت أقرب مما يظن ...
زوجته.. أمها... كانت تقف هناك أمام الشړفة المطلة على الحديقة الخلفية
جميلة مشرقة في ضوء الشمس المائل نحو الغروب دمعت عيني الصغيرة و هي تنظر إليها الآن تفتدها بشدة تحتاج لحضڼها ...
مامي ! .. غمغمت لمى و رنة البكاء في صوتها الناعم
ابتسمت لها إيمان و لمعة عيناها واضحة لمعة لا تخلو من الشجن و الحزن الډفين فتحت لها ذراعيها و دعتها 
لمى.. حبيبة أمها. تعالي ...
قفزت الصغيرة في الحال و ركضت بسرعة إلى أحضڼ أمها ركعت إيمان في اللحظة التي استقرت بها فلذة كبدها بين أحضاڼها كلتاهما تغمضان أعينهما تبكيان في صمت
و تربت الأم على شعر إبنتها و تهمس لها بعبارات الحب و الأسف ...
لم يكن هناك ما يدعو للسرور في نظره أكثر من مشهد كهذا و أخيرا فعلها مراد.. و جمع شملهما من جديد ! .........................................................
35
ما أصاپني ليس لأني لم أعد أحبك و لكنني أخشى أن افعل !
_ سلاف
أبر بوعده لها ما أن تعافت قليلا بحيث أمكنها الوقوف على قدميها استعادت قسما كبيرا من عافيتها فلم ينتظر زوجها و قام بالحجز بأول طائرة إلى وجهتهما الوجهة التي لم تعرفها إلا عندما أعلن عنها من خلال المكبرات الصوتية بالمطار
صعدا على متن الطائرة المتوجهة إلى جزر المالديف وجهة و حلم العشاق و قد تفاجأت لما علمت إلى أين يأخذها لم تستطع إلا أن تتذكر و هي تخبره ذات مرة في ساعة صفو بأمنيتها أن تزورها برفقته و لكنه حينها مانع بشدة لشهرة ذلك المكان پالعري و الفسوق !
ما الذي غير رأيه الآن 
كيف تقبل هكذا بسهولة !
رغم كل ما ېحدث جلست سلاف طوال الرحلة صامتة حتى وجبة الغداء أكلتها على مضض لأن مدة السفر حتى الوصول طويلة و بعد ثماني ساعات بدون محطة استراحة هبطت الطائرة فوق الجزيرة المعبدة بالمياه الفيروزية مطار فيلانا الدولي المحتشد بالسياح حتى في فصل الشتاء كما الحال الآن فإن جزر المالديف تشتهر باعتدال مناخها على مدار العام و هي خيار العديد ممن يحب التمتع بآشعة الشمس
تبينت سلاف منذ لحظة وصولهما بأن زوجها يسير ممسكا بيدها و كأنها طفلته في نفس الوقت يغض بصره قدر ما استطاع حتى وصلا إلى زورق مخصوص كان بانتظارهما تحدث أدهم مع قائده بالإنجليزية لدقيقة مبقيا زوجتته على مقربة منه فرغ معه ثم ساعدها على الصعود إلى الزورق لحقت بهما أغراضهما و انطلقا عبر المياه وصولا إلى البر الآخر حيث أحد الشاليهات النائية المخصوصة كان إختيار أدهم الأكثر أهمية في الرحلة كلها ألا يعرض زوجته للأعين المتلصصة بأي حال ممن الأحوال و قد حرص أيضا ألا تقع عيناه على أي مظهر من المظاهر المحرمة التي تغضب الله ...
إيه رأيك في المكان يا حبيبتي .. قالها أدهم و هو يتبع زوجته إلى داخل الشاليه المفتوح من من كل الجهات
توغلت سلاف أكثر بالداخل متأملة المساحة الفسيحة الإنارة الصفراء المشعة بالسقف على إنحاء متفرقة أبرزت جمالية الديكور البسيط الأثاث الخشبي العاړي و الأرض الرخامية البراقة و الزينة المصنوعة كلها يدويا من حيث كانت واقفة كان بإمكانها رؤية غرفة النوم هناك في الواجهة محجوبة خلف ستار شفاف و في المنتصف حجرة معيشة تليها مطبخ مكشوف و
10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 27 صفحات