الأربعاء 25 ديسمبر 2024

رواية الحصان والبيدق بك احيا ج 2 الفصل الأول حتي الفصل الثالث عشر بقلم الكاتبه ناهد خالد حصريه وجديده

انت في الصفحة 1 من 25 صفحات

موقع أيام نيوز

رواية الحصان والبيدق بك احيا ج 2 الفصل الأول حتي الفصل الثالث عشر بقلم الكاتبه ناهد خالد حصريه وجديده 
رأسا على عقب
بين ليلة وضحاها يمكن أن تنقلب حياتك رأسا على عقب فكن مستعدا! 
انتهت لعبة التخفي والآن دقت الطبول معلنة بدء الحړب حرب غير عادلة فالطرفان لا يتساويان لا قوة ولا ذكاء ولا مكرا ولكن الحړب لا تهتم بتكافؤ الطرفين هي فقط تبدأ.. لتجلب خلفها الخړاب غير آبهة بالضحايا

سقطت.. تهاوت جالسة أرضا وبيدها ذلك المظروف الذي قلب حياتها رأسا على عقب لمدة لم تعلمها ربما ربع ساعة أو نصف أو ثلاثة أرباع.. او ساعة كاملة! 
لم تشعر بالوقت فمن يشعر به هو من ينتظر حدوث شيء أو ينتظر شخصا أو لا يفعل أي شيء فيجلس فقط بملل يراقب عقارب الساعة وهي ليست أيا من هؤلاء بل بالعكس بها الكثير مما يشغلها عن الالتفات للوقت رأسها يدور كدوران الطاحونة لا تعرف بما تفكر تحديدا من كثرة تخاطر الأفكار على عقلها من زحمة ما تفكر به تاهت ونست الموضوع الرئيسي اغمضت عيناها بتعب وهي تشعر بصداع شديد يكاد يفتك برأسها انحنت واسندت رأسها على الأرض تدور الغرفة بها كدوران الكوكب حول محوره ابتسامة ساخرة لحد الألم زينت ثغرها وهي تردد بخفوت
_مراد... مراد..
_ خديجة فينك يا بنتي
هتفت بها فريال التي دلفت الغرفة للتو لتتوقف مصډومة وهي تبصر خديجة الملقاة أرضا بهذا الوضع اقتربت منها بسرعة مستفيقة من صډمتها وقد ظنت انها قد اغشى عليها لكنها وجدت عيناها مفتحتان فاطمئنت قليلا وهي تهزها برفق مردفة
_ فزعتيني يا خديجة الله يسامحك أنت نايمة اكده ليه جومي الأرض ساجعة عليك.
لم تتلقى رد من تلك المتسطحة أرضا وعيناها لم تتحرك من مكانها ليبدأ القلق بالتسلل لقلبها من حالتها الغريبة فهتفت متسائلة بقلق وهي تهزها
_ وه فيك ايه يابت خالي أنت زينة ولا مالك خديجة ردي!
رفعت صوتها في كلمتها الأخيرة لتستفيق خديجة أخيرا من شرودها الجبري وتحركت مقلتيها بحركة عشوائية وكأنها تستوعب شيء ما! استقامت جالسة وهي تنظر لفريال بصمت لثواني تحت نظرات الأخرى المترقبة والجاهلة لم يحدث ثواني فقط ووجدت خديجة تصاب بحالة هستيرية غير طبيعية بدأتها تهمهم بكلمات غير مفهومة ثم أخذت دموعها تتهاوى وبعدها صارت تقطع الظرف الذي بيدها بغل واضح وكأنها تخرج ڠضبها به حالة لم تراها فريال بها من قبل فاضطربت وتملكها الخۏف والقلق وهي تحاول تهدئتها حتى نجحت بعد فترة ليست بقليلة وكانت فرصتها حين شعرت بهدوء خديجة لتسألها فورا بتأثر
_ مالك بس ايه الي جرالك مانتي كنت زينة والفرحة ممساعيكيش ايه الي جلب حالك اكده يا خديجة جوليلي يا حبيبتي ريحي بالي.
نظرت لها خديجة بمقلتيها التي تلونا بلون احمر قاني ووجهها الذي شحب فجأة وكأنه لم يكن كالبدر منذ ساعة فقط! وخرجت نبرتها مبحوحة وهي تقول بكسرة واضحة
_ فرحتي اتكسرت يا فريال سعادتي اتحولت لچحيم مش مصدقة إني عيشاه.
بلغ القلق اقصاه لدى فريال التي قالت بملامح تملأها الحيرة والقلق
_ يا ستار يارب ليه ايه الي جرا اتحدتي طوالي وجعتي جلبي!
بابتسامة ساخرة من حالها ومن قدرها وبلامبالاة سيطرت على نبرتها
_ عارفه زين... جوزي.. طلع مش زين طلع مراد فكراه يا فريال فاكره مراد الي حكيتلك عنه زمان اول ما بقينا صحاب وقولتلك انه كان اقرب واحد ليا وانا صغيرة وكان ابن الناس الي ابويا كان شغال عندهم.
اختفى القلق وذهبت الحيرة وأصبحت ملامحها فقط مذهولة لا تصدق ما تسمعه وعبرت عن هذا حين قالت بعدم استيعاب للأمر
_ بتجولي ايه كيف يعني وعرفت كيف ولما عرفت مرفضتيش الجوازة ليه... بس أنت كنت مبسوطة وجت كتب الكتاب!
رددت الأخيرة بحيرة من الأمر لتوضح لها خديجة وهي تنهض واقفة وجلست فوق الفراش بعجز
_ معرفتش غير من الظرف الي جالي واستلمتيه ياريتني فتحته قبل ما اخرج ياريتني فتحته قبل ما اتجوزه ياريت مصطفى سابني افتحه..الله يسامحك يا مصطفى الله يسامحك ياخويا رمتني في العڈاب من غير ماتقصد..
صړخت بالأخيرة پقهر وهي ټضرب ركبتيها بكفيها پعنف فأسرعت فريال تمنعها وهي تهتف بقوة
_ اهدي اهدي يا خديجة وبكفياك نواح خلاص الي حوصل حوصل بس مينفعش تكملي معاه احنا نكلم باهر ويبعت يجيبه ونواجهه ونخليه يطلجك.
هزت رأسها مستنكرة ساخرة وهي تخبرها
_ ياريتها بالسهولة دي يا فريال للاسف مش سهلة كده خالص تفتكري عمل كل ده وكدب وألف قصص وهمية عنه وعن حياته ومرمط نفسه في شغل جرسون في مطعم عشان في الآخر يطلقني!
قطبت فريال حاجبيها بعدم فهم
_ هو ايه الي يجبره يعمل كل ده يا خديجة ليه مدراكيش بالحجيجة من الاول انا خابرة أن زمان حصل بينكوا حاجات بعدتكوا عن بعض وانه أذاكي كيف ما جولتيلي بس مجولتليش أذاكي كيف ومحباش اعرف مادام مريداش تجولي لكن أذيته دي هو خابرها زين عشان اكده كدب عليك لأنه خابر انه لو جه وعرفك بنفسه هترفضيه
هزت رأسها إيجابا وهي تتحدث وقد شردت عيناها بعيدا
_ عارف عارف إني مش هقبل ادخله حياتي تاني عارف اني مش هسمحله يقرب مني حتى عشان كده لعبها صح كدب وخدعني وللأسف وقعت في الفخ بسهولة وقدر يخدعني كنت كتير بشك فيه والله اوقات كنت بشوف مراد فيه في لحظة عصبيته بالذات بس ولا مرة اتأكدت انا مش عارفة اعمل ايه أنا تايهه.. و... وخاېفة خاېفة اوي يا فريال.
قالت آخر كلماتها بارتعاش نابع من خۏفها الكامن بداخلها تعلم أنها ستلاقي الچحيم بانواعه في الفترة المقبلة تعلم أنه لم يفعل كل هذا ليتركه في الأخير يذهب سدى هو خطط لكل شيء لكي يصل لغايته والتي تجهلها الآن نعم تجهلها.. فهي لا تعرف لم أصر كل هذا الإصرار للوصول إليها هل هو حب أي حب هذا! إن كان قد أحبها من الأساس فلقد كان حب في الطفولة ليس حب عنتر لعبلة ولا حب قيس لليلى ولا حب روميو وجوليت الأسطوري! ببساطة لأن هذه قصة واقعية ليس اسطورة ما أو حتى أصبح الحب كما كان في قديم الزمان ولأنها لا تعيش في الخيال ولا تعيش في أحد تلك العصور فهي لا تتوقع أن يكن حبه هو الدافع لكل ما فعله أيعقل أن يكون الأمر مجرد اڼتقام اڼتقام منها عما فعلته في الماضي وهروبها منه ولكن وإن كان هكذا حقا فهل يعقل أنه مازال يحمل الضغينة تجاه ما فعلته هل أضاع وقته الثمين وقلل من شأنه لأجل هدف اڼتقامي تافه لشيء حدث منذ سنوات!... وبالأخير توصلت إلي أنها لا تعلم الغاية التي وراء الهدف..
_ اهدي أنت بترتعشي انا الحجيجة مخبراش هو ليه عمل اكده ولا هدفه ايه بس للأمانه انا كل الي شوفته منه ليك حب وخوف واهتمام ده كان بيتطلعلك بنظرات وكأنه بيتطلع لجوهرة ولا كنز أنا شوفتها بعيني والعين مبتكدبش اسمعيه يا خديجة واجهيه واسمعيه يمكن تلاجي جواب لأسئلتك ولو ملجتيش ولا ماقتنعتيش بحديته وجتها ندخل باهر ويتصرف.
وخلف فريال ظهرت سارة وهي تقول
_ ايوه يا خديجة كلميه كلمي المحروس وخليه ييجي اما نشوف اخرتها معاه... ومعاك.
اذدردت ريقها بتوتر وهي ترى سارة أمامها عادت لتزورها بعد سبعة أشهر غياب! هل عادت هلاوسها مرة أخرى على ذكر سيرة مراد!
انتباها الڠضب وتأججت نيران الحقد والتمرد بداخلها لتنهض باحثة عن هاتفها حتى وجدته فطلبت نمرته وهي تهز قدمها بلا توقف وملامحها تتلون بالڠضب وعيناها التي غامت سحابتها ببداية شړ سيكن سببا في الخړاب وما إن أتاها الرد حتى قالت بنبرة جامدة قبل أن تنهي المكالمة
_ ارجعلي عوزاك.
_ خديجة اهدي ورتبي هتواجهيه ازاي او هتجوليله ايه عشان متتهوريش وتخربي الدنيا.
هذا ما هتفت به فريال وهي تحذر خديجة من التهور والتي ارتعش جسدها في هذه اللحظة وهي تدرك أنه سيقف أمامها ستقف أمام مراد ستواجه ماضيها ستقف أمام كابوسها الذي لازمها طوال حياتها ولم يتركها حتى الآن رفعت رأسها تلتقط انفاسها بعمق وهي تعد نفسها لهذه المواجهة... فهي مواجهة حتمية لا فرار منها. 
______ناهد خالد _________
دلف لمنزله والسعادة تتراقص في مقلتيه يكاد يطير من فوق الأرض من شدة سعادته اليوم اصبحت له اصبحت ملكه اصبحت حرم مراد وهدان كما حلم دوما من اليوم فصاعد لن تبتعد عنه بأي قوة كانت من اليوم صارت له رغما عن أنف الجميع.
اليوم تحقق حلم طفولته وصباه.. فمن أسعد منه إذا!
ولأن السعادة دوما لا تكتمل وجدها أمامه ليلى والدته التي تنظر له الآن بنظرة لم يعهدها قط تنظر له باتهام انكسار ذهول ونظرة أخرى خشاها نظرة وكأنها تجهل هويته! كأنها لا تعرفه...
نظرات استطاع تفسيرها بوضوح فهي بالأخير في عين والدته! وهو خير من يعلمها ويعرف مغزى نظراتها دون أن تبوح بشيء..
وهذا ما جعله يقف أمامها قلقا ولأول مرة لم يتحدث فقط انحنى ليكن في مستواها وهو يحاول أن يبتسم قليلا كي يبدأ في الحديث لكن الوقت لم يسعفه.. 
فهي لم تتحدث ولم تترك له المجال للحديث فقط صدح صوت ضړبة عڼيفة كانت لكفها الذي طبع على وجنته اليسرى بلا مقدمات..
دموع محتقنة في عيناها وذهول تنضح به نظراته ولمحة عابرة من الانكسار مرت بسحابة عيناه وهو ينظر لها بصمت قاټل... صمت وراءه يقين بأنها عرفت شيء لم يكن عليها معرفته...
___________
بسوهاج...
صړاخ وعويل بكاء عال ولطيم من النساء وتجمهر من أهل البلدة حول بيت واحد.. ألا وهو بيت آل الدالي وبالأخص بيت منصور الدالي ركض من هذا وذاك وبالأخير خروج طبيب بثيابه المعروفة وهو حاني رأسه بآسف ويأس وبالجوار يقف اثنان أحدهما ضړب كفا بالآخر وهو يردد بآسى
_ لا حول ولا قوة الا بالله الله يرحمك ياحاج منصور.
والآخر علق
_ كان راجل طيب والله.
وبالداخل...
أخذت ټضرب وجنتيها بكفيها وصړاخها يصدح عاليا فيكسر سكون الليل ويسمعه أهل البلدة بأكملها. 
ومن بين ولولتها ونحيبها كانت تردف ببعض الجمل التي تثير التأثر في نفس السامعين
_ فوتني لمين ياخوي فوتني لحالي يا منصور ده انا مليش غيرك ياخوي لسه بدري يا منصور... عيالك لسه محتاجينك ياخوي...
_ بكفياك ياعمتي... بكفياك نواح عاد.
هدر بها ابراهيم وهو يخرج من أحد الغرف والتي وضع بها منصور لحين انتهاء اجراءات الډفن.
نظرت له من بين دموعها وهي تقول
_ كلم اخوك يا إبراهيم خليه ييجي يلحج ابوه يشوفه ويملي عينه منه جبل ما يروح لمسواه الأخير.
اغمض عيناه بتعب وتنهد بقوة مردفا بعدها
_ هكلمه يا عمتي وهندفن الصبح على مايلحج ييجي.
انهى حديثه وهو يخرج هاتفه ويجري

انت في الصفحة 1 من 25 صفحات