رواية والتقينا بقلم ندى ممدوح الفصل الحادي عشر حتى الفصل الأخير حصريه وجديده
دكا وانبعث صوته في أذنيها كصوت أسد ضاري يهم بابتلاع فريسته
_بقا كده ټتسجني پتهمة كبيرة زي دي ومتعرفيش حبيبك هشام!
بلغ اتساع عيناي إسراء على آخرهما وراقبت بأجفان مرتجفة جلوس هشام البسيوني بكل غطرسة على المقعد وفرد ذراعيه على ظهره وبكل تسلط وأريحية قال
_إوعي تكوني يا إسراء يا حبيبتي شاكة في حبيبك هشام تؤ تؤ هزعل.. هزعل اوي وزعلي وحش.
_عيب إنك تشكي في الشخص اللي عمل منك نجمة كبيرة يشار لها بالبنان وفنانة مشهورة بيحبها الملايين.
وخبط بكفيه على الطاولة أمامه وهو يهب واقفا حتى جعل جسدها ينتفض وذرفت عينيها الدموع..
وستذرف أوجاعها دمعا إلى الممات!
لماذا أصبح الجميع يذكرها بماضيها البشع!
الطرقات تظهر لنا ظواهر البشر أما البيوت فيكمن في أعماقها البواطن..
ما يخفيه الأنسان..
ويحتفظ به لنفسه..
فلا تحكمو بالظواهر فالظاهر دائما ما يخفى ۏجعا لا يرى بالعين ودمعة حزن في خفايا الجوانح تسكن وندبة ألم لا تداويها ضحكة مفتعلة وبسمة زائفة.
_أن.. أنت عاوز إيه مني جاي ليه! مش خلاص دمرتني عايز مني أيه تاني! سيبني في حالي حرام عليك.
ورده كان ضحكة عالية ألهبت فؤادها بالأحتقار الذي تسلل إلى ملامحها وعينيها ونهض في بطء متلذذا ببكاءها وحالتها وتقدم نحوها حتى كان قاب قوسين أو أدنى منها ودس كفيه في جيبي بنطاله زافرا بقسۏة رافقة صوته البغيض
وأولاها ظهره وأردف متابعا بصوت أجش
_أنا مش هسيبك إلا وأنت چثة متحطمة مش هبعد غير لما اتأكد إنك خلاص مېتة أنا عملتك بإيدي نجمة مشهورة وبنفس الأيد هدمرك وزي ما خليت عندك جمهور كبير يحبك.
ألتفت إليها وبرقت عيناه بوميض من القسۏة وهو يجز على أسنانه مسترسلا
ومال بوجهه شطر وجهها وأكمل بهمس كالفحيح
_أترجتك تتجوزيني ورفضتي عرضة عليك فلوس كتير ورفضتي برضو وعدتك بنجومية هطلعك لسابع سما ورفضتي برضو وعايزة تسبيني أنا هشام البسيوني...
قرن قول اسمه بإشارة من سبابته إلى صدره ثم دار حولها ووقف بجانبها متابعا بهمس خاڤت مثير للرعشة
وعلا صوته قائلا
_يبقى موتك أفضل.
وفجأة لان صوته ورمقها طويلا ثم اتجه جالسا على المقعد ووضع قدم على أخرى وقال
_حاولت أموتك بالعربية وقومتي من المۏت برضو دفعت مبلغ هايل لفرد من أفراد التصوير عشان يقتلك ونجتي من الړصاصة حاولت أأقتلك أنا بنفسي في شقتك وأوضتك وبرضو معرفتش كأنك قطة بسبع أرواح.
أخذ هشام نفس عميق وأتبع
_لقيت مفيش فايدة فقررت أني احبسك بقضية تاخدي فيها مؤبد.
لم تنبس إسراء إلا پبكاء حار انشق له قلبها شطرين ثم أخيرا رفعت رأسها إليه في هدوء يثير الدهشة وغمغمت من بين شهقات متتالية
_أنت مش خاېف من ربنا! اعمل كل اللي تقدر عليه براحتك ربنا هيجيب لي حقي حسبي الله ونعم الوكيل فيك.
انتهى اللقاء وعادت إلى الزنزانة شاردت النظرات منتفخة الأجفان محمرت العينين بلون أحمر قان من إثر البكاء ورقدت على فراشها تضم جسدها بذراعيها انتفضت من شرودها على صوت امرأة تقف أمام فراشها وهي تهز قدميها متمتمة بغلظة
_صدعتنا عياط ياختي كفاية إيه مزهقتيش.
اكتفت إسراء بإن رمتها بنظرة سريعة ولم تعيرها اهتماما بينما نفخت المرأة بضيق ودارت حول الفراش وجلست بجانب رأس إسراء ومسدت عليها في رفق وانبعث صوتها هادئ مشفق وهي تقول
_كفاية عياط يا حبيبتي العياط مش هيفيدك بحاجة إلا تعبك كلنا في الأول بنبقى كده.
وندت عنها ضحكة هازئة مريرة وهي تضيف
_وبعدين كلنا بنتعود بنعتاد الحبسة وضيق ارواحنا علينا وبنرضى بالمكتوب ونحمد ربنا.
هي دي الدنيا يوم ليك ويوم عليك مستحيل تدي الواحد كل اللي هو عايزه مفيش حد خالي من الهموم كلنا بس بنحاول نتعايش مع وجعنا وأنت باين عليك مش قد الغم ده.
تفاجئت إسراء بالمرأة التي كانت آنفا تعنفها تواسيها بكلمات طبطبت على فؤادها فارتمت في حضنها وبكت ربتت المرأه على ظهرها وهي تقول بتنهيدة
_أبكي يا حبيبتي ففي البكاء راحة لقلوبنا من أوجاع مش بنقدر نفسرها.
وأغروقت عينيها بالدموع ثم تفاجئت إسراء بذات المرأة تدفعها عن حضنها برفق وهي تهب واقفة قائلة
_إوعي ياختي كده من وشي هو الواحد ناقص هم.
شيعتها إسراء بنظرات مندهشة وقد تجمدت دموعها في عينيها.
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد
توالت الأيام بجراح لا تلتئم لا تفتأ ټنزف بدماء تنكسب فيها الأرواح دون عودة.
وأسر الروح في بئر لا قرار له ليس بهين!
الأحزان إن تواغلت في السويداء من القلب لا تغادر وإن فكرت بالرحيل ستترك ندوبا لا تداويها الأيام ولا يطمسها النسيان.
الظلام يغشى المكان في بقعة تسلطة فيها إنارة من السيارة التي ترجل منها هشام البسيوني بقلق وهو يتلفت حوله بعينين تطل منهما الفزع وأصابعه تتحسس سلاح متخفيا في سترة بدلته أقترب رجلا يبدو عليه كبر العمر منه فبادره هشام البسيوني صارخا
_طلبت نتقابل ليه
فنطق الرجل بنبرة صارمة لا تضاهي ذلك القلق التي تطفح على كل خلايا وجهه
_محتاج فلوس ولا عايزني أروح أبلغ الشرطة إنك السبب في حبس إسراء!
ضغط هشام على شفته السفلى في ڠضب وتميز غيظا وهو يشهر سلاحھ في وجه الرجل قائلا
_أنا مبتهددش ولو حد فكر ېهدد حياتي اخلص عليه ولو بتفكر إنك ممكن تشتغلني يبقى بتحلم أحنا اتفقنا على مبلغ معين وخدته كامل وحذرتك بس مسمعتش فعشان كده تستاهل المۏت.
سحب هشام زناد السلاح وهم بإن يطلق الړصاصة ودوى صوت رصاصة مع اتسع عينين الرجل في هلع واندفعت صړخت هشام مع تطاير السلاح من يده وانبثق الډم من كفه فراح ېصرخ وهو يلتفت حوله مع ظهور رجال الشرطة في المكان.
17_براءة
كان أمر حبس إسراء شاق على قلب بلال وظل برغم إنه شاهد جلسة المحكمة مندهشا غير مستوعبا لما حدث وإذ ألمته دموع عينيها وكأنها تعاتبه عن غياب لم يكن بيده وأخذت الحسړة من قلبه كل مبلغ وبين جنبيه خافق أخذ ينبض بالألم والمرارة على كل ما يحدث له.
كان عليه أن يثبت براءتها مهما كلفه الأمر.
مهما أخذ من روحه..
وصحته..
وبدنه..
وقلبه..
ولكن أنى السبيل لنجاتها! أي درب يسلك
وراح عقله يفكر في حل لتلك المعضلة كان يخشى الفشل..
وحق له أن يخشاه..
فشله يعني أن تبق هي أبد الدهر بين جدران السچن أن لا ترى عينيها شمس النهار ألا تشرق بسراجها الوهاج في سماءه..
واختلط قلبه بالألم..
وبرزت في عقله فكرة.. فكرة لم يحسب لها حساب وإن راح عقله يحيكها بكل جهد وتخطيط محكم دون ثغرة واحدة قد ينفذ منها الفشل ووضعها ڼصب عينيه فورا وذهب إلى الشرطي الذي يتولى قضية إسراء وروى له ما يبغي واستمع إليه الضابط بكل اهتمام ونال بلال بغيته وفي الحال ذهب مجتمعا بمحمد الشهاوي وندى وسرد عليهما بغيته ووضعتها ندى قيد التنفيذ فقد اجتمعت بالخدم في منزل إسراء.
ورغم إن لا يوجد دليل واحد إن أحدا