الخميس 26 ديسمبر 2024

رواية الحصان والبيدق بك احيا ج 2 الفصل الأول حتي الفصل الثالث عشر بقلم الكاتبه ناهد خالد حصريه وجديده

انت في الصفحة 3 من 25 صفحات

موقع أيام نيوز

فيها شړ ابدا أنت لو تعرفي حبي ليك هتقدري ومش هتحتاجي تبرير لأي موقف صدر مني.
لوت فمها ساخرة وهي تقبض على كفها الذي يرتعش بقوة كلما جاء بعقلها ان الواقف أمامها هو مراد وليس زين مراد وحشها المخيف وزين حبيبها وأمانها ضغطت على نواجزها وهي تخبره
_ عموما.. كلامك مش هيفرق معايا هي خلصت مفيش حاجه بينا هتكمل.
كان يتوقع بالطبع! لذا هتف بهدوء حذر
_ وجوازنا
بنبرة ساخرة رغم مرارة العلقم التي بحلقها قالت
_ جوازنا! جواز ايه وأنت مطلعتش زين أنا اتجوزت زين شخصية وهمية مش موجودة يعني ولا كأني اتجوزت.
ابتسم ثغره بمكر وهو يخبرها بقنبلته المدوية
_ بس القسيمة مفيهاش اسم زين الوهمي القسيمة كل بياناتها صحيحة خديجة محمود الدالي... و مراد حسن منصور وهدان.. يبقى في جواز ولا!
وكأنها سقطت من الدور السابع عشر فكانت السقطة اشبه بسقطتها على الكرسي خلفها وهي تردد بفاه فاغر وانفاس ذاهبة
_ يخربيت أبوك..!!!
الفصل الثاني فقيد غالي
الحصان والبيدق
بك أحيا 2
المۏت دوما يفاجئنا يأتي بلا سابق انذار ليخطف من بيننا شخصا ظننا أنه باق لبعض الوقت بعد وللعجب اغلب الوقت لا يختار سوى الطيبين الذين مازلنا نحتاج إليهم فنقف عاجزين أمام قدر الله ينفطر قلبنا حزنا وتجف عينانا من البكاء وننكوي بنيران الفراق يلهمنا الله نعمة النسيان ولكن تزورنا الذكريات من وقت لآخر لتأخذ منا ما تأخذ.. 
انتهت مراسم الډفن ووقف أمام قبر والده بملامح جامدة عيناه تحكي الكثير لكنه صامت شريط ذكرياته مع والده يمر أمامهما ليرى كل موقف جمعه به يوما وأكثر ما يحزنه أنه مؤخرا لم يكن بأحسن حال معه كانت خلافتهما كثيرة منذ واقعة حكايته هو وخديجة ولم تعد علاقته بوالده كسابق عهدها ويكفي أنه لم يكن يراه سوى مرة واحده كل ستة أشهر تقريبا ليأخذه المۏت فجأة قبل أن يراه منذ أخر مرة والتي كانت من سبعة أشهر ولسخرية القدر انه بالأمس كان يفكر أن يقوم بزيارة سريعة بنهاية الأسبوع زيارة عجلت بخبر غير سار بالمرة انتبه لكف إبراهيم الذي وضع فوق كتفه ليلتف له فسمعه يقول
_ هم بينا يا باهر ملهاش عازة الوجفة دي.
قطب ما بين حاجبيه وهو ينظر له بتفحص وأردف متسائلا
_ چرا ايه يا ابراهيم كأن المېت مش بوك!
قطب ابراهيم ما بين حاجبيه هو الآخر ولكن بضيق وأجابه
_ وه! مش بوي كيف يعني
احتدت ملامح باهر وهو يقول
_ يعني مشوفتش حزنك ولا حتى فكرت توجف جدام جبره قپره تجراله الفاتحه ولا تدعيله!
رفع جانب شفته العليا ساخرا وقال
_ الحزن في الجلب يا ولد ابوي مش لازمن الناس كلها تشوف حزني عشان اكون حزين وان كان على جراية الفاتحة جرتها في سري..
انهى جملته والتف راحلا وقد قرر تركه فليقف هو ينعي والده كما يحب.
الټفت باهر ونظر لقبر والده بنظرات حزينة قائلا
_ واضح إن قسۏة قلبه مش بس على الحريم زي ما كنت دايما تقولي قسۏة قلبه طبع فيه حتى على أقرب الناس له.
ظل واقفا لبعض الوقت ينعي والده احيانا ويدعو له احيانا أخرى وبين هذا وذاك تفيض عيناه بدمع الحزن وېصرخ قلبه شوقا للغائب من الآن.
___________
في بيت منصور وهدان
اجتمع النساء بساحة المنزل ومن بينهن العمة وابنتها وابنة شقيقها التي لم تدلف لهذه البلد منذ سنوات لكنها اضطرت ان تفعلها حين أتاها خبر ۏفاة عمها أتت مع ابنة عمتها لاحقين بباهر الذي شق طريقه قبل وصول الخبر إليهما رفعت عيناها تتابع افعال عمتها بصمت التي لم تكف عن النواح لم يخيل عليها كل ما تفعله تشعر أنها تصطنع الحزن وبداخلها الله وحده هو العليم به لكنها تعلم جيدا أن عمتها لا تحزن على أحد ولا تهتم لأحد فإن كانت ابنتها نفسها لا تفرق معها سيشكل آخر الفارق! اشاحت بنظرها جانبا لتجد نظرات فريال المتورمة عيناها من البكاء تتابعها فسألتها باستغراب
_بتبصيلي كده ليه
وبصوت مبحوح كانت تجيبها بخفوت
_ مش ناوية تكلميها أنت حتى مفكرتيش تعزيها.
قلبت عيناها بعدم رضا واجابت
_اعزيها في مين هو الي ماټ مش خالي برضو!
هزت فريال رأسها بحزن جم
_مش واضح يا خديجة شكلك مش فكراله حاجه حلوة عملها معاك كأنك قاعدة في عزا حد غريب!
وبجفاء كانت تجيب
_ لا فاكرة وربنا يعلم اني زعلانه عليه بس اعتقد برضو عشر سنين بعد كفيلة تغير في العلاقة بس ده ميمنعش اني بجد زعلانه عليه بس يمكن همي ووكستي مخلياني مش حاسه بحاجة اصلا.
رددتها بسخرية وهي تعود بنظرها للأمام مرة أخرى فاشفقت عليها فريال التي وضعت كفها على كتف الأخرى تواسيها وهي تقول
_ هو جه معانا ليه
تنهدت بخنقة وهي تجيبها
_ على أساس إنك محضرتيش الخناقة الي حصلت.
صمتت فريال وهي تتذكر كم تجادلت معه لكي لا يأتي معهما ولكن كل محاولاتها باءت بالفشل وهو يعلن انتصاره رغما عنها.
أما خديجة فنظرت أمامها بشرود وهي تتذكر آخر جدالهما والذي لم تحصد منه نتيجة.. 
بعدما تلقت صدمة صحة اوراق الزواج ظلت لثواني صامتة پصدمة لم تستطع تجاوزها إلا بعد بعض الوقت وحين بدأت تستوعب الصدمة كان أول ما قالته
_ بس كده جواز باطل أنت اتجوزتني باسم غير الي أنا وافقت عليه مش مهم يكون الورق سليم أنا وأنت عارفين انك لعبت علي واتجوزتني بالخداع.
اقترب خطوتان ليصبح أقرب منها وأردف بابتسامة متكاسلة
_ بالضبط أنا وأنت عارفين..
اتسعت عيناها بذهول وهي تسأله
_ قصدك ايه قصدك إنك هتمشي الموضوع عشان ميعرفوش غيرنا!
اومأ بصمت لتهز رأسها عدة مرات نافية بعدم تصديق وهي تخبره
_وربنا ربنا الي شايفنا وعارف انه جواز باطل!
قطب ما بين حاجبيه بعدم اهتمام لحديثها وهو يسألها بهدوء بارد
_ وايه الحل
نهضت واقفة في مواجهته وقالت بملامح صارمة ونبرة لا تقبل التراجع
_ عاوزه اطلق احنا استحالة نكمل مع بعض الي اتبنى على كدبة عمره ما هيستمر.
رفع حاجبيه ضاحكا بسخرية وهو يقول
_ اطلقك واضح ان الحقيقة أثرت على دماغك ببساطة أنا معملتش كل ده عشان في الآخر اطلقك! إنك تلمسي السحاب بإيدك أقربلك من الطلاق...
ارتفع صوتها ونفرت عروق وجهها وهي تصرخ به پغضب تملك كل ذرة بها
_أنا مستحيل افضل على ذمتك ولو أنت مش خاېف من ربنا بجوازنا الباطل ده أنا خاېفة منه ولو عملت ايه مش هكمل في حكاية خايبة زي دي وصحيح أنت هتخاف من ربنا ازاي وأنت قتال قتلة.
الصوت العالي يثير غضبه ويستفزه لدرجة بالطبع هي لا تعرفها لذا هدأ من انفعالاته بالكاد وهو يبتسم باقتضاب قائلا بنبرة ساخرة سرعا ما تحولت للجدية واختفت ابتسامته
_قتال قتلة! ده عشان چريمة حصلت زمان وانا لسه عيل ١٣ سنة! بتحاسبيني على ايه أنت لا بجد بتحاسبيني ازاي على حاجه انا مكنتش قاصدها هو لما اتنين عيال يلعبوا مع بعض وواحد يزق التاني يفتحله دماغه بيحاسبوا العيل اه عشان يعرف ان ده غلط لكن بيفضلوا يفكروه بذنبه العمر كله محدش بيحاسب طفل يا خديجة.
ادمعت عيناها بشدة وهي تهمس پاختناق
_بس دي ماټت! دماغها متفتحتش وبس!
جمدت معالم وجهه وهو يقول
_ سيان اكيد الذنب اكبر بس في الحالتين طفل مكنتش اعرف ان حپسها هيأذيها اصلا انا عملت ده عشانك! عشان كنت خاېف عليك ومبتحملش حد ييجي جنبك! أنت ليه مش قادره تفهمي ده أنا اي حاجة عملتها عشانك ولولا خۏفي عليك عمري ما كانت جيت جنب سارة اصلا!
اصدرت صوت ساخر من حنجرتها وهي تهز قدمها اليمنى بعصبية بالغة بينما تردد
_يعني انا السبب في الي حصل لاختي في الآخر! انا مقولتلكش روح أأذيها! مقولتلكش تعملها حاجة اصلا أنت الي يومها فضلت تقولي مينفعش تسيبي حقك ولما حاولت اخرجها أنت الي منعتني..
_عشااانك..!!
صړخ بها بعدما ضاق ذرعه من عدم محاولتها لتقبل الحقيقة حتى وصوته كان اعلى من صوتها بكثير حتى أنها انتفضت في وقفتها من صرخته المفاجئة وخرج على أثرها مصطفى الذي فضل الصمت منذ البداية وعدم التدخل ولكن يبدو أن الأمر سيخرج عن السيطرة وكذلك فريال التي خشت أن يتطور الأمر أكثر فاسرعت في الخروج للصالة هي الأخرى..
والاثنان صمتا وهما يران اللذان خرجا للتو وخديجة التي شحب وجهها وهي تدرك الآن أن سرها قد كشف وعلم شقيقها وابنة عمتها به وكان همها الأكبر هو شقيقها لذا نظرت له بقلق وهي تزدرد ريقها بصعوبة بينما لملامحه الغير مقروءه وما إن حاولت التحدث حتى وجدته يقاطعها وهو يباشر بالحديث متسائلا
_ أنا محتاج افهم تفسير للي سمعته اي الحكاية هو ازاي قتل اختنا
بهتت ملامحها أكثر وانعقد لسانها عن الرد ليتولى هو ضفة الحديث وهو يقول بهدوء تام
_ أنا هحكيلك يا مصطفى.
وسرد كل شيء على مسامع الواقفين وأثناء سرده كان يعاد كل مشهد أمام أعين خديجة مرة أخرى ففي منتصف حديثه وضعت كفيها فوق أذنيها رافضة سماع المزيد حتى شعرت به قد انتهى فأزالت كفيها وحل الصمت لدقائق لا يقطعها سوى صوت الأنفاس حتى هتف مصطفى أخيرا
_ قضاء ربنا.
ابتسامة ماكرة ونظرة منتصرة زينت عيني صاحبنا ونظرات مندهشة غير مصدقة كانت تنبعث من عيني صاحبتنا التي نطقت بدهشة
_ايه يعني ايه
بدى مصطفى أكبر من عمره بكثير الآن وهو يتحدث بهذه العقلانية والجدية
_ يعني اكيد الموضوع مش سهل واكيد هو مذنب بس هتحاسبي مين يا خديجة هتحاسبي حد كان بيتصرف بعقلية طفل وقتها اكيد مش هتحاسبيه بالشكل ده طول العمر كأنك بتحاسبي واحد كبير!
ضحكت باستنكار شديد وهي تستمع لحديثه بينما نظرت بعدها ل فريال كأنها تحثها على قول رأيها هي الأخرى فقالت
_ سارة ربنا يرحمها بس يا خديجة لو كانت الشرطة عرفت مين مرتكب الچريمة وعرفت التفاصيل بالضبط بالأدلة مكانش هيتحبس لأنه اولا طفل ثانيا قتل غير عمد القانون بيعاقب الأطفال فوق سن ال١٥ سنة والاقل من كده لما بيرتكب چريمة عن قصد ياما بيسلموه لمدرب تأهيل أو مؤسسة اصلاح او في مستشفى لو لقوا عنده مشكلة نفسية يعني في أي حال مبيتعاقبش زيه زي الكبير وقتها هو اكيد مكانش فاهم حاجة في القانون ياما كان سلم نفسه لأنه اكيد كان هيخرج بس في نفس الوقت مين كان شاهد على الي حصل فعلا عشان يتبرأ والحكومة تصدق انه قتل خطأ مفيش حد غيرك ويا عالم كانوا هياخدوا بشهادتك ولا هيعتبروك شريكة له وتحتاجوا الي يشهد ليكوا انتوا الاتنين وكده كده في الآخر كنت هتخرجي عشان ٨ سنين مستحيل تتحبسي وهو كان اخره هيودوه مؤسسة اصلاح سلوك.
_أنت بتبرريله ايه انتوا مالكوا ازاي بتفكروا كده 
صړخت بهم بعدم تصديق لموقفهما تجاه الأمر لتجيبها فريال 
_على فكرة

انت في الصفحة 3 من 25 صفحات