الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية والتقينا بقلم ندى ممدوح الفصل الحادي عشر حتى الفصل الأخير حصريه وجديده

انت في الصفحة 16 من 24 صفحات

موقع أيام نيوز

ما أنا بقطع حلو اهوه! 
ومط شفتيه في ضيق بين فدفعه بلال برفق وهو يقول في صرامة 
_طب كمل يا خويا يلا. 
تابع عمرو تقطيع الخضروات وتنحنح في توتر قبل أن يقول في صوت خفيض
_بلال هي سهير خلاص مش هترجع تاني لعماد وهتفضل معانا هنا! 
سأله بلال مراوغا 
_أنت عايزها ترجع ولا إيه 
جهم عمرو المحيا وظهر الإشمئزاز على وجهه وهو يهتف مستنكرا 
_ترجع! لا طبعا انا اصلا مش بحب عماد ده. 
الټفت بلال برأسه غامزا وهو يقول 
_ومش هترجع خلاص كلها بكرة وهتطلق منه. 
ثم اردف يقول وهو يشير إليه قائلا 
_يلا قوم رص الأطباق وقعد ماما. 
اومأ عمرو برأسه إيجابا وهو يهب واقفا وهرول تجاه أمة وأمسك كفها مقبلا إياه بكل ود وهو يقول بصوت رخيم 
_يلا تعالي يا ماما عشان تاكلي جهزنا الفطار. 
كفت أمه عن ترديد الصلاة على النبي ﷺ وهي تقبل جبهته وتقف وهي تستند عليه بينما هو يسندها بكل رفق حتى أجلسها في حنان وقرب منها الأطباق وناولها الخبز في يدها قائلا 
_كلي يا ماما لحد ما أجيب ميه. 
ف أجابه بلال وهو يجلس بجانبها 
_روح أنت وملكش دعوة. 
قالها بمرح وبدأ في إطعام والدته وقد كان لا يضع لقمة في فمه قبل أن تشبع هي لا يكل ولا يمل من إطعامها بيديه كانت راحتها هي كل راحته وسعادته سألته أمه في اهتمام وهي تبتلع ما بفمها 
_البنات اتاخروا كده ليه يا بني! 
أجابها بلال وهو يدفع في فمها لقمة أخرى برفق 
_متقلقيش عليهم يا ماما دلوقتي يجوا. 
ومضى بمخيلته يوم بحثه عن عماد حتى وجده يجلس في إحدى المقاهي يحتسي كوبا من الشاي بكل برود أعصاب كأنه لم يتسبب في إجهاض زوجته ونقلها إلى المستشفى بل وينفث دخان تبغ قابع بين إصبعيه في هدوء عجيب فتراقصت شياطين الڠضب امام عينيه وهو ينقض عليه لكما وركلا بثورة من الڠضب الذي لم يعهده فيه وقد توقع إن يأبى عماد تطليق اخته لكن راعه إستسلامه وموافقته السريعة وقد تم ووافقا على الطلاق وحددا يوما له.
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد 
مضت الأيام على سهير معتمة لقد خرجت من چحيم لتواجه چحيم آخر چحيم المطلقات حيث لم تدعها ألسنة الناس ولم يكفون عن إلقاء الإشاعات عنها لكنها هذه المرة لم تهتم لم تلقي بالا لأقولهم وذرتهم يتقولون كيفما شاؤوا ما هي إلا أيام وتمضي اليوم ها هي هنا في قاموس الأحياء وغدا مهما طال ستكون من جملة الأموات. 
لذا فلا الدنيا ولا الناس سيشغلناها بعد الآن! 
كانت تسير في النادي برفقة زوجة أخيها إسراء التي كانت لها الفضل الكبير في نبذ حالة الحزن والأكتئاب التي سيطرت عليها عنها ربما قد تسللت بين شغاف قلبها هموم لا مناص منها. 
أنت هتفضلي انهاردة اليوم كله سرحانة كده يا سهير! 
قالتها إسراء بإشفاق وهي تبصر حالة سهير فتتجلى في عينين سهير نظرة حزينة وبصوت يقطر هما قالت بنبرة شبه شاردة 
_غالبا اتكتب علي الحزن يا إسراء! 
وتنهدت وهي تسترسل في حديث يفطر القلب 
_اتجوزت عشان اهرب من كلمة عانس فلحقتني كلمة المطلقة! المطلقة اللي انظار الاتهام عليها في كل خطوة تخطيها برا بيتها! الناس بتاخذ من المظاهر وتتكلم ميهمهمش جوانا إيه ولا بواطن البيوت فيها إيه! 
قالت إسراء وهي تلف ساعدها على كتفها 
_يا بنتي فكك بقا من الناس لو فضلنا عمرنا كله شيلين همهم مش هنجتاز مشاكلنا أبدا ارميهم وارمي كلامهم وراء ضهرك كأنهم مش موجودين. 
ثم ضحكت بخفة قائلة 
_وبعدين دول مسافة ما عرفوا إنك هتطلقي ومبطلوش كلام رغم إن لسه الطلاق متمش رسمي متشيلش ولا تشغلي بالك بحد. 
ثم جلسا على إحدى الطاولات وضمت إسراء كفها في راحتيها وأردفت بنبرة حانية 
_أنا متأكدة يا سهير إن ربنا هيعوضك هيرزقك بزوج ينسيك عماد وينسيك كل مرارة حزن تسربت لقلبك.. وبعدين إحنا نبدأ نحفظ قرآن سوا وتيجي معايا المعهد اللي بحفظ فيه. 
رمقتها سهير بنظرة حزينة قبل أن تبتسم شبه ابتسامة هادئة وتلوذ بالصمت دون أن تعلق.
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد 
طرق خفيف على الباب جعل بلال يهب واقفا ويفتح مستقبلا أخته ببسمة مشاكسة قبل أن تدلف إسراء سد الطريق عليها بذراعيه وجسده وهو يغمغم 
_كتكوتي رايحة فين من غير ما تسلم علي
قاطعته إسراء متهجمة المحيا وقد اتسعت عينيها دهشة وهي تردد في ذهول 
_كتكوتك!!! 
وهتفت باستنكار 
_إيه كتكوتك دي 
رفع بلال حاجبيه وهو يقول في دهشة 
_إيه ده يا كتكوتة مش عجبك دلع كتكوتي! 
غمغمت إسراء وهي تدب قدميها في الأرض 
_تاني يقولي كتكوتة! يعني بالله عليك ملقتش أي دلع غير كتكوتة! ليه خلصت الأسماء كلها.. أأقولك شكرا مش عايزة منك أي دلع خالص.. ماله اسمي زي العسل! 
أطلق بلال ضحكة عذبة مرحة وقال 
_يا بنتي ما أنت اللي شبه الكتاكيت كده إيه ذنبي أنا! 
تبسمت إسراء في رقة وقالت له بصوت رقيق 
_تعرف يا بلال كنت مسمياك إيه لما شوفتك أول مرة! 
تأجج الفضول بداخله ودنا بوجهه من وجهها وهو يسألها في شغف 
_إيه يا كتكوتي! 
تلاشت بسمة إسراء وهي تدفعه من كتفه قائلة 
_بلال المتوحش! 
ومالت لتمر من أسفل ذراعه بينما هو يصيح 
_متوحش! أنا متوحش! وحش أما يلهفك يا شيخة.
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد 
جالس على حافة الشرفة تتدلى إحدى قدميه بينما الأخرى مثنيه أمامه غائب الفكر مهموم البال منشغل القلب يسند رأسه إلى الوراء وقد أسبل جفنيه عن حزن عميق لم يعرف كيف يواريه فأطبق جفنيه عساهما تفعلان. 
ولدن الباب وقفت أميرة تراقب أخيها سعيد بهم يجثم على صدرها وبحزن طغى واستحوذ على قلبها وبقدمين مثقلتين تقدمت إليه ووضعت كفها على كتفه في هدوء وقالت بعطف 
_هتفضل كده لحد أمتى! 
واستدارت تواجهه وهي تسأله سؤال مبهم 
_أمتى ناوي تاخد خطوة! 
زفر سعيد بضيق وتحاشى النظر إليها بينما تابعت هي بتنهيدة 
_يا سعيد هي ضاعت منك مرة متسبهاش تضيع من أيدك تاني. 
فغمغم سعيد بنبرة يقطر منها الأسى 
_مش أنا اللي بضيعها يا أميرة هي اللي مش ليا! 
فمينفعش امسك في حاجة مش ليا مينفعش أحبها. 
زمت أميرة شفتيها واكفهر وجهها وهي تقول بحنق 
_مينفعش إيه يا بابا! مش معنى إن أنا وبلال اخوات في الرضاعة يبقى مينفعش تحبها مين قال كده وبعدين أنت سألت في الموضوع! بټفتي وخلاص! 
هب سعيد واقفا وغادر الحجرة وهو يقول بضيق 
_بس بقا يا أميرة انا مش ناقصك مش هتفهميني!. 
شيعته أميرة بنظرات ضيقة ثم أخذت نفس عميق وهي تتمتم 
_بس انا ناقصني فرحتك يا سعيد ولمعت الراحة في عينك وهسأل واعرف حرام ولا لأ وبإذن الله لأ.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد 
تم الطلاق في هدوء عجيب وبموافقة كلا الطرفين وغادر المأذون وقام عماد من مقعده وهو يخرج ظرفا من جيبه ألقاه على الطاولة وأشار برأسه نحو بلال وهو يقول 
_أنا عارف إني مكنتش الزوج اللي تتمناه لأختك بس قلت اعمل معروف معاك واظهر لك حقيقة البت اللي ناوي تتجوزها قبل ما يفوت الأوان. 
تناول بلال الظرف وهو يهب واقفا ويقذفه في وجهه صائحا 
_البت اللي بتتكلم عنها تبقى مراتي دلوقتي أمشي اطلع برا بيتي بدل ما اخد روحك.. 
بسمة لئيمة برزت على زاوية ثغر
15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 24 صفحات