رواية والتقينا بقلم ندى ممدوح الفصل الحادي عشر حتى الفصل الأخير حصريه وجديده
دلوقتي وراحتي..
قاطعها بلال قائلا في إنفعال
_مش عاوز اسمع اي حاجة عن حياتك اللي فاتت كله ماضي وتنسى فبلاش تتكلمي ف اللي فات أحسن.
هزت إسراء رأسها وتقابلت عيناها الدامعتين بعيناه وهي تهمس في صوت شبه باك
_الماضي عشان يتنسى لازم ذكريات تمحيه وعشان اعمل ذكريات جديدة لازم اتكلم لازم اطلع اللي جوايا.
_الكل بيحسدني على كل اللي كنت فيه من مال وشهرة ونجومية مفكريني كنت عايشة فعلا..
صمتت تهز رأسها بضعف وهي تستأنف
_أنا فعلا كنت عايشاها عارف شعور إن تكون نجم كاميرات حواليك في كل مكان الناس متحلمش إنها تشوفك إلا في التلفزيون الكل محتاج موعد ومعجزة عشان يقابلك! دا شعور بيخلي الإنسان بيحس بالكبر والزهو.
_إنك بتلبس أغلى لبس وأحسن لبس وافضل خامات وأسوء أقمشة وكله عادي اللبس المكشوف عادي الشعر المكشوف عادي خروجات إلى أغلى وافخم الأمكان سفر لأي حتة عادي ما هي فلوس كله كان بيحسدني على ده بيقولوا يا بختها عايشة حياتها ومعاها فلوس كتير تقدر تعمل اللي هي عايزه كله بيحسدني إني بضحك ومبسوطة مفكرين من قلبي بس لأ..
_لو يعرفوا شعور الراحة والسعادة اللي أنا حاسهم دلوقتي مكنش حد حسدني على اللي عشته زمان لو يعرفوا معنى لذة السجود كانوا حسدوني عليها لو يعرفوا معنى الحب الحقيقي مكنش حد أهتم بجمع الفلوس وفضل طمعه عاميه أنا معاك عرفت يعني إيه حياة! يعني إيه أمان وحب واحتواء! يعني إيه حد ېخاف علي ويقولي ده صح وده غلط حد يوعيني..
_أنسي إسراء الممثلة أنت دلوقتي واحدة تانية إسراء اللي زيها زي اي حد من حقها تحب وتتحب من غير ما حد يكون مراقب خطوتها من غير ما تصحى كل يوم وتلاقي الجرايد والصحف والمجلات بتكتب عنها أنت دلوقتي مراتي وبس.
_أنا خلاص نسيتها ومش هفتكرها تاني هفتكر بس إني إسراء مرات بلال أنا.. أنا معاك بتعامل بتلقائية غريبة لدرجة اوقات ببقى مستغربة نفسي ممكن عشان بحبك.
تبسم بلال من تصريحها ثم راعه إنها ابتعدت في عڼف تفر منه باحثة بعينيها عن شيء لم يعرف كنهة لثوان حتى قالت
فتعالت ضحكاته في مرح وهو يناوله لها قائلا
_اهو محدش خده لما تحبي تهربي مني مرة تانية أبقي دوري على حاجة تقنع..
وضحك مجددا بضحكات امتزجت بضحكاتها الخجلة خيم عليهما الصمت مليا بددته إسراء وهي تقول في تذكر عابس
_بلال أنت ليه كنت بتقول علي إني بلوة..
وتذكرت يوم إن قال لها لإنك بلاء مش بيسيب صاحبه فرددتها على مسامعه وهي تغمغم في حنق
_أنا بلاء بالنسبة لك يا بلال!
أستدار لها بلال برأسه فلانت ملامحها العابسة مع نظراته الثاقبة المتمعنة وقال وهو يلتقط كفيها في راحتيه بحنو
_إن كان لكل ابتلاء عوض زيك فيا مرحبا بكل الابتلاءات.
أستغفر الله العظيم وأتوب إليه
استندت عايدة على يد أميرة وهي تغادر بيت الشهاوي ولحقت بهمن سهير وهي تبحث عن عماد الذي لم تجد له أثرا في أي مكان وشيعهما محمد وندى إلى أسفل البناية تلفتت سهير حولها في المكان حتى لمحته يقف مع مدحت قريب إسراء ورب عمل زوجها فتقدمت منهما وقبل أن تصل تناهى لها قول مدحت في حدة غاضبة
_دا آخر كلام عندي يا عماد فلوسي اللي سرقتها ترجع لي والنهاردة قبل بكرة واحمد ربنا إني مبلغتش عنك ولا فضحتك قدام اهل مراتك احتراما ل إسراء بس واهل بلال اللي مشفناش منهم إلا كل خير ... كان ممكن اديلك اللي أنت عايزه واكتر..
وصړخ وهو يتميز ڠضبا
_لكن تسرق فلوسي اللي أمانتك عليها لأ أنا ممكن أسامح في أي حاجة إلا السړقة وبعدين دا انا مكبرك ومخليك دراعي اليمين وعليتك وسط العمال وخليت ليك كلمة وأديتك راتب يفوق راتبك الحقيقي وفي الاخر ده جزاتي!
شحب وجه عماد وظل متسمرا لا يقو حتى على التفوه بحرف واحد وشهقت سهير وهي تكتم فمها وهمست لنفسها پصدمة وقد سال دمعها على وجهها في غزارة
_سرقة! كان بيسرق كان بيأكلني من فلوس حرام! كلت من فلوس حرام يا سهير دا انت اخوك كان بيشتغل ويقد ويشقى ليل نهار عشان يأكلك لقمة حلال في الآخر تدوقي مال حرام.
وادركت خطأها
كان يجب أن تستمع لرفض اخيها..
ليتها لم توافق على تلك الزيجة..
ليتها لم تعود له...
هذا جزاء تشبثها بمن لا يستحق..
ولم تصدق إنها تناولت طعام من مال مسروق وإن امعاءها تتلظى على ڼار الندم والحسړة ليتها تستطيع تقيؤ كل ما دخل في جوفها.
أحست بالدنيا تميد بها وإن ظلام حالك قد أكتنفها من رأسها حتى أخمص قدميها وإن الحياة بكل اتساعها لم تعد تسع لها ولا تريدها كأنما نبذتها هذا هو قرارها قرار الخۏف من الناس قرار كلمة عنوسة قرار اودى بحياتها إلى الچحيم.. چحيم عماد.. چحيم الزل والمال الحرام.
ما أقسى أن يبكي قلب المرء فهو بكاء لا يرى ولا يمحى كبكاء العينين..
ما اسوء أن يندم المرء على عمر أنقضى وهو لا يزل صريع القرار هاويا من جرف هار فانهار به في مكب الآلام.
ليت الندوب تندمل..
ليتها تطمس ولا يكن لها أثرا كالثقب الفارغ في سويداء الفؤاد.
عادت إلى منزلها وقد سقط في يدها شاردة الفكر والبصر كتمثال يحركه أحد كيفما يشاء وبلغها نحنحت عماد التي بدت لها كبركان مخيف عجزت عن النجاة منه فطالها ناره ثم سمعته يقول بصوته البغيض المتهدج
_أ.. اومال مالك يا سهير حاسك مش فرحانة فيك إيه!
فأستدارت له وعلى ثغرها شبح بسمة متهكمة وقالت في سخرية
_في إيه! أنت بتسأل! أنا إزاي كنت غبية كده ورضيت اعيش مع واحد زيك..
بتر عماد حديثها عندما قبض على مرفقها في قسۏة وهم أن تنفرجا شفتيه عن عبارة ما لكنها لم تتح له الفرصة وهي تفلت ذراعها منه متقهقرة للخلف وهتفت في ثورة من الڠضب
_إياك إياك تتكلم أو تفتح بقك مبقتش أطيق سماع صوتك خالص بقيت بكرهك وبكره صوتك وبكره اليوم اللي وافقت فيه عليك.
ربتت على قلبها كأنها تواسي نفسها تطبطب عليه كي يقف عن البكاء أن تزول عنه الحسړة وتابعت في مرارة
_كانت غلطتي أنا اللي وقفت في وش اخويا وأصريت على واحد زيك انا استاهل أنا اللي وحشة وفكرته مش عايز يفرح بيا طلع كان اكتر واحد خاېف علي حتى اكتر من نفسي.
اقترب عماد منها مذهولا لكنها أوقفته بإشارة من كفها وصړخت
_متقربش متقربش بتسرق بتاكلني حرام طيب أنت رديت على نفسك تاكل حرام ومخوفتش من ربنا أنا ذنبي إيه! ذنب ابنك اللي في بطني إيه! أنت بتحط