الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية والتقينا بقلم ندى ممدوح الفصل الحادي عشر حتى الفصل الأخير حصريه وجديده

انت في الصفحة 17 من 24 صفحات

موقع أيام نيوز

عماد وهو يقول قبل ان يستدير منصرقا 
_أنا ماشي فعلا وهسيب لك الظرف لما تشوف اللي جواه هتدعيلي سلام. 
وبينما هو يعبر الباب ألتقت عيناه بعينين سهير فتوقف ساكنا لوهلة ثم أخفض عيناه واطرق برأسه وأسرع في خطواته للخارج كالجندي الذي عاد من حربه خاسرا منكسرا. 
وربتت أميرة على سهير التي ضمتها باكية وغمغمت 
_خلاص يا سهير اتخلصتي منه على خير يا حبيبة قلبي كان غلطة وراحت المهم نتعلم من تجاربنا ونختار صح بعد كده. 
فض بلال الظرف فبصر بداخله صورا أسرع يخرجها ورآها واحدة تلو الأخرى وقد تكدر وجهه وخيل إليه إن قلبه قد توقف عن النبض لقد كانت الصور تحوى زوجته وشاب بصور فادحة طعنته بسهم مسمۏم في صميم القلب وقد زال السهم ولم يزل أثره فقد سرى السم في أوردته. 
وجلس وقد شل جسده برمته دلفت في تلك الأثناء إسراء وهي تهتف 
_بلال مالك مطلعتش ليه لحد الآن بتعمل إيه! 
وهالها مرآه بهذه الحالة البائسة وقد اكتحل وجهه بالهم وامتقع لونه فهرولت إليه في هلع وهي تردد
_بلال مالك في إيه إيه اللي حصل! إيه اللي في ايدك ده! 
همت أن تلتقط من بين يديه الصور لولا إن إنتفض على إثر لمسته كمن لدغته حية فتقهقرت للخلف مصعوقة وهب واقفا وقد اشټعل الڠضب في صدره وأطلت من عينيه نظرة قاسېة جعلت قشعريرة تسري في جسدها وألقى الصور في وجهها وهو يهدر 
_بتستغفليني! بتستغفليني يا إسراء وعاملة فيها الشريفة! 
لم تقو على الرد وإن طفقت دموع عينيها تترى بينهما هو يتابع باحتقار 
_بس أنا اللي غلطان هستنى إيه من وحدة زيك كل حياتها شمال! 
أطرقت برأسها تنظر إلى الصور التي جعلته بتلك الحالة التي لم تتلقاها منه يوما واتسعت عينيها حتى بلغتا الذروة وهي تميل تجمعهم واحدة تلو الأخرى وقلبتهم امام عينيها وهي تقول وعينيها تهطلان 
_الصور دي جبتها إزاي! صدقني مش زي ما انت فاهم هفهمك كل حاجة! 
لكنه حدجها بنظرة قاسېة وقال وقد قسى صوته 
_الصور دي حقيقية ولا لأ! 
فنهنهت وخرج صوتها متهدجا من البكاء 
_اسمعني عشان تفهم
فقاطعها صارخا وهو يضرب الطاولة بقبضته 
_بقولك الصور دي حقيقة ولا لأ هو سؤال واحد وجوبيني. 
فسكتت تسكب دمعها وتعالا نحيبها وهي تهز رأسها بالإيجاب ببطء فكست وجهه حمرة قانية من شدة الڠضب ورمقها بنظرة إزدراء وهو يقول بصوت بدا لها كأنما يأتي من مكان سحيق 
_أنت طالق مش عايز أشوف وشك تاني. 
بعض الكلمات لأشد ألما من طلقات الړصاص بعضها يلتصق في خلد المرء فلا يكاد يبرحه كمن أصابه مس من الجن شرعت إسراء تهز رأسها مرارا وتكرارا وهمست بصوت خفيض متشنج من إثر البكاء 
_لأ لا يا بلال متظلمنيش أنت عمرك ما كنت ظالم بلاش تظلمني أنا. 
هتف بلال في سخرية 
_أنا اللي ظالم! متقلقيش مش أنا. 
وغادر الحجرة في خطوات سريعة كأنها تعدو وهو يقول لأختيه الآتين تقفان عند الباب ملتاعتين 
_عاوز ارجع من برا متكنش موجودة. 
كادت سهير أن تمسك بكتفه وهي تناديه في لوعة لكنه ازال كفها في حدة وخرج صافقا باب البيت وراءه فأسرعت هي وأميرة نحو إسراء التي أنغمست في بكاء يشطر القلب وقد ضمت جسدها بذراعيه فلاذت بهن قائلة 
_أنا مظلومة والله هو مرديش يسمعني ليه! 
ضمتها سهير إلى صدرها بشفقة وربتت على ظهرها وهي تقول 
_هيهدي ويسمعك يا إسراء بس كفاية عياط... 
هتفت إسراء بشهقات متتالية تدمي القلب 
_دا طلقني يا سهير طلقني من غير ما يسمعني هقول إيه! حكم علي من قبل ما يعرف الحقيقة. 
تمتمت سهير في عطف 
_هيهدي ويسمعك ويردك يا إسراء استنيه لما يرجع واتكلمي معاه. 
صدح صوت عايدة وهي تقبل من الصالة مستندة على عمرو تقول في نبرات قاسېة 
_تستنى إيه! لا كفاية كسرة ابني لحد هنا الجوازة دي انا مش عايزها ولا هي البت اللي اتمناها لابني الحمد لله جت من عند ربنا احمدك يارب. 
شهقت إسراء في صدمة ثم ركضت من أمامهن منصرفة.. 
لقد انتهى كل شيء دون أن يبدأ. 
ستفارقه حينا من الدهر.. 
أو ربما الدهر كله..
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد 
ترجلت ندى من سيارتها بعد ما توقفت بها على جانب الطريق وعبرت مدخل البناية التي تقطن فيها إسراء متهيأ للخروج معها لشراء بعد مستلزمات الأخرى وهي على يقين إنها قد عادت من منزل بلال وارتقت درجات الدرج في هوادة وهي منشغلة في هاتفها ثم توقفت أمام الشقة المنشودة ومدت كفها لترن الجرس فتسمر كل ما فيها وقد تناهى لها صوت الشهاوي يهتف في فرح 
_جدع يا عماد جميلك ده مش هنساه طول عمري. 
اطلق ضحكة ظافرة ثم أتبع يقول 
_هحولك في أأقرب وقت باقي المبلغ اللي اتفقنا عليه. 
ثم استدرك في اهتمام 
_بس أنت متاكد إنه هيشوف الصور! 
ثم سمعت تنهيدة ارتياح ندت عنه قبل أن يقول 
_طيب طيب تمام كل حاجة هتبان دلوقتي لما تيجي أنا متأكد إنه هيطلقها ويبعد عنها وكده ابقي عملت اللي علي يلا سلام. 
فعلمت أن الشهاوي يضمر شيئا ويحيكه.. 
شيئا سيدمر رفيقتها.. 
وهي لن تسكت.. 
لن تجلس عاجزة تشاهد اڼهيار تلك العلاقة.. 
فطرقت الباب في عڼف وما كاد يفتح وتقع عيناها عليه حتى هتفت به في ثورة من الڠضب 
_أنت ناوي على إيه! 
فتلاشت بسمته التي كانت في استقبالها ودمدم مرتبكا 
_تقصدي إيه! 
فتجاوزت عن الرد على سؤاله وأفصحت بحدة 
_أنا سمعت كل كلمة قولتها وهروح حالا ابلغ إسراء مش هسمح لك تدمرها أنت اب إزاي بجد! 
فقبض بقسۏة على ذراعها وهو يهددها زاجرا 
_ابقي فكري تعمليها كده وهبعدها عنك ليوم الدين ومش هتشوفي وشها تاني أنا بعمل كل ده لمصلحتها أنت مفكرة إني هقبل بشاب فقير تعيش معاه في غلب طول العمر! بعد ما كانت بتاكل الشهد وعايشة في السما وطلباتها اوامر بتتفذ في غمضة عين! 
انتشلت ندى ذراعها منه بكل قوتها واستدعت ثباتها الواهي وهي تدافع عن صديقتها بكل بسالة 
_يبقي متعرفش بنتك يا محمد يا شهاوي لو مفكر أنك لو بعدتها عن بلال فهترجع للتمثيل يبقى بتحلم إسراء مسبتش التمثيل والشهرة والغنا عشان بلال إسراء فاقت لنفسها وسبتهم لله وحدة أأقولك حاجة كمان! 
سكتت تلتقط أنفاسها وتتفرس فيه النظر فرمقها بنظرة ثاقبة وهي تستطرد 
_كل قرش كان في حساب بنتك خدته من التمثيل تبرعت بيه لدار أيتام. 
وكانت الطآمة الكبرى لجشع محمد الشهاوي إذ جحظتا عينيه وفغر فاه في ذهول وردد في ارتياع 
_مش ممكن أنت بتقولي إيه! 
فاومأت ندى ببطء ثم اولته ظهرها وهي تردد بغلظة 
_زي ما سمعت رايحة الحق اللي عايز تنهيه. 
وأسرعت تهبط الدرج على عجل ولحق بها محمد الشهاوي صارخا 
_استنى يا ندى بلاش تقوليلها أي حاجة إسراء لو عرفت هتكرهني.. بلاش تهدي كل اللي ببنيه عشانها.. 
لكنها لم تلتفت إليه وهي تعبر بوابة البناية وأخذت تعدو نحو سيارتها وفتحت بابها وكادت أن تجلس وراء عجلة القيادة لولا أن صك أذنيها صوت صرير سيارة مسرعة وصړخة عالية بأنين مخيف كأن شخص يحتضر ثم دوي هائل صم اذنيها لأرتطام جسد بالأرض فأخرجت النصف الآخر من جسدها وهي تشهق وما أن ابصرت محمد الشهاوي ملقي أرضا بين بركة من الډماء وسيارة تقف على مقربة منه راح سائقها يغادرها
16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 24 صفحات