الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ليالي (الوجه الآخر للعاشق) الفصل 16/17/18/19/20 بقلم الكاتبه رحاب ابراهيم حصريه وجديده

انت في الصفحة 6 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

.......
في طريق عودته إلى القصر اشتاق لصوتها رغم إن لم يمضي على ذهابها من الشركة سوى بضع ساعات ولكن ..اشتاق 
رفع الهاتف بيده السليمة وبحث عن رقمها الذي حفظه على هاتفه .....
نظرت لرقم المتصل وتفاجئت برقم عمر واضطربت رغم دقات قلبها المبتسمة واجابت بتلعثم 
_ الو  
ابتسم عمر بدفء ونظرته مصوبة لبقعة أمامه وكأنه يرى وجهها وقال
_ وصلتي البيت بالسلامة 
نظرت ليالي بترقب لأمل الذي منهمكة بتنظيف المطبخ بعد انهاء وجبة العشاء وقالت 
_ أه الحمد لله 
تنهد بارتياح وقال ببطء 
_ بخاف عليكي أووي يا ليالي انا ما بخافش على نفسي كدا ! 
بخاف عليكي زي ما تكوني من دمي
سقطت عبرة من عينيها برجفة قلب تزداد دقاته ولم تستطع اجابته واكتفت بالصمت ....
تساؤل بلطف 
_ مش بتردي ليه  
عبرت نبرة صوتها عن ضعف وخوف وقالت 
_ مش عارفة اقولك إيه انا ساعات كتير مش بعرف ارد عليك أنا أول مرة اشتغل وأول مرة يبقى ليا اختلاط بالناس كدا وأول مرة ...
لم تتابع وفهم هو ما تقصده وابتسم ابتسامة واسعة ثم همس بحنان لهذه الطفلة الذي تختبئ خلف مظهر القوة والتمرد ...
وقال
_ أول مرة إيه  
لم تجيبه وزاد اضطرابها أكثر تابع حديثه 
_ انا فاهم فاهمك كويس أوي بس مټخافيش انا جانبك ومعاكي وهفضل كدا على طول 
تتزايد دقات قلبها پعنف واجابت وهي تغير مجرى الحديث 
_ ايدك عاملة إيه دلوقتي المفروض كنت خدت يومين راحة كمان 
فهم اضطرابها وتقبل تغير الحديث واجابها بلطف
_ايدي بقت احسن الحمد لله بس ما ينفعش اسيبك لوحدك في الشركة رغم إن محدش يقدر يبصلك بس عشان قلبي يبقى مطمن ما تفتكريش إني قاعد في مكتبي وسايبك
نهضت ثم دخلت إلى غرفتها وقالت وهي تغلق الباب 
_ انا ممكن اطلب منك طلب وما تزعلش 
رد بقلق 
_ طلب إيه  
قالت بهمس 
_ بص يا استاذ عمر انا بصراحة مش متعودة اكلم حد في التليفون فلو ممكن يعني ....
ضيق عينيه وقال بغيظ وقد فهم ما ترمي إليه 
_ ماشي بس بشرط 
اجابت ليالي بتعجب 
_ شرط ٱيه  
ابتسم عمر بخبث وقال 
_ تبطلي كلمة استاذ دي مش عايز اسمعها منك تاني ومش بحب اسمعها وبضايقني 
ابتسم بخبث وقالت  
_ بضايقك ماشي يا استاذ عمر  
جز على اسنانه بقوة وقال بغيظ 
_ بقى كدا  
سمع فحيح ضحكتها العذبة حتى لانت ملامحه وقال بدفء مرة أخرى 
_ رغم إن ده صعب عشان ببقى ھموت من القلق عليكي بس ادام دي رغبتك هحترمها تصبحي على خير
ردت عليه ببسمة 
_ وانت من اهله 
انتهى الاتصال ليبتسم عمر وهو يلتفت لنافذة سيارته مرة أخرى وقال بعشق 
_ وانت في قلبي
ترددت أمل كثيرا أن تخبر ليالي بسرها وترددت أكثر هل تجهض الطفل أم لا فهناك بارقة أمل وهي شقيقه الأكبر ولكن هل عندما يتعلق الآمر بأسم عائلته بماذا سيفكر هل سيترك أمر الوصية جانبا أم ماذا سيفعل  
فكرت أن تسأل شقيقتها ولكن هي تعرفه منذ أيام فترة ليست كبيرة أيضا فكيف ستفيدها .....
في اليوم التالي 
بعد وصول ليالي للعمل دق رنين الهاتف برقم دولي ولم تكن هايدي اتت للعمل رفعت ليالي السماعة معتقدة إنه عمر الذي اتى منذ قليل ولم تنتبه للرقم المتصل ....
ابتسم ابتسامة بسيطة وهي تجيب 
_ الو 
اجابها صوت انثوي رقيق بلغة اجنبية لم تفهم منها ليالي أي شيء تلعثمت وشعرت بفشل ذريع واغلقت الهاتف دون أن تجيب لمعة عينيها بدمعة ثم قالت بعصبية 
_ انا قولتله إني ما انفعش !
وصلت هايدي واسرعت لمقعدها وهي تلهث وقالت 
_ اخيرا وصلت الطريق كان زحمة مووت بس الحمد لله وصلت ...
دق رنين الهاتف مرة أخرى ورفعت هايدي السماعة وانكمشت ملامحها بالتدريج وهي تستمع ثم تأسفت وهي تنظر لليالي بسخرية الشيء الوحيد الذي استوعبته ليالي إن هايدي تأسفت على ما حدث وقطعا هي نفس المتصلة ...
وضعت هايدي السماعة وقالت بغرور وشماته 
_ عشان لما قولتلك ما ترديش على التليفون تبقي تصدقي إني عندي حق انا اتأسفت لكاترين وهي تفهمت بس مش كل مرة هتأسفلها ! ما ترديش على التليفون تاني لو سمحتي وانا اللي هخلص الشغل وهبقى اشوفلك حاجة بسيطة تعمليها بما إن متوصي عليكي وكدا ....
ملأت الدموع عين ليالي وقالت بانفعال 
_ يمكن انا ما اعرفش لغات يمكن ما اعرفش اشتغل على الكمبيوتر زيك بس لو اتعلمت هبقى احسن منك
ولم تستطع الوقوف بهذا المكان أكثر من ذلك وعي تبكي على هذا الشكل ركضت إلى الاعلى إلى آخر دور تقريبا ولم تستخدم حتى المصعد ... ولم تدري أن احدهم هبط خصيصا للاسفل ليراها ويطمئن عليها بنفسه ولم يكتفي بسماع صوتها فقط ...
اقترب عمر من جهة الاستقبال وبحثت عيناه بقلق على ليالي وقال لهايدي بقوة 
_ ليالي فين  
ارتبكت هايدي واجابته بقلق ثم قالت 
_ مش عارفة راحت فين انا شوفتها طالعة على السلم انت ما شوفتهاش ! 
نظر لهايدي بفضب وزم شفتيه وقال بعصبية 
_ انا نزلت بالاسانسير انتي زعلتيها  
اجابت هايدي بغيظ 
_ انا ما زعلتش حد وروح اسألها هي زعلت واتحرجت عشان كاترين ثاورن اتصلت وهي ما عرفتش ترد عليها بالانجلش وقفلت السكة في وشها وكاترين زعلت جدا وانا اتاسفتلها كدا ابقى غلطانة ! 
نظر عمر لهايدي بنظرة متوعدة واسرع ليبحث عنها في الادوار العلوية .....
تصعد خطوات ..خطوة بعد الآخرى 
كمراحل العمر الذي تتساقط اغصانه اليافعة صعدت إلى آخر الادوار ..قصدت البعد عن الجميع في هذا الوقت بالذات 
بعد أن شعرت بالنبذ من الجميع .....إلا تلك العينان 
تحملانها لشط هادئ بعيد عن أحجار القسۏة بقلوب البشر 
نظرت بتيهة وجلست على أحد درجات السلم العلوي وسقط رأسها على قدميها وهربت دموعها المټألمة ولم تدري أن هناك من يبحث عنها بجميع أرجاء المكان ...
مثل التائهة الذي فقد من أهله مثل الغريق وهو ينظر لآخر نظرة لأشعة الشمس قبل أن يسقط ليواجه المۏت ..يبحث عنها 
حتى تفقد أثارها وسمع شهقات مكتومة ...اقترب ..واقترب 
حتى عثر عليها ..ارتخت ملامحه المشدودة وجلس بجانبها على درجات السلم ولكن بينهم مسافة كبيرة وقال برقة 
_ بطلي عياط عشان خاطري أوعي ټعيطي تاني طول ما أنا موجود
رفعت رأسها بعد أن جعلها صوته ترتجف أكثر وقالت بضعف 
_سيبني أمشي يا عمر الدنيا دي مش بتاعتي مش عارفة ابقى فيها !!
نظر لها ببسمة مشرقة 
_ تفتكري بعد ما قولتيلي عمر بالطريقة دي هسيبك تمشي !! 
الدنيا دي مش بتاعتهم دي بتاعتي انا لو رافضة وجودك فيها يبقى بترفضي وجودك معايا 
وتابع بنظرة دافئة 
_ انا اختارتك تبقي فيها لأنك احسن منهم كلهم 
أما بخصوص اللي مزعلك فأنا اللي هعلمك بنفسي ..أنا وبس
تفاجئت من حديثه وقالت  
_انت !! بس انا مشواري طويل !! 
نهض ووقف أمامها بنظرة متحدية يغمرها لمعة العشق 
_ خليكي معايا ...ومش هتندمي 
معايا 
لم تستطع إلا أن تبتسم وحركت رأسها قليلا وفهم إجابتها الصامته
الحلقة العشرون ....ليالي الوجه الآخر للعاشق 
نهض
ووقف أمامها بنظرة متحدية يغمرها لمعة العشق 
_ خليكي معايا ...ومش هتندمي 
معايا 
لم تستطع إلا أن تبتسم وحركت رأسها قليلا وفهم إجابتها الصامته
شاركها بابتسامة دافئة جعلت وجنتيها تصبغها حمرة الخجل وقال مرة أخرى 
_ ماتطلبيش من حد يساعدك أو يفهمك حاجة لأنك مسؤوليتي من النهاردة وأي شيء محتاجة تفهميه قوليلي على طول 
نهضت ببطء واسندت يدها حائط السلم وقالت بخجل 
_ بس انا كدا هعطلك عن شغلك انا تقريبا مش عارفة أي شيء في الشغل وعلى ما اتعلم هاخد كتير ! 
وضع يده في جيوب بنطاله وقال بثقة ممزوجة بمكر يسبح في عينيه 
_ مش مهم انا هشوف شغلي وانا بعلمك مش هتعطليني ماتقلقيش تاخدي شهر تاخدي اتنين تاخدي سنة مش مشكلة المهم إنك تفضلي قصاد عيني
نظرت له بتوتر ثم هربت بعينيها لأتجاه آخر مما جعل ابتسامته تتسع واكمل بنبرة يملأها الحنان 
_ عشان ابقى مطمن عليكي على ما تتعلمي واقدر اسيبك في الشغل وانا مطمن
سألته بأستفسار قلق
_ تسيبني  
اطلق ضحكة جميلة جعلتها تبتسم وتنظر جانبا ثم قال بخبث 
_ ماتخافيش أوي كدا مش هبعد كتير كام خطوة بس انا اصلا ما اقدرش ابعد اكتر من كدا عنك 
راقب تعابير وجهها الخجولة وقال بلطف
_ يلا عشان نبدأ الشغل 
هبطوا سويا إلى الدور الاداري مع بعض النظرات الجانبية المبتسمة لكلا منهم ....
أمام المدخل المؤدي للطابق الاداري ...وقف عمر وقال بجدية 
_انتي مش هتشتغلي في الاستقبال تاني انتي هتشتغلي معايا .
نظرت له ليالي بدهشة وقالت بتلعثم
_معاك ! تقصد هنا! 
أومئ رأسه بموافقة وأردف قائلا
_ ايوة هنا وفي مكتبي كمان على ما احضرلك مكتب جنبي 
حدقت به بذهول وتهدج صوتها بتوتر 
_ لأ انا ما انفعش نهائي هنا إذا كان انا ماكنتش عا....
قاطعها بلطف واستطرد قائلا بهدوء 
_ انسي كل اللي فات مش عايزك تفتكريه من النهاردة هتشتغلي في مكتبي كمساعدة ليا .
وأشار بيده الأخرى على يده المصاپة والملفوفة بلفافة بيضاء وتابع 
_شايفة إيدي عاملة ازاي يادوبك بعرف امضي على الأوراق
رمقته بشك ثم قالت بضيق 
_ عمر انا مش عايزة مسؤوليتك كواصي عليا أنا واختي تخليك تتغاضى عن امور مهمة وتحطني في مكان مش لايق عليا وفي غيري احق بيه !
تنهد بعمق وقال بايضاح 
لو بتتكلمي عن شهاداتك فممكن يكون عندك حق رغم إن ده في إيدك وبإيدك إنك تتعلمي وتبقي احسن مني كمان 
وتثبتي وجودي هنا لميع واولهم انتي لكن انا شايف حاجة تاني غير اللي إنتي شيفاه 
وتابع وهو يضم ساعديه أمام صدره العريض 
_ ليالي انا بحطك في مكان مش سهل عليا إني احط أي حد فيه او استأمنه على أسرار الشركة اللي مش بتخرج من مكتبي انا بدور على حد اكون واثق فيه زي ما واثق من نفسي بالضبط
اطرفت عينيها وبدأ موجات الاطمئنان تغزو قلبها من جهته وقالت بتساؤل
_ انت بتثق فيا زي ما بتثق من نفسك يا عمر بالسرعة دي ! 
احنا عمر معرفتنا ايام !
تطلع على وجهها وسقطت نظرته على عينيها وقال بنبرة يغمرها الحنان 
_ مش بالايام ومش بالسنين ممكن تعرفي سنين طويلة بس ماتقدريش تطمنيله ولو بنسبة بسيطة وممكن تقابلي حد ويبقى بالنسبالك كل حاجة مش بس يكسب ثقتك كل حاجة يا ليالي ..ياريت تكوني فهماني 
أمام نظرته هذه لم تستطع التفوه بأي حديث وتاهت منها الكلمات ثم استجمعت شتات فكرها وقالت بتهرب من مجرى هذا الحديث 
_ هنفضل نتكلم كدا ونسيب الشغل 
هربت البسمة من وجهه ليأتي مكانها العبوس والحيرة من هروبها المعتاد أم تهرب من أمر قلبها ! 
زفر بحدة ثم توجهه إلى مكتبه وهي معه دخل المكتب وجلس في مقعده وجلست هي أمام المكتب الخشبي ...
رفع عمر السماعة واتصل على رقم مكتب تامر واتى له بعد دقائق ليتفاجئ بوجود ليالي .....
قال عمر بنبرة آمرة وجدية لا تقبل النقاش 
_ ليالي هتشتغل هنا كمساعدة ليا على ما ايدي تخف وكمان هتتعلم الشغل وهعلمها بنفسي بما إن غيري مش راضي يعلمها وده هحاسب عليه بعدين مش دلوقتي .
حدق تامر بنظرة حاقدة لليالي وقال بتعجب
_ مساعدة ليه يا عمر ! اومال انا بعمل إيه ! هو مش انا سكرتيرك بردوا ! وبعدين انسة ليالي مش مؤهلة خالص للشغل هنا !!
انكمشت تعابير وجه ليالي ونظرت للأسفل بضيق والم ولاحظ ذلك عمر وڠضب من اجلها رغم ضيق منها منذ دقائق وقال لتامر بتحذير صريح 
_ انا قولت هتشتغل هنا وده ما يخصكش يا تامر انا هعمل اللي شايفه صح واللي انا عايزه ومش عايز حد يراجع قرارتي بعد كدا اظن انت فاهم ....
هز تامر رأسه ببسمة ملتوية بها لمحات خبيثة حاقدةوقال 
_ فاهم يا عمر فاهم 
خرج تامر من المكتب وهو يتوعد بالشړ للجميع ولكن لم تسنح الفرصة المناسبة بعد .....
وجهه عمر جهاز اللاب توب لليالي بعد أن فتحه على أحد البرامج وقال 
_ هنبدأ من البرنامج ده وهشرحلك كل تفاصيله
قربت ليالي الجهاز إليها واختلست بعض النظرات السريعة وقالت وهي تريد أن تبدل مزاجه الذي تعكر بسبب هروبها من حديثه 
_ طب هتشرحلي وانت مكشر كدا !  
ظهرت ابتسامته بالتدريج من مزاحها الذي لم يعتاد عليه حتى نظرت هي للحاسوب أمامها وكتمت ضحكة كادت أن تطلقها 
قال بخفوت ومرح 
_ مچنونة  
رفعت راسها وقالت بغيظ 
_ ايه  
عدل حديثه وهو يتنحنح وقال
_ ايقونة في البرنامج 
يتبع ادعموا الصفحة ب لايك و تعليقات عشان توصلكم باقي فصول الرواية

انت في الصفحة 6 من 6 صفحات