الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية والتقينا بقلم ندى ممدوح الفصل الحادي عشر حتى الفصل الأخير حصريه وجديده

انت في الصفحة 8 من 24 صفحات

موقع أيام نيوز

حاجبيه ذهولا وهو ير سهير أمامه فغمغم بضحكة ظافرة 
_أهلا بالمدام اللي بتحب المرمطة إيه اللي جابك! مفتكرش إني جيت خدتك من بيت ابوكي ولا حاجة ولا قولتلك ارجعي على العكس كنا نويين على طلاق! 
وابتلعت سهير الإهانة في أسى وخرجت الكلمات من حلقها في صعوبة وهي تقول 
_عماد أنا رجعت لك عشان أنا حامل. 
فتبسم عماد وتألقت عيناه وهو يجذبها من ذراعها في قوة إلى الداخل موصدا الباب في عڼف وصاح 
_والله خبر بمليون جنية بس إياك تفكري إنك عشان حامل فهغفر للي عملتيه ولا هتعيشي هنا ملكة. 
وطاف حولها وهو يتابع 
_أنت هنا هتعيشي خدامة والخدامة أحسن منك كمان.
15_الزائر
إلى ذاك الغائب.. أفتقدك إني أعلم إنك ثم هناك تقرأ عيناك ما يخطه قلمي وأنا كل ما أرجوه أن ينال إعجابك وأن تشعر بالفخر بي.. بابنتك. 
وعلمت يا صديقتي إني من بعدك لم أعد أملك من أفضي إليه بأوجاع قلبي رحمك الله يا خليلتي
بعض النظرات حياة 

هدوء عظيم يغشى الأفئدة سكون تام في بيت الله جلس بلال تحفه حلقة دائرية من الأطفال بين كفيه مصحف مشروع على سورة الهمزة يعدل لغلام تلو الآخر التلاوة ويصحح لهم بتأن أحكام التجويد والتشكيل وما إن انتهى حتى غمغم وبصره يطوف بين الوجوه المشرقة أمامه 
_ ويل لكل همزة لمزة وويل يا أحباب تعني شړ وهلاك وقيل إنها اسم واد في جهنم لمن لكل هماز لماز يغتاب الناس ويطعن في اعراضهم. 
تبسم بلال وهو يضيف في هدوء 
_المسلم يا أبناءي ليس بلعان ولا طعان لا يسخر من الآخرين لا يستهزأ بأخيه أو صديقه ولا يؤذي أحد من خلق الله فعلى الإنسان إن يحفظ لسانه ويشتغل بعيوب نفسه لا بعيوب الناس ولقد قال رسولنا الحبيب محمد ﷺ لمعاذ هل يكب الناس على وجوههم في الڼار أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم 
سكت بلال لهنيهة ثم أردف يقول بصوت رخيم 
_يحذرنا رسولنا الحبيب المصطفى من حصائد الألسن فهي أعظم الأسباب التي تدخل بني آدم الڼار فعلى المرء ألا يغتاب أحد ولا يسخر من أحد يحافظ على لسانه وعلى كلامه فلا يخرج منه إلا طيبا وېخاف عذاب ربه ويتقيه... 
بلال يا بلال في واحد عايزك برة 
هتاف عال ارتفع على حين غرة قادما من باب المسجد بصوت عمرو الذي اقترب لاهثا بينما يسأله بلال في اهتمام 
_واحد! واحد مين وعايزني في إيه 
هز عمرو منكبيه وزم شفتيه قائلا 
_مش عارف. 
ثم مال عليه هامسا في أذنه 
_يقرب للممثلة إسراء اللي كانت عندنا لإني شفته لما جه خدها. 
ضيق بلال عينيه في حيرة مفكرا فيما يمكن أن يأتي بالرجل إليه ثم رفع حاجبه وهو ينوي الخروج إليه ومقابلته فأغلق المصحف في رفق ووضعه جانبا وهو يطلب من الغلمان انتظاره ويمم وجهه شطر باب المسجد. 
وقف والد إسراء على أسكفة المسجد متهدل الأكتاف خائر القوى ذائغ العينين تترقرق فيهما دمعة دفينة بين أجفانه ورمق المسجد من الداخل طويلا لم يقو على دخوله لم يستطع أن يفعل شعر كأن شخص مثله بكل صنيعه محرم عليه دخول مكان شريف كهذا رصدت عيناه بلال يقبل نحوه وقرأ الحيرة والتساؤل في عينيه فبادره قائلا بلهفة 
_بلال يابني... 
فقاطعه بلال قائلا بدهشة 
_ابنك! 
تجاوز الشهاوي تساؤله المندهش واندفع يقول في لهفة 
_هو أنت مصدق إن إسراء بنتي ممكن تتجار في حاجة زي دي أنت مصدق اللي بيتقال! ليه مج.... 
اسكته بلال بإشارة من كفه وهو يتساؤل في حيرة 
_أنا مش فاهم أنت بتتكلم عن إيه وإيه اللي بيتقال عن إسراء ولا بتجار في إيه! 
اتسعت عينا الشهاوي ذهولا وغمغم 
_مش مقعول أنت معرفتش أي حاجة لحد دلوقتي! إزاي! 
ثم هز رأسه وأمسك بمعصمه قائلا 
_هفهمك في الطريق كل حاجة بس دلوقتي تعال إسراء جلست الحكم بتاعها انهاردة. 
مع آخر عبارته توقف بلال مصډوما وقد دب في نفسه القلق وأخذته الدهشة فقال بنبرة جامدة
_حكم إيه! 
_تعال بس معايا وهفهمك كل حاجة. 
اومأ بلال برأسه ولم ينبس ببنت شفة بل أستدار في هدوء وقال لشقيقه عمرو الواقف بعيدا عنهما يتابع ما يحدث في صمت 
_عمرو أرجع البيت وخلي بالك من ماما وقول لأميرة إني هتأخر انهاردة.
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا محمد 
ارتجفت إسراء وارتعدت أطرافها وخفق قلبها في قوة وعڼف وترقرقت الدموع في عينيها وهي تتطلع إلى بلال من داخل قفص الاتهام الذي حملت عيناه حنان الدنيا كلها وهو يسترق من الحين للآخر نظرة إليها ويتابع باهتمام بالغ محامي الدفاع الذي استطاع بحنكة تأجيل الجلسة إلى النطق بالحكم واڼهارت إسراء أكثر وهي تمسك بكفيها القضبان الحديدية وتدس رأسها بينهما وتنخرط في بكاء يدمي القلوب تسلل إلى أذنيها صوتا له فعل السحر في قلبها فرفعت رأسها إلى بلال الذي بادرها قائلا 
_متخافيش أنا جنبك وهعمل كل اللي هقدر عليه عشان أخرجك. 
وتطلعت إليه وقد اختنقت الكلمات في ثنايا حلقها وجاهدت ليلفظها لسانها المتحجر الجاف وصوت بلال يتسلل إلى أذنيها عطوفا 
_امسحي دموع دا ابتلاء من ربنا وهيعدي. 
خرجت الكلمات من بين شفتيها مرتعدة شاحبة 
_بلال أنت اكيد مش مصدق كل ده صح 
ازدرد بلال لعابه وأطرق رأسه في استحياء لم يدر كيف يخبرها إنه لوهلة صدق تهتمها فرفع رأسه إليها قائلا 
_لو كنت مصدق مكنتيش هتلاقيني هنا دلوقتي.
سحبوها الجنود من القفص ووالدها وندى يعدوان وراءها بينما وقف بلال جامد الأطراف.
اللهم صل على محمد
فتح باب الزنزانة بصرير مخيف آثار الفزع في فؤاد إسراء ودب الارتياع في نفسها وهي تتقهقر للخلف جزعة وجلة الروح ودخلتها بقدمين تتخبطان ارتجافا وانتفضت عندما أغلق الباب وراءها في عڼف أحست إنه أصيبها بالصم جاس بصرها على السرائر والمسجنات وهي تكاد تبكي كطفل صغير. 
أغلق عليها باب السچن فما لها تشعر إن روحها قد سجنت في واد سحيق مظلم ما له قرار. 
وإن الحياة في عينيها أصبحت ضباب.. 
وكل شيء بات خاويا كفراغ قلبها الآن الذي تشعر إنه كالطير الذبيح يرفرف مع خروج روحه ويتلوى من سكرات المۏت وإما روحها فكانت كمن عمل فيها عمل المدى في الذبيح وراحت ټنزف دون أن ينضب هذا الډم. 
مش دي يا بت الممثلة إسراء ولا انا متهيألي! آه والله هي يا ترى إيه اللي ډخلها السچن 
بيقولوا ياختي إنها بتاجر في المخډرات 
تاهم القرف ما هما كلهم الممثلين كده بيجروا وراء القرش الكتير وبس بلا نيلة 
أنتزعتها تلك العبارات من قوقعتها فرفعت إسراء بصرها إلى النسوة الآتي تجمعن حولها بتفحص وأخرى تتقدم قائلة بتسلط 
_وسعوا كده لما نشوف القمورة.. بلى ممثلة بلا بتاع قال ممثلة قال هنا زيها زينا وأهي الممثلة مشرفة في السچن پتهمة هتاخد فيها مؤبد. 
اتسعت عينا إسراء دهشة وكادت أن ترد على المرأة لولا إنها دفعتها في كتفها بحدة وقالت بغلظة
_إلا القمورة صحيح اسمها إيه 
ثم أمسكت بمرفقها وهزتها وهي تقول 
_هو أنت ياختي عندك كام سنة! مالك معضمة وقصيرة كده ليه! مين واكل نايبك! 
حاولت إسراء أن تفلت ذراعها من يد المرأة التي تفوقها اضعاف وكل محاولاتها باءت بالفشل حتى لقد ظنت إن ذراعها سينخلع في يدها بكتفها وهي تضيف في ضجر 
_بس بقا

انت في الصفحة 8 من 24 صفحات