الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية والتقينا بقلم ندى ممدوح الفصل الحادي عشر حتى الفصل الأخير حصريه وجديده

انت في الصفحة 9 من 24 صفحات

موقع أيام نيوز

أنا هنا الكل في الكل يعني يتقال لي حاضر ونعم وبس. 
وصړخت في وجهها بنبرة ارجفتها 
_سامعة 
ألقت المرأة الكلمة بنبرة آمرة وهي تدفعها بقسۏة فكادت أن تسقط على وجهها إثر ذلك لولا أصابعها التي تشبثت بحافة الفراش ثم اعتدلت وهي تنوي دخول مشاحنة مع تلك المرأة لكن المرأة زجرتها بنظرة حادة وهي تشوح بكفها مغمغمة 
_غوري اقعدي في أي مخروبة جوة. 
فأسرعت إسراء تصد طريقها هاتفة 
_حضرتك إزاي ترفعي صوتك علي بالأسلوب السخيف ده وتمدي أيدك كمان! 
رفعت المرأة حاجبا في سطوة وتخصرت وهي تقول وعينيها تجولان على النسوة من حولها 
_أنا بقا أنا يتقال لي إن اسلوبي سخيف سمعته سمعته يا نسوان أنا بدرية يتقال لي كده ومن بنت مفعوصة زي دي! 
واندفعت نحوها وتراجعت إسراء في خوف وفتح باب الزنزانة وصړخ الجندي فيهن 
_إيه كمية الدوشة اللي عملينها دي ما كل واحدة تقعد بسكاتها. 
ثم حاد ببصره إلى إسراء ولانت نبرته مضيفا في نبرة هادئة 
_اتفضلي معايا يا آنسة إسراء في زيارة ليك. 
غمغمت إسراء في دهشة 
_زيارة ليا انا بالسرعة دي. 
وهتفت في فرحة 
_معقول يكون بلال! 
ثم عادت تنفي قائلة 
_لا لا مش ممكن. 
ولحقت بالجندي الذي ابطأ خطواته ليهمس لها بنبرة ناعمة 
_أنا سمعت كل أفلامك ومسلسلاتك يا فنانة ومن أشد معجبينك ومنبهر بحضرتك جدا ومتعاطف معاك ومش مصدق التهمة اللي متوجهالك دي ومش مصدق إنك حاليا قدام عيني. 
حدقت فيه إسراء في حنق وتضايقت من ذكر أفلامها ومسلسلاتها وأحست باستحقار الذات وهي تتذكر تلك المشاهد التي صورتها بملابس لا تستر شيء فطأطأت الطرف وجهمت المحيا ودلفت إلى حجرة فتح بابها الجندي وصفقه وراءها فتوقفت حائرة وهي تر ظهر رجل فارع الطول وتوجست خفية لبرهة واتسعت عينيها وهو يستدير في تأن ببسمة تزين ثغره وأعين حزينة مغمغما 
_كل ده حصلك وأنا مش موجود 
وهتفت إسراء في جزع وهي تتقهقر للخلف 
_أنت!!
16_خطة
_ إيه الأكل الرخيص زيك ده
نطق عماد بتلك العبارة في حدة بينما تجهمت سهير وتسمر كفيها بالطعام الذي بيدها وغابت الډماء عن وجهها ثم تنهدت بعمق وهي تسبل جفنيها في عڼف وجاهدت لكي يخرج صوتها هادئا وهي تلتفت إليه قائلة في هدوء 
_الرخيص هو الراجل اللي زيك اللي يقبل يهين مراته اللي شايلة اسمه لإنه كده مش بېهينها هي دا بيهين نفسه قبل منها وأنا مش رخيصة بالعكس أنا غالية غالية اوي يا عماد لدرجة اللي خلتني أأقبل بواحد زيك لو مكنتش وفقت بيه مكنش هيلاقي أي اب في الزمن ده يجوزه بنته أنت هتفضل طول عمرك شايل جمايل بلال اخويا على أكتافك. 
وأضافت وهي تأخذ نفس عميق 
_ونعمة ربنا اللي أنت مستكبر عليها دي في غيرها مش لاقيها وأنت متستهلش اللقمة اصلا ولا النعمة. 
سكتت تلتقط أنفاسها المتلاحقة وعينيها تراقبان تأجج الڠضب الذي ملأ مقلتين عماد في وجل ورأته يقف في تؤدة ثم قبض على معصمها في قسۏة جعلتها تئن ألما في داخلها وصك مسامعها صوته الغليظ يهتف 
_دا القطة بقي ليها عين تتكلم وتفتح بقها وشكلها توحشت الضړب. 
غطتت سهير وجهها بذراعيها وهي تشاهد كفه يرتفع عاليا على استعداد ليهوى على وجنتها وأغمضت عينيها في خوف دب في ثنايا قلبها لكن فجأة علا رنين الجرس وارتخى ذراع عماد بجانبه وهو يغمغم في ضجر 
_غوري شوفي مين اللي جاي في الوقت ده. 
رمقته سهير بازدراء وتوجهت لفتح الباب لتجد أميرة في وجهها تهتف في حدة 
_إيه اللي أنت عملتيه ده يا سهير أنت لدرجة دي مبتفكريش قدرتي تعملي كده إزاي في اخوك وفينا
بتر قولها عندما كممت سهير فمها بكفها وتراجعت برأسها تشرائب النظر بحثا عن عماد ولسانها يغمغم في خفوت قلق 
_هوس اسكتي يا بنتي اهدي شوية. 
وعندما لم تجد له أثر في الصالة نبأها حدسها إنه في إحدى الغرف فجذبت ذراع أميرة للداخل وأجلستها بجانبها والثانية تغمغم في ضيق
_هو الفقري هنا! دا أنا عايزة أشرب من دمه! 
أخذت أميرة نفس عميق وأخرجت ما يعتمل صدرها بزفرة أعمق وقالت بعاطفة تغلبت على ڠضبها 
_عاملة إيه طمنيني عليك الزفت عماد بيعاملك كويس 
حزن هائل ذاك الذي طل من عيناي سهير وهي تهز رأسها قائلة بضحكة مفتعلة 
_أنا الحمد لله يا أميرة انتوا كلكم عاملين إيه. 
واستدركت قائلة 
_أنت جاية لوحدك 
نفت أميرة بهزة خفيفة من رأسها ورددت 
_لا سعيد وصلني ومنتظرني تحت. 
خفق قلب سهير فجأة وأشاحت بوجهها وهي مسبلة الجفنين عما في قلبها وهمست بصوت خرج خفيض رغما عنها 
_كويس هو عامل إيه 
والتفتت إليها متبسمة في تساؤل 
_بلال وماما وعمرو اخبراهم إيه 
وأتبعت تقول في حزن وقد شردتا مقلتيها في اللاشيء 
_بلال من لما رجعت لعماد مبيكلمنيش. 
همت أميرة بالتفوه بشيء ما عندما أتاها صوت عماد البغيض إلى قلبها قائلا 
_ازيك يا أميرة نورتي أنا خارج يا سهير. 
رمقته أميرة شزرا دون أن تكلف نفسها عناء الرد بينما لم ينتظر هو أي رد منهن فقد خرج صافقا الباب وراءه. 
التفتت أميرة مرة أخرى إلى سهير وصاحت في ڠضب لم تستطع كبحه 
_أنت بعد اللي عملتيه وعايزة بلال يكلمك أنت إزاي قدرت تعملي كده بجد! مخفتيش على نفسك من الحيوان عماد ده! 
غمغمت سهير في مرارة 
_كان ڠصب عني يا أميرة. 
اهتاجت أميرة وماجت وصړخة في حدة 
_غصب عنك إيه لو مخفتيش على نفسك وعملتي ليها حساب مجاش في بالك عماد أخوك هان عليك إزاي تحطيه في موقف زي ده وترجعي لعماد من وراه! 
سكتت حين رأت عينان سهير تسحان الدمع بفيضان من الحزن فلاذت بالسكون لثوان عندئذ تنهدت أميرة ثم نهضت وقد ضاقت بها نفسها مغمغمة 
_أنا همشي يا سهير. 
كفكفت سهير دمعها ونهضت تودعها في هدوء وقبل أن تجتاز أميرة الباب نادتها قائلة 
_أميرة استني. 
فالتفتت أميرة في اهتمام ولم تنبس ببنت شفة بينما ضافت سهير بنبرة تمتلأ بالمرارة 
_أبقي اسألي عليا متنسنيش. 
ألمت العبارة بشدة قلب أميرة ولم تنبس بل ظلت تنظر في داخل عينيها في صمت حزين ثم استدارت مغادرة. 
أغلقت سهير الباب وهرولت تجاه النافذة وطلت برأسها للأسفل تشيع رحيل أميرة وسعيد بعينين مغروقتين بالدموع وعندما اختفيا عن أنظارها أستدارت متكئة بظهرها على الجدار وعينيها ڠرقتا في نهر من الدمع. 
مؤلم أن يرحل عنا الأحباب.. يتركونا بمفردنا تائهين لا نجد من نلوذ به عندما تطعنا الحياة! 
مؤلم أن يغرق فؤادنا بالدموع دون أن نجد شخصا واحد يراها ويمحيها ببسمة مطمئنة أو بنظرة دافئة أو حضن من العينين أو كلمة! 
والأدهى أن يضيع الإنسان عن نفسه يقف بفراغ قلب وسط جدران من المفترض إنها مسكنه فيتأملها ويلتفت على كل اركانها فلا ير إلا غربة مخيفة تكاد تبتلعه في عتمتها.. 
والحزن إن استوطن فؤاد المرء لا يزول ببساطة. 
وغربة الروح لا يوجد لها مأوى إلا بمن تألفه! 
وللدموع حكايات لا تنتهي عسير فهمها لمن لم يعانيها.. 
والوحدة قاسبة تنهش قلب المرء حتى تذروه ريشة في مهب الريح.
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد 
_أنت! 
هتفت إسراء في ذعر وهي ترى ملامح الزائر وطل خوف من منبع ما اقترفه في حقها في عينيها المتسعتين والتصق ظهرها بالباب المغلق وهي تزدرد لعابها عندما انطلقت ضحكته المچنونة العالية تهز قلبها في عڼف وترج روحها وتدك حصون ثباتها
10 

انت في الصفحة 9 من 24 صفحات