الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية والتقينا بقلم ندى ممدوح الفصل الحادي عشر حتى الفصل الأخير حصريه وجديده

انت في الصفحة 18 من 24 صفحات

موقع أيام نيوز

في ړعب صړخت وهي تعدو نحوه 
_عمي محمد.
20_فراق قلبان
أهيم .. وقلبي هائم .. وحشاشتي
تهيم .. فهل يبقى الشقي المبعثر 
وهل يهتدي غاو أضاع حياته 
بحيث يضيع الطامح المتجبر 
وهل تسكن الدنيا ويسكن صرفها 
ويسكن هذا النابض المتفجر 
وهل تطفيء الأيام نيران ظلمها 
وتطفأ ڼار في دمي تتسعر
أ. محمود شاكر 
تأتي على المرء لحظة يكون فيها على شيء حالك السواد في وجهه هائما في الطرقات يبحث عن ضالته فما يجد إلا وحوش الهم في انتظاره فيولي مدبرا يفر بقلبه منها لكنها تلاحقه ولا تهدأ حتى تستقر في السويداء من قلبه فتحيل حياته چحيما. 
لم يصدق بلال إنها قد خدعته وهو الذي قدم لها قلبه مطمئا وأسبغ عليها بكل حنان قلبه ولم يبخل قدم لها قلبه فإذا بها تعيده حزينا كئيبا فارغا.. 
أو إنها أعادته!
هل عاد قلبه إليه حقا أم بقى معها! 
لم يدر كيف خانته بكل تلك البساطة أم كانت الخېانة من طبعها وهو الذي ران على قلبه العمى! 
كان ينهب الطرقات بسيارته دون هدى لم يهتدي لسبيل يؤويه إلا بيت الله فأوقف سيارته أمام المسجد وغادرها بقلب مثقل بالهموم التي جعلت قلبه يشيخ في تلك الأثناء كانت إسراء تسير وسط السائرين وفي زحام من الناس تبكي حبا لم تناله وتبكي قلبا ېنزف من ندبة ستظل باكية إلى آخر رمق في جوفها ليت الدموع ترحمنا.. 
ليتها تدرك إنها تجعلنا نعاني.. 
مؤسف أن يهيم المرء بين الناس باكيا بقلب يرفرف كالذبيح وروح تهيم دون أن يجد من يواسي كادت أن تدلف إلى بنياتها لولا ذاك التجمهر الذي جذب عينيها إليه كالمغنطيس فكفكفت دمعها سريعا وأقبلت نحو الملأ بقلب يخفق بالړعب وقد أنبأها حدسها إن شيئا سيء سيكون من نصيبها لا تدر لما قدميها كانتا تسيران ببطء شديد وأنسلت بين الناس وهي تشرأب برأسها وفي هلع اتسعتا عينيها اول ما وجدت أبيها هو ضحېة هذا التجمهر فأطلقت صړخة شقت قلبها إلى نصفين وهي تهرع إليه حتى تم اسعافه سريعا وجلست هي ورفيقتها أمام حجرة العمليات باكيتين ثم فجأة ضمتها ندى وتعالا نحيب الإثنتين يبكي الصم الصلاب ويدمي اعتى القلوب تكالبت نوائب الدهر عليها بلا هوادة.. 
بلا رحمة.. 
أو شفقة.. 
وهي ذات قلب هش.. 
ينوء من أي طآمة تعتريه..
والأدهى إنها أضحت وحيدة بقدر اتساع الحياة بمن فيها.. 
فلا ضير إذا من البكاء عساه يخفف من أهات نفسها.. 
ومن بين شهقات متتالية وبصوت مبحوح همست پألم يشوبه حزين دفين 
_بلال طلقني يا ندى.. 
ثم أبتعدت عنها ناظرة إلى عينيها مباشرة وأتبعت بصوت يفلق الحجر 
_فاكرة آخر فيلم صورته مع الممثل علي الصاوي وقتها أنا لما فوقت لنفسي مكملتش تصويره وفسخت العقد بعض المشاهد اللي كانت مصورة فيها متنشرتش طبعا بس معرفش إزاي بعض صور المشاهد دي وصلت لبلال وطلقني. 
سكتت تنتحب وتشهق بقلب يحتضر ثم أردفت تقول 
_بلال... طلقني من غير ما يسمعني ومن غير ما اوضح له وقالي مش عايز أشوف وشك تاني بلال اتخلى عني يا ندى. 
دفنت وجهها ورفات فؤادها بين كفيها تواري دمعا بات يرهق نفسها وېقتل روحها تداري حبا لم تأخذ منه إلا الشقاء والعڈاب والدموع. 
أحتضنتها ندى وقالت بعينان تذرفان 
_هوني على قلبك يا إسراء بلال هيهدى ويرجع لك وعمي محمد هيخف. 
لكنها قالت وهي تتشبث بها وتغرز أظافرها في ملابسها كمن ينهش في أحزانه علها تغادر 
_ليه كل ده بيحصل معايا يا ندى أنا مش وحشة للدرجة دي كل اللي اتمنيته من ربنا حياة هادية سعيدة بس ليه بيحصلي كل ده انا مبقتش قادرة اتحمل حاسة إن قلبي هيقف من الۏجع ده لو بابا حصل له حاجه انا ھموت انا عارفة إن هو مش الأب الكويس بس دا أبويا ومليش غيره. 
ربتت ندى على ظهرها وشددت من عناقها وهي توازيها بكاءا. 
كم ودت لو كان بلال بجانبها في تلك الجائحة لو يطمئن قلبها ببسمة من محياه لكن أنى لها به الآن! 
رحم الله قلب بالدموع بات ينبض.. 
أعان الله كل مبتلى بداء القلوب.. 
انطفأ سراج قلبها فما عاد له نور.. 
فرحمة الله على قلبها حتى يهدأ.. 
رحمة الله على دمع يتنزل بلا مرفأ يضمه..
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد 
ماذا لو كانت الحياة متوقفة على كلمة طبيب ونجاة إنسان 
ماذا يحدث لو توقف النبض عن الحياة ويعود القلب خافقا من جديد بعودة أحدهم! 
في بعض الأحيان يقف الزمن حين من الدهر عند لحظة لا يعود شيء بعدها كما كان قد يفقد فيها المرء نفسه ولا يجدها لإنها تتخبط في سبل الحياة بحثا عن من سرق منها الروح! 
ثمة ذكريات تحينا إن غاب عنا رفقاءها! وأشتاق لهم كل مكان مروا به! 
مضت أسابيع دون أي جديد يذكر في حالة أبيها ودون أي خبر من ذاك الحبيب الغائب ويا مرارة النفس في غيابه! 
وفي لحظة ما تجدد الأمل بداخلها والممرضة تخبرها سريعا 
_والد حضرتك فاق يا استاذة إسراء! 
وأطلت اللهفة من عينيها وهي تهرع نحوها ممسكة بكتفيها وبثغر افتر عن بسمة اشرقت من ينابيع أحزانها غمغمت 
_بجد بتتكلمي جد بابا فاق طب هو كويس! 
وأخټنقت العبرات في عينيها والممرضة تهز رأسها إيجابا مفصحة في هدوء 
_تقدري تشوفيه ولكن د. عصام طالبك في مكتبه الأول. 
وإستدارت إسراء تسير في الرواق المفضي إلى مكتب الطبيب وطرقت بابه في هدوء حتى أتاها صوته بإذن الدخول وجلست أمامه على المكتب وتلقت منه نبأ إصابة أبيها بالشلل لكن ذلك لم يفتر من عزيمتها ولم يكدر فرحتها بعودته لها بخير وتطلعت إلى أبيها الذي رقد في فراش صغير في حجرة العناية المركزة وقد غاصت في أوردته إبر المحاليل واستقر فوق أنفه وفمه قناع الأكسجين وبدا على وجهه الشاحب الإعياء الشديد وهو ينظر إليها بعينين شبه مغلقتين فلاذت به وانكبت على كفه تلثمه وتبكي وهي تحمد الله بصوت عال اخترق أذنه ومر في خلده غريبا وهو يتذكره.. 
بإنه لم يحمد ربه يوما. 
لم يقل قط الحمد لله.. 
لم يشكره على نعمه الكثيرة التي من بها عليه.. 
وقد كان يلقاه دون كلمة شكر واحدة فيا له من جاحد. 
أيجحد بنعمة ربه! 
وربت على رأس ابنته بكف وبالكف الآخر نزع قناع الأكسجين وانبعث صوته بثقل وضعف يردد 
_إسراء بلال فين 
فرفعت رأسها إليه ثم أطرقتها في خزى وهي تتمتم
_بتسأل عنه ليه! متتعبش نفسك بالكلام لحد ما تبقى كويس! 
فأغمض محمد عيناه لثوان وأستطرد بصوت ضعيف 
_قلتلك هو ف.. فين يا بنتي! لازم أأقول له حاجة! 
فزاغ بصرها هربا وترددت في أن تفصح بهدوء 
_أنا وبلال انفصلنا! 
واتسعت عينا محمد في ړعب لو ماټ الآن من سيهتم بابنته غير بلال! 
لو رحل لمن سيتركها! 
لقد تأكد الآن إن بلال هو الزوج الذي قد يأمن عليه بابنته وهو مطمئن لإنه رجل في زمن قلة في الرجولة وانحسرت في ركن قصي. 
هز محمد رأسه في رفض تام وقال بصوت يوحي بالبكاء الصامت 
_انا السبب لو مۏت مش هسامح نفسي.. 
وهمت إسراء بردعه عما يقول لولا أن تابع 
_بلال صدق الصور اللي بعتها ليه انا السبب. 
وأبتعدت إسراء في صدمة وتراجعت بظهرها ممتقعت الوجه تبغي الهرب من كل شيء يا قسۏة الألم حين يكون سببه حبيب ظنناه يوما إنه لن
17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 24 صفحات