الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية وابقي بدون لقاء البارت الثالث بقلم حور طه حصريه وجديده

انت في الصفحة 3 من 3 صفحات

موقع أيام نيوز

ام سامر
يسود التوتر بينما تجلس أمام سامر ورحمة وقد بان الحزن على ملامحها. بصوت مليء بالانكسارأنتم ليه عايزين توجعوا قلبي عليكم مش كفاية اللي راح
سامر محاولا تهدئتهايا ماما من فضلك اهدي.. اسمعينا بس. في حاجات كتير غريبة بتحصل في حياتنا ولازم نلاقي لها حل.
رحمة بتصميموالحل الوحيد إننا نرجع للطريق اللي مشيناه تاني يمكن نلاقي فيه إجابات تفسر اللي بيحصل معانا. أرجوكي حاولي تفهمينا.
خديجة بقلقحاولوا أنتم تفهموني.. أنا مش هقدر أتحمل إني أخسر حد تاني منكم.
سامر بصوت هادئ لكنه جادعارفين قد إيه تعبتي عشاننالكن الموضوع أكبر مننا كلنا. إحنا محتاجين نحط حد للي بيحصل.
رحمة تمد يدها لتمسك بيد خديجة بعينين تملؤهما الرجاءإحنا محتاجينك جنبنا مش ضدنا.
خديجة بنبرة حازمة وعينيها تلمع بالإصرارطول ما فيا نفس مش هسمح لكم ترجعوا للطريق ده تاني. فاهمين
تشعر بالتعب فجأة وتجلس ببطءيركض نحوها سامر ورحمة بقلق.
رحمة تمسك يدها برفق وبصوت هادئ ومليء بالرجاءخلاص يا ماما هنعمل اللي يريحك.. بس عشان خاطري اهدي.
سامر يجلس بجوار خديجة ويحاول يطمنها بصوت هادئاحنا جنبك يا ماماهنعمل اللي يريحك بس اهدي وما تتعبيش نفسك.
خديجة بنظرة حزينة وكأنها تراجعت للحظةأنا قلبي موجوع يا ابني انتم مشيتوا مره في الطريق ده وخسرته ابنكم وانا خسړت حفيدي.. مش عايزة اخسركم زي ما خسرته.
رحمة بتنهيدة تمسح دمعة تنزل على خدهااحنا هنفضل جنبك ومش هنرجع لأي حاجة من الماضي.
خديجة تنظر إليهم بإعياء وتحاول الابتسام رغم الألمأهم حاجة عندي سلامتكوا ما يهمنيش غير كده.
سامر ينظر إلى رحمة نظرة تفهم وصمت عميق ثم يلتفت إلى والدته ويقول بهدوءاطمني يا ماما هنعمل اللي يريحك دلوقتي لكن في الآخر لازم نواجه كل حاجة حتى لو كان الطريق صعب.
رحمة تضع يدها على كتف خديجة تبتسم بلطف وتقولاحنا عارفين إنت خاېفة علينا بس في حاجات لازم نعرفها ونفهمها مهما كلفنا الامر
خديجة تنظر لهما بعيون قلقة ولكن لم تستطع أن تقول شيئا وكأنها أدركت أن مهما حذرت سامر ورحمة لا ينويان التراجع.
في منزل عفاف 
عفافجالسة على الكرسي في منتصف الصالة يعلو وجهها ملامح الترقب والڠضب المكتوم. ما إن سمعت صوت باب الشقة يفتح حتى رفعت رأسها بحدة بنبرة مليئة بالاستياء والحنق رجعت أخيرا كنت فين مع بشرى برضه
أسر يدخل ببطء وجهه منهك وعيناه تعكسان حزنا عميقا. يجلس على الأريكة متثاقلا يحاول كبت مشاعره. بصوت منخفض ممزوج بالحزنكنت بحاول أتكلم معاها... كنت فاكر إني أقدر أفهمها.
عفاف ساخرة وهي تميل بجسدها نحو أسر كتفهم إيه هي اللي اختارت تسيبك وإنت لسه بتحاول تفهم لو كانت بتحبك بجد كانت هتفضل معاك مهما حصل. اللي يسيب ملوش عذر.
يتنهد أسر بعمق يميل برأسه إلى الخلف محاولا الهروب من كلمات والدته لكن الألم أعمق من أن يتجاهله هي ما
سابتنيش كده وخلاص... كانت خاېفة على نفسها. وأنا كنت خاېف عليها. قرار الإچهاض كان أصعب حاجة عملتها بس كنت بحاول أحميها.
عفاف بنبرة صارمة لا تخلو من محاولة الإقناعخاېف عليها وإنت اللي قررت تتخلى عن الطفل الطفل اللي كان ممكن يبقى رابط بينكم! هي ما قدرتش حتى تفكر في اللي ضحيت بيه. لو كانت بتحبك كانت هتقدر خۏفك عليها.
أسر ينزل رأسه وعيناه تتوهان في الأرض كأنه يبحث عن معنى وسط الفوضى كنت فاكر إنها هتفهم... كنت فاكر الحب هيغطي على الألم.
عفاف پغضب مكتوم وهي ټضرب على ذراع الكرسيالألم هي سابتك في أصعب لحظة يا أسر. انت شايف ده حب لازم تفتح عينيك. هي اللي اختارت تمشي وانت لازم تختار تنساها.
أسر بصوت مبحوح وهو ينظر إلى والدتهأنا مش قادر... بحبها يا أمي. الحب ده مش حاجة نقدر نمحيها بكلمه.
تتنهد عفاف بحزن مخلوط بالڠضب تحاول أن تهدأ لتسيطر على الحديث بصوت أكثر هدوءا وحزماالحب اللي بتتكلم عنه هو اللي هيدمرك. هي مشيت عشان ما قدرتش تواجه المسؤولية. ما تشيلش هم اللي حصل فكر في نفسك ومستقبلك من غيرها.
يرتجف أسر وهو يتنفس بعمق كلماته تخرج بصعوبة وكأنها مثقلة بالۏجعأنا اخذة القرار دهعشان أحميها... بس دلوقتي مش قادر أستوعب إنها راحت. كل حاجة كانت عشانها.
تقترب عفاف منه ببطء تحاول أن تخفف من وطأة الحديثإنت عملت اللي كان لازم تعمله وهي اللي اختارت تسيبك. دلوقتي لازم تفكر في مستقبلك وتنسى اللي حصل.
أسر يغمض عينيه لحظة ثم يفتحها ببطء وكأنه يحاول كبت دموعهبحزن مكبوتأنا... مش عارف إزاي أعمل كده.
تقترب عفاف منه وتضع يدها على كتفه بحنان ممزوج بالعزمهتقدر. الزمن هيعلمك النسيان.
أسر يقف فجأة مټألما يمسك يد والدته ويضعها على صدره صارخا وكأنه يحاول إخراج وجعهلو تقدري تخرجي القلب ده من ضلوعي وترميه في الژبالة... يمكن ساعتها أقدر أنساها.
عفاف ترفع صوتها پغضب وهي تسحب يدها من صدرهيبقى اختر يا أسر أمك ولا واحدة سابتك وتخلت عنك!
أسر ينظر إليها بعينيه المتسعتين بالألم ثم يمشي نحو الباب. قبل أن يخرج ينظر لها نظرة تحمل كل ما بداخله من ۏجعبلهجة حزينة ومحددةآخر مرة اتحطيت في اختيار كانبينها وبين ابني... اخترتها هي. وضحيت بابني. ما تحاوليش تحطيني في نفس الاختيار تاني لانها هتفضل اختياري طول ما انا عايش.
يغادر أسر المكان ويصعد إلى شقته تاركا والدته تقف في منتصف الصالة جسدها يرتعش من الڠضب بصوت مليء بالوعيدطول ما أنا عايشة... مش هسمح لبشرى ترجع لحياتك يا أسر.
يتبع...
بقلم حور طه
يا ريت من فضلكم التفاعل يزيد شويه عشان نقدر نكمل.
صلي على الحبيب

انت في الصفحة 3 من 3 صفحات