رواية والتقينا بقلم ندى ممدوح الفصل الحادي عشر حتى الفصل الأخير حصريه وجديده
أم تراهما قد أصيبتا بالصم! هل تصبح الدعوات ڼصب العينين في طرفة عين بتلك السرعة الفائقة! لقد كان عشية أمس حلم بعيد المنال! كقمر تدور جل افلاكها في محوره ولا تستطع أن تمسه!
وسالت أدمعها بغتة على خديها فهاله ذلك وذهل واندفع يقول منفعلا
_هو أنا قلت حاجة غلط بټعيطي ليه
فأسبلت جفنيها على دمع لحلم بات ڼصب العين وفتحت أجفانها تتطلع فيه بصمت وانفرجت شفتيها بتردد فأستغلق عليه فهم ما تمر به وتململ في جلسته وهو يسترخ في مقعده وتطلع إلى عينيها بنظرة حانية وقال بصوت رخيم مبددا توترها
وأدهشه دمعها الذي استمطر في غزارة ثم فعلت ما لم يكن يتوقعه فقد هبت واقفة ورمقته بنظرة أخيرة ثم انطلقت تعدو من أمامه فاستوى في جلسته مصډوما وبصره تعلق بظهرها الذي يندفع مثيرا فضول وأعين كل الحاضرين لم تلبث أن ألتفت إليه فأشاح بوجهه.
ربي اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات
_إسراء مالك في إيه بتجري ليه
فلهثت إسراء وهي تلتقط أنفاسها في صعوبة وحاولت أن تتمالك نفسها وهي تقول بصوت به رنة فرح
_بلال قلي تتجوزيني.
حدجتها ندى بنظرة ثاقبة وقالت بجدية
_ووفقت
هزت إسراء رأسها وكتفيها وهي تردد
فدهشت ندى وهي تتطلع إليها في بلاهة متمتمة
_جريت! جريت! جريت يا إسراء زمانه بيقول عليك هبلة يا فقرية.
فضحكت إسراء وهي تواري ثغرها بكفها وغمغمت
_ما أنا هبلة فعلا في إيه لما يعرف إني هبلة..
واسترسلت وهي تهز منكبيها
_دي الحقيقة عادي يعني.
فضړبت ندى كف بكف قائلة
أستغفر الله وأتوب إليه
عدلت إسراء الوسادة وراء ظهر أبيها وعاونته على الاسترخاء جيدا على الفراش بعد عودتهما من المستشفى وهمت أن تبتعد عنه عندما امسك معصمها وأجلسها بجانبه وهو يقول بنبرة أبوية
_متقلقيش يا بنتي أنا اول ما هصلب طولي هدور على هشام البسيوني وهخليه يندم على اليوم اللي فكر فيه يأذيك فمش عاوزك تخافي لإني هقتله قبل ما يقتلك.
_خف يا بابا بس الأول وبعد كده كل حاجة هتعدي بخير.
ونهضت وهي تتابع
_هروح أشوفهم حضرولك الأكل ولا لسه.
وفي سيرها علا رنين الجرس فصرفت الخادمة بإشارة من يدها وتوجهت هي لفتحه وما كادت تفعل وتر وجه القادم حتى تهللت أساريرها مهللة في سرور
وأفسحت الطريق مرحبة به وهي تهتف
_تعال أدخل يا عمو أتفضل.
ضحك مدحت وهو يعبر الباب وقد سر بها سرورا بدا على وجهه وهو يقول
_وحشتي عمك مدحت جدا يا سوسو طمنيني عنك عاملة إيه
كان مدحت صديق أبيها المقرب يمتلك مصنع حلويات.. بل مصانع حلويات شهير وله اسمه في ذاك العالم.
جذبته إسراء من مرفقه إلى إحدى الأرائك وأجلسته واستقرت بجانبه وهي لا تزل متعلقة بذراعه وتغمغم بصوت خاڤت
_قبل ما تدخل لبابا عايزة منك طلب!
فتلاشى المرح من على صفحة وجهه وحل محله مسحة من حنان واهتمام وقال بجدية وهو يرنو إليها ببصره
_طبعا يابنتي اطلبي اللي أنت عايزه.
فتحمحمت إسراء تجلي حلقها ثم غمغمت في هدوء
_صراحة هما طلبين مش واحد.
فغمغم مدحت
_عشرة ياستي مش اتنيين أنت تؤمري وعمك مدحت ينفذلك.
فتضرج وجنتيها من شدة الخجل وهي تهمس في صوت خفيض
_في شخص أعرفه عايزاك تشوف له شغل عندك بمرتب حلو.
فتبسم مدحت في بساطة وقال وهو يهز كتفيه في استخفاف
_كل المقدمة والتوتر ده علشان الطلب البسيط ده يا ستي اعتبريه حصل وكفاية إنه حد تبعك ومعرفة عشان أثق فيه حتى إني كنت محتاح حد يوصل الطلبيات وأهه تحلت على أيدك.. أبعتيه بكره على المصنع الرئيسي وهتفق معاه على كل حاجة.
ومال عليها مستطردا
_والطلب التاني!
صمتت إسراء وهي تخفض بصرها تارة وترفعه تارة في توتر ملحوظ قبل أن تغمغم في ارتباك
_هو طلب خاص خاص بيا أنا.
وسكتت لردحا من الزمن رفعت فيه بصرها إلى السقف وثبتت قليلا على ذلك ثم هبطتت بصرها إليه فحثها على الحديث بإماة من عينيه وتنهدت في عمق قبل أن تستطرد في صوت تشوبه المرارة
_في شاب عايز يجي يتقدم لي.
فقال مدحت متعجبا
_ومالك بتقوليها بمرارة كده ليه
ومال بفمه على أذنها هامسا
_بتحبيه!
فأطرقت برأسها للحظات ثم هزت رأسها بالإيجاب فتبسم مدحت في هدوء قائلا
_فين المشكلة بقا
_بابا مش موافق!
ضيق مدحت عينيه مقطب الجبين وتمتم
_امم فهمت أنت عايزني اقنع بابا بيه!
أومأت مجددا برأسها وهتفت وهي تتطلع إليه في لهفة
_أنت مش كنت دايما معترض إني ابقى ممثلة الشاب ده هو اللي أقنعني.. بل هو اللي رد في الروح وأنعش قلبي.
ربت مدحت على كتفها ثم استوى واقفا وهو يردد لها بكلمات مطمئنة وإنه سيفلح في رضا أبيها حتما.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
آثار انتباه سهير رنين هاتف عماد الذي لا يكف منذ دقائق معدودات فأشتعل فضولها وتوجهت إلى الهاتف القابع على المائدة بحذر وهي تراقب باب دورة المياة بقلق وتطلعت في شاشة الهاتف ليقابلها اسم إسراء ينير الشاشة فرفعت حاجبا في دهشة وخامرها هاجس عجيب وهمت أن تلتقط الهاتف وتجيب عليها لولا إن فتح الباب وبرز عماد وهو يجفف رأسه ولم يكد يبصر وقوفها وهاتفه في راحتها حتى التهم الخطوات في سرعة ويجذب منها الهاتف الذي خمد رنينه ونهرها وهو يلكزها بمرفقه في غلظة
_مين إداكي الإذن تمسكي تلفوني
فعقدت سهير ساعديها أمام صدرها وهي تهتف
_مش محتاجة إذن على ما أفتكر لإن ده حقي وبعدين إسراء بترن عليك ليه
فتحاشى النظر عنها مرتبكا ووارى توتره بضحكة منفعلة متوترة وهو يمسد على شعره مغمغما
_عادي يعني.
حدجته سهير بنظرة مشټعلة وهدرت به
_يعني إيه عادي! بقولك إسراء بترن ليه عليك وعايزة إجابة.
فبرقت عينا عماد بلهفة وهو يمسك كتفيها مهللا في بهجة
_عشان هتشوف لي شغل حلو وبمرتب مكنتش بحلم بيه يعني هنطلع في العالي مش هخليك محتاجة حاجة أنت والقرود الصغيرة.
فرمقته سهير بازدراء وهي تحل عقدة ساعديها قائلة بجدية
_إيه القرود الصغيرة دي.
فقهق عماد في غبطة وأمسك كتفيها وأخذ يدور بها مرددا في غبطة
_بقا مش عارفة مين القرود الصغيرة! القرود هيكونوا عيالنا إن شاء الله اللي انا بعمل كل ده عشانهم.
وتوقف عن الدوران بها بينما ترمقه هي بازدراء وصاحت بنبرة بها رنة تهكم
_عماد أنت متأكد إنك بني آدم! عيال إيه اللي بتعمل كل ده عشانهم دا انا من يوم متجوزتك وأنت مدتنيش قرش من بخلك هو أنت متخيل إنك ممكن تبقى أب بندالتك دي
هوى كفه بلطمة قوية على وجنتها جعلت رأسها تدور على جانبها وهي تبسط كفها على وجنتها مكان لطمته متسعت العينين واجفة القلب..
صڤعة!!
ألأن قد تلقت صڤعة!
أهي في حلم أم واقع مرير!
مال جل أحلامها وأمنياتها قد تهاوت فجأة من برج سحيق أمام عينيها دون أن تقوى على التمسك بأي منهم!
أنتزعت من شرودها على صوته البغيض يجأر فيها
_الندل ده هيوريك ازاي تكلميه باحترام
قال جملته بتريث شديد وهو يسحب