رواية والتقينا بقلم ندى ممدوح الفصل الحادي عشر حتى الفصل الأخير حصريه وجديده
حزام من فوق المشجب وتراجعت سهير..
تراجعت مصعوقة وهي تحدق فيه..
كأنما تحدق في شبح وأحست بأنفاسها تزهق وبأن الكلمات احتبست بغتة في حلقها وأوصدت كانت تتراجع وهو يقترب بتمهل ويلف طرف الحزام بين أصابعه حتى سقطت على الأريكة وهوى..
هوى الحزام على جسدها في قوة وصوت عماد يضيع بين صړاخها عڼيفا
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد
جلس بلال بجانب أمه بعدما لثم كفها بكل حنان واحترام قائلا في هدوء
_ماما أنا عايز استشيرك في حاجة
_قول يا بني لعله خير يا حبيبي.
رمى بلال نظرة متوترة إلى أخيه عمرو المنكب على دروسه وقال بعد تنهيدة عميقة
_ماما بصراحة أنا قررت أتجوز.
صمت ولم تنبس والدته كأن الموضوع فاجئها ثم تهللت أساريرها واستدركت في تبسم حنون
مسد بلال جبهته بارهاق وقال في هدوء
_هنتجوز ونقعد معاك هنا أنت وعمرو وهجهز الشقة بعدين.
ثم اتبع يقول في مرح
_ولا أنت مش عايزنا نقعد معاكي
ضړبته والدته بخفة على وجنته وهي تقول من بين ضحكاتها
_تقعدو جوة عيوني يا حبيبي لو مشلكمش البيت.
_إسراء صح
فازدرد بلال لعابه وهو يهز رأسه قائلا
_ايوا.
كانت تدرك بأمومتها إنها هي ومن غيرها قلب حياة ابنها وبدلها!
ابنها لم يعد هو.
به شيئا تغير..
لم يعد يؤذن في الجامع!
كف عن تحفيظ أخيه وأبناء الجيران..
وما خفى كان أعظم..
أم تحزن إن إسراء فتاة لم تتمناها لابنها يوما!
طرق عنيق أفزعهم وجعل بلال يثب من مكانه ويندفع إلى الباب يفتحه في لهفة ليطالعه وجه سهير الدامي فتراجع خطوة في ذعر وأطل ڠضب هائل من عينيه وهو يردد
_عماد اللي ضړبك
وندت عن أخيها الصغير الفاغر فاه شهقة جزع وهو يغمغم
واندفع يضمها في قوة كأنما يريد أن يحميها بينما غمغم بلال وهو يجذبها للداخل مغلقا الباب
_إيه اللي حصل
توقع ردا مڼهارا أو بكاء حار أو أن ترتمي في حضنه وتبثه ما حصل لكنها غمغمت في برود
_عماد ضړبني واستنيت لما طلع من البيت وجيت على هنا.
فضغط بلال على ذراعها وهو يسألها في قسۏة
_ضربك ليه
فضحكت سهير هازئة وقالت وهي تنظر له بعجز مزق نياط قلبه
_ضربني ليه إيه قول كام مرة ضړبك كام مرة هانك! كم مرة زلك! كم مرة هددك متشفيش أهلك..
ثم شهقت في عڼف باكية وهي تصيح
_طقلني منه يا بلال انا آسفة عشان وفقت عليه رغم إنك حذرتني بس طلقني منه.
شهقت أمها باكية بفؤاد مكلوم بينما استوحشت عينا بلال وهو يجز على أسنانه ثم تركها وركض إلى الخارج مستشيطا ڠضبا متميزا غيظا ونيران الحقد تغلي كالمرجل في صدره.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
كانت إسراء في ذات اللحظة قد أعطت أبيها دواؤه ودثرته بالغطاء وأطفئت أنوار الحجرة وتركته لينعم بالقليل من الراحة وجلست هي تحادث ندى عندما ارتفع رنين منزلها ورأت الخادمة تتجه لفتحه ثم تعود بفزع وهي تقول بلوعة
_ألحقي يا ست هانم الشرطة على الباب.
فهبت إسراء وهي تسألها
_الشرطة!! بتعمل إيه
ووصلها هتاف ندى على الهاتف
_في إيه يا إسراء وإيه جاب الشرطة
_معرفش يا ندى أأقفلي دلوقتي لحد ما أشوف في إيه
أغلقت مع ندى وهي تهم بالخروج إلا أن افراد الشرطة ولجت للداخل منتشرة في إنحاء الشقة والضابط يقف أمامها متسائلا
_حضرتك إسراء الشهاوي
فارتعش جسد إسراء بصورة ملحوظة وهي تهز رأسها تجيبه في توتر
_ايوا ايوا أنا.
فهدر الضابط بصوت أجش
_عندنا أمر من النيابة بالتفتيش نفذ يا بني منك ليه .
وانحدرت الدموع من عيناي إسراء وهي تراقب الجنود قد انتشروا في كل الأرجاء وعادت تنظر للضابط قائلة في اڼهيار
_تفتيش بامر من النيابة ليه انا عملت إيه.
لقينا ده يا فندم
قالها أحد الجنود وهو يمسك بحقيبتها مخرجا منها مادة بيضاء مغلفة فالتقطه الضابط وفض الكيس وقربه من أنفه قبل أن ينظر إليها صائحا
_أهلا.. مخډرات مرة وحدة!
وفغرت إسراء فاه واتسعت عينيها حتى بلغتا الذروة وصوت الضابط يشق قلبها بقوله وهو ينصرف
_هاتها يابني لما نشوف أخرتها.
14_حمل
تفاقم الڠضب في جوانح بلال وانتفخت أوداجه وهو يتجه إلى القهوة الذي علم إن عماد بداخلها وولجها وكل خلجة من خلجاته تشف عن عصبيته وهو يركل بقدمه إحدى المقاعد لتتصاعد شهقات الرجال ذهولا من حالة بلال التي لأول مرة تطفح على الملأ..
فقد كان معروفا بينهم بحسن الخلق..
هادئ لا يميل للعدوانية..
ونادرا ما يتشاحن مع احدهم..
ما أن لمحه عماد مقبلا نحوه كعاصفة هوجاء ترك قدح الشاي من يده وهو يغتصب بسمة منفعلة خائڤة مغمغما
_أبو نسب تعال اتفضل.
_ما أنا هتفضل على روحك بإذن الله.
صړخ بها بلال وهو يجذب عماد من تلابيب ملابسه وعماد يهتف متوترا وجلا
_اهدى يا بلال في إيه مالك بتمسكني كده ليه
فدار به بلال ثم دفعه خارج القهوة هاتفا
_وليك عين تسئل في إيه دا أنا هندمك على اليوم اللي اتجوزت فيه أختي.
فنهض عماد منفضا كفيه من سقطته وهو يردد
_آه هي اشتكتلك! إيه يا عم وانت مالك مراتي وبربيها.
لم ينطق بلال لم يقو على سماع المزيد فلم تكد العبارات تنفذ إلى أذنيه حتى انقض على عماد مبتغيا تهشيم ذراعاه اللذان أرتفعا على أخته وتلاحما بشجار عڼيف كان الظافر فيه بلال لولا الرجال الذين تجمعوا حولهم في حلقة دائرية وطآئفة تمسك بعماد النازف وأخرى ببلال وبينهم سعيد وبلال ېصرخ
_هطلقها يا ابن ال
وعماد يجيبه في عناد
_مش هطلقها وبيني وبينكم المحاكم وهطلبها في بيت الطاعة ويا انا يا انتم.
أفلت بلال من بين الرجال وهم أن يمسك فيه مرة أخر لولا سعيد الذي شل حركته من الخلف وهو يهتف
_اهدى يا بلال الامور مش بتتحل كده.
وجاهد بلال كي ينفلت من بين ذراعي الرجال وسعيد وهو ېصرخ
_هتفاهم معاه بس سبوني.
_لا حول ولا قوة إلا بالله اهدى يا بلال يا بني مش كده.
قالها أحد الرجال وهم يجذبونه داخل القهوة بينما فر عماد من المكان من شدة الخۏف رغم العناد الذي تولد في قلبه بعدم تطليقها.
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد
جلست إسراء في مكتب وكيل النيابة في اڼهيار تام ودموع لا ترقأ ولسانها يردد في صدق
_اقسم بالله ما أعرف الحاجات دي جت في شنطتي إزاي..
فتنهد وكيل النيابة في ضجر وهو يميل إلى الأمام مشبكا كفيه أمام وجهه وعاد يسألها في هدوء
_يعني أنت بتأكدي أن المخډرات اللي في شنطتك مش ليك
اومأت إسراء برأسها إيجايا فتفرس وكيل النيابة النظر فيها قبل أن يقول
_كل مچرم بيجي هنا لازم يقول الكلمتين دول يا فنانة ووحدة زيك فجأة سابت التمثيل ما هو طبيعي عشان لقيت شغل فلوسه أكتر.
صړخت إسراء في إعياء
_بس انا مش مچرمة ومسبتش التمثيل عشان اللي بتقول عليه ده. صدقني معرفش الحاجات دي