رواية والتقينا بقلم ندى ممدوح الفصل الحادي عشر حتى الفصل الأخير حصريه وجديده
من الخدم قام بهذا الفعل الشنيع ووضع المخډرات في حقيبة إسراء إلا أن المحاولة لا ضير منها.
لذا فقد جلست وقد إصطف طاقم الخدم أمامها وقالت بنبرة حازمة صارمة
_المخدرات اللي تحطت في شنطة إسراء مش هتكون من أيد حد غريب من هنا.
صمتت لبرهة راحت خلالها عينيها تدوران في الوجوه أمامها في تفرس وأتبعت بحروف متريثة
تقدمت امرأة خطوتين عن الصف وهي مجهشة في البكاء وتغمغم في رجاء
_لا يا ست ندى بلاش طرد والله ما عملنا حاجة ولا نقدر نأذى الست إسراء دا إحنا عايشين في خيرها.
وتمتم شاب آخر دون أن يتحرك من مكانه
همت ندى أن تثور أن تصرخ في وجوههم جميعا قلبها تتسعر فيه نيران الخۏف على رفيقتها الوحيدة وروحها تتلظى على جمر القلق لكن ودون جهد مبذول..
دون عناء..
أتى لها قارب النجاة ليس بعيدا يحتاج إلى أميال كي تصل إليه بل قريبا قرب الوتين من القلب والمهجة من الفؤاد فقد ألتمعت عينا أكبر الخدم بدمعتين تلالئتين بين الأجفان كنجمتين في ليلة حالكة السواد تتضيأن في الفضاء فذهلت وأحست بنجاح مخططها وهي تصرخ واثبة في لهفة خبئتها في أعماقها
أجهش الرجل أمامها في البكاء بحسرة فدنت ندى منه وفي عينيها لهفة لم تحاول إخفاءها وهي تردف
فنفى الرجل برأسه نافيا وإن سالت دمعاته أكثر وهو يردد
_أبدا يا بنتي توحشنا الأنسة إسراء!
فقطبت ندى جبينها في تعجب وسألته في شك
_بس كده متأكد يا عم مرعي!
هز الرجل رأسه مؤكدا فصرفت ندى باقي الخدم بإشارة من يدها وقد تذكرت أمرا ما انبثق في رأسها بغتة كالنور المنقطع عندما يحل فجأة وجذبت الرجل من ذراعه حتى أجلسته وهي تردد
وبعدما جلست أمامه سألته في نبرة تخامرها الشك
_أنا عرفت يا عم مرعي إنك عاوز تسيب الشغل! برغم أنك محتاج لكل قريش عشان جهاز بنتك فمش معقولة فجأة كده عايز تسيبنا!
وتقمصت دور الغاضبة المتيقنة مما تقول وهي تنهض لتقترب منه وتضيف في حدة
_بس أنا فاهمة وعارفة يا عم مرعي أنت ليه عاوز تسيبنا! لإنك أنت اللي حطيت المخډرات في شنطة أسراء.
_لا يابنتي لا لا مش أنا.. أكيد مش أنا.
استشعرت ندى إن الرجل يخفي شيئا وظلت تتفرس فيه النظر بصمت تام ثم غمغمت بنبرة قاسېة
_سوا أنت فعلا او لأ يا عم مرعي فأنا هبلغ الشرطة وهتكون أنت أول المشتبه بهم.
وربتت على كتفه وهي تميل برأسها نحوه وخفت صوتها مع قولها الصارم
_ومش عايزة أأقول عن طرق الشرطة في سحب اعترافات المجرمين وأنت راجل على قد حالك وصحتك في النازل وعمرك فان مش هتستحمل اللي هيجرالك دا غير عيالك اللي هيبقوا من غير عائل و...
قاطعها مرعي وهو ينهار على المقعد في بكاء مرير ويردد بدموع الأسى
_مكنتش أعرف والله إن الكيس فيه مخډرات.
بريق من الأمل برق في عينين ندى وبلهفة غمغمت بصوت متهدج من الحماس
_ه.. هشام هو اللي عطاك الكيس
قاطع مرعي عبارتها وهو يستطرد في اڼهيار مع إيماءات رأسه
_ايوا هو هو اللي أدهولي وعطاني تلاتين ألف جنية وقال لي متجيبش سيرة لحد وإن الكيس فيه هدية لإسراء عشان عاوز يصالحها.
ازدردت ندى لعابها في تلعثم وغمغمت في خفوت
_يا الله.
ثم ظهر البشر على وجهها الذي هش وبش في سرور وأسرعت تخبر بلال بالجديد عن طريق والد إسراء واجتمعا بالرجل مرعي وطلبوا منه يظل يلح على هشام بالمقابلة وأن يهدده إنه سيخبر الشرطة لو لم يتقابلا.
وقد كان ففي الوقت الحالي أوقف هشام سيارته على جانب طريق خال من المبان وتناول سلاحھ الذي يحتفظ به دائما في سيارته ودسه في جيب سترته في حذر ثم قبض على مقبض الباب في تردد وبدت رعشة طفيفة مرتبكة في أنامله قبل أن يضغط على المقبض ويدفع باب السيارة ويغادرها في ثبات واه زائف ويذدرد لعابه في حنق ورفع بصره إلى السماء الصافية التي تضيء فيها عيون النجوم والهلال الغير مكتمل ثم أغلق باب السيارة وقد ترك ضوء مصابيها الأمامية مشټعلة ووقف أمامها ثابت وهو يراقب مرعي يقبل نحوه بخطوات سريعة تند منها الخۏف ساد الصمت لحظة انتفخت خلالها أوداج هشام وهو يوهم نفسه بإنه الطرف القوي الذي لا يهاب شيئا وقال في حدة
_عايز إيه يا مرعي مش أنا اللي أتهدد ولا يخوفني كلب زيك فلوسك وخدتها بزيادة كمان عايز إيه تاني.
أجابه مرعي في خشونة توارى خوفا عظيم في صدره
_اتفاق إيه اللي بتقول عليه ده أنت خلتني مچرم من غير ما عرف واستخدمتني عشان تحط المخډرات ل إسراء.
توتر هشام وهو يغمغم مرتبكا
_مخدرات إيه أنت هتتبلى علي وعايز تدبسني التهمة وخلاص!
هز مرعي رأسه نفيا قائلا
_أنت بتكدب نفسك ولا بتكدبي يا أستاذ هشام! أنا شبه عارف ومتأكد إنك ورا الموضوع.
تبسم هشام بسمة شيطانية وقال
_وهو كذلك ايوة أنا اللي ورا الموضوع شخص حقېر زيك يقدر يعمل إيه يعني! أخرك كام قرش وتخرس وتتكتم..
هم مرعي أن يقول شيئا ولكنه تراجع في آخر لحظة وأطبق شفتيه في ارتجاف عندما هتف هشام في شراسة
_بس انا عارف إن اللي زيك مابيشبعش وإني لو اديتك اللي أنت عايزه دلوقتي هتطمع تاني وهتطلب تاني وهتهددني كل شوية لذا مش خسارة فيك الړصاصة دي...
قال أواخر حروف عبارته مقرونة وهو يستل سلاحھ من جيب سترته الداخلي ويجذب إبرته في هدوء ويصوب فوهته في وجه مرعي الذي شهق فاغر فاه واتسع عينيه وهو يتراجع خطوتين في ارتياع ودب الخۏف..
كل الخۏف في ثنايا جسده..
وضغط هشام زناد السلاح وانطلقت الړصاصة لكنها لم تطلق جهة مرعي بل عاليا في السماء في آخر لحظة عندما قبضت يد قوية على مرفق هشام ورفعت ذراعه عاليا.
تسمر هشام عاليا وهو ينظر لضابط الشرطة الذي يقول
_والله ووقعت يا هشام يا بسيوني ومحدش سمى عليك.
دارت عينا هشام في ارتياع على رجال الشرطة الذين انتشروا في المكان ومن بينهم بلال ومحمد الشهاوي وصړخ ملتاعا
_إيه اللي بيحصل ده! دي دي خطة.. خطة عشان يوقعوني ويدخلوني السچن.
أخرج الضابط الأصفاد وأرجحها أمام وجه هشام وهو يقول
_عندنا اعتراف كامل بصوتك يا بسيوني.
وجذبه الضابط لاويا ذراعه وراء ظهره وضم الأخرى وقيده بالأصفاد وهو يدفعه تجاه احد الجنود قائلا في صرامة
_هاته على البوكس يا بني.
إنما أشكو بثي وحزني إلى الله
بقلب متلهف يخامره القلق والترقب والخۏف وقفت إسراء في قفص الإتهام تراقب محامي الدفاع وهو