الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية والتقينا بقلم ندى ممدوح الفصل الحادي عشر حتى الفصل الأخير حصريه وجديده

انت في الصفحة 4 من 24 صفحات

موقع أيام نيوز

الذي يواصل إشعارات رسائل من عماد لا تنتهي وتأففت بحنق ولم تعرها اهتماما بينما ناولتها ندى كوبا من العصير وهي تستقر بجانبها قائلة 
_خلاص بقا يا إسراء عمو بخير الحمد لله اهدي وروقي كده واشربي العصير. 
فالتفتت إليها إسراء تقول بفزع 
_اهدى! اهدى إزاي بس بقولك هشام البسيوني عايز ېقتلني الحقېر بعد كل ندالته معايا عايز يقلتني. 
فتساءلت ندى وهي تهدئ من روعها 
_اهدي بس.. أنت متأكدة أنه هشام! ممكن تكوني... 
فقاطعتها إسراء قائلة بحدة 
_اكون إيه اتلخبط فيه مثلا! هو هشام البسيوني بنفسه.
رب اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات
كانت سهير في ذات الوقت تتصل بأميرة وتصيح ما أن فتحت الأخرى 
_بيخوني يا أميرة سمعته بودني بيقول بالحرف مال دي مش بترد ليه يبقى ده معناه إيه غير إنه بيكلم وحدة 
فهدأت اميرة من روعها وهي تتثاءب مغمغمة 
_ما يمكن أنت فاهمة غلط يا سهير يمكن يقصد أي شي آه نعم أنا مش بطيق جوزك عماد ده ولا بينزل لي من زور بس خلينا نفكر بالعقل.. ممكن يكون يقصد زميلة مثلا بتشتغل معاه أي شيء غير إنه بيعرف عليك وحدة. 
هتفت سهير باستنكار 
_لا لا انا متأكدة إن الموضوع فيه وحدة يا أميرة. 
نفخت أميرة بضيق وأفصحت قائلة بتريث 
_أنت ناوية على إيه يا سهير بالضبط 
لم تتلق ردا لهنيهة من الزمن حتى نطقت سهير أخيرا تصرح بإصرار 
_بالمواجهة لازم أواجهه وأفهم هو مخبي إيه 
هزت أميرة رأسها رفضا لقرارها وقالت تردعها عما تنوي 
_غلط غلط يا سهير لإنه بالتأكيد مش هيقولك إن في وحدة في حياته وهيكدب اصبري لحد ما تتأكدي . 
انتفضت أميرة في قلق عندما بلغها صوت عماد الغاضب وهو يهتف 
_سيبي ام التلفون ده من أيدك. 
فقفزت من فوق الفراش وهي تصيح 
_سهير إيه اللي حصل الو سهير أنت يا بنتي! 
لم يصلها سوء صرير يعلن عن إغلاق الهاتف فأستبد بها الخۏف.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد 
أنت اتجنيت يا عماد! بتقفل السكة في وش أميرة وأنا بكلمها 
هتفت بها سهير في صدمة عندما جذب عماد منها الهاتف وأغلاق المكالمة فتأجج الڠضب في عينيه وجأر بانفعال 
_ايوة قفلتها وهقفلها في وش أمك كمان لو كانت هي اللي بتكلمك مش أميرة. 
امتقع وجه سهير حتى بدا يحاكي وجوه المۏتى واتسعت عيناها على آخرهما وهي تهتف في ذهول
_أنت بتقول إيه 
فهتف عماد محتدا 
_بقول اللي سمعتيه هجيب لك منين أنا كل شوية كروتة وشحن أنت متجوزة بنك وانا مش عارف ما احمدي ربنا بقا وحافظي على بيتك اللي مكنتيش تحلمي بيه دا أنا انتشتلك من كلام الناس واتجوزتك ومكنش حد بيبص في وشك. 
طعڼة .. طعڼة حادة غادرة غرست في سويداء قلبها من كلامه مر الإهانة كالحنظل بدا في حلقها بينما استرسل هو بلهجة قاسېة وجشع 
_اسمعي بقا يا بت الناس عايزة تفضلي يبقي لا تزوري أهلك ولا يزوركي أنا مش فضيلك. 
وحدجها بنظرة مقيتة وهو يلتفت مغادرا يرغي ويذبد ويشوح بكفه في امتعاض حتى خرج صافقا الباب وراءه پعنف أجفلها وجعلها تنتفض بقت متسمرة في مكانها وسال الدمع على وجنتيها أنهارا.. 
ليتها لم توافق على تلك الزيجة! 
ليتها تحملت كلام الناس وصبرت فهو أرحم لها! 
ليت بإمكانها الهرب أن تفر في أحضان بلال تبثه شجون فؤادها. 
لكن بما يفيد الندم بعد فوات الأوان 
جلست على طرف الآريكة كل شيء بدا لها كئيبا قاتما في عينيها جدران البيت تبدت لها كما الأشباح ترهبها وضاقت.. ضاقت بها الدنيا ونفسها فلاذت بالبكاء عله يخفف علة قلبها. 
بعض الكلمات لا يفصح عنها اللسان ولا تبرح الحلق فتتحرر من داخلنا على هيئة دموع عساها تطيب حدة الۏجع.
أستغفر الله العظيم وأتوب إليه 
جلست إسراء في كافتيريا المستشفى في المقعد المقابل لمقعد بلال على إحدى الطاولات والأخير يسألها باهتمام وهو يرتشف من قهوته 
_عايز أعرف إيه اللي حصل لوالدك! 
فتركت إسراء كأس العصير جانبا وإندفعت تروى له ما حدث.. 
كل شيء في صراحة بعد أن غادرة سيارته أمام البناية حتى أسعف والدها وتنهدت وهي تسترخي في مقعدها كأنما حمل ثقيل وقد زال وأسبلت جفنيها في إرهاق لكنها لم تلبث إن أفرجت عنهما وتطلعت فيه مع سؤاله 
_ومين هشام البسيوني ده وليه عايز يقتلك! 
صمتت إسراء متطلعة إليه في حيرة دون أن تنبس لم تدر كيف تخبره إن هشام البسيوني كان المخرج الذي قام بإخراج أكبر مسلسلاتها وأفلامها وجعل منها نجمة مشهورة بل كيف تقص على مسامعه دون حياء إنه حاول أن يعتدي عليها وعندما قاومته طلب منها الزواج بورقة عرفي وعندما أبت ذلك قام بټهديدها وإنزالها لسابع أرض لكنها اصرت على قرارها لم تخضع له ولا لتهديدته ببسالة لقد وعدها هشام إنها أن وافقت على الزواج منه عرفي سيجعل منها نجمة عالمية وسيكرمها بأموال وفيرة كان يحبها ويحب نفسه أكثر وكان متزوج من فتاة ثرية ترددت في إخباره بكل هذا لكنها حسمت امرها وقصت عليه كل شيء وهو لا ينبس إلا بتلك الإنفعالات مع استرسالها فتارة يرفع حاجبه في ڠضب وتارة بإشمئزاز وكره وهكذا حتى انتهت وختمت قولها وهي تقول في أسى 
_ولما رفضته وقبلت الشغل مع مخرج تاني كان شاب محترم نوعا ما مش زي كمال وصلتني رسالة من كمال بيهددني فيها إني لو موافقتش على الزواج العرفي ورجعت اشتغل معاه هيقتلني وإني مش هكون في الآخر غير ليه. 
صمتت زافرة بضيق واستطردت 
_مدتش رسالته اي اهتمام خاصة إنه اختفى من حياتي لفترة كبيرة جدا لحد ما بدات كل الامور دي تحصل وبرضو مشكتش فيه تخيلت إنه ميقصدش اي كلمة من اللي في الرسالة لحد ما شوفته في اوضتي. 
سكتت تطلع إلى بلال وهو يشبك يديه امام وجهه ومطرق الرأس بتفكير كم هو جميل! 
جميل إن يكون للمرء جانب آمن يلوذ به قلما أرهقته الحياة! 
أخذت إسراء نفس عميق ومالت على الطاولة تسند فوقها مرفقها وتركت رأسها تستريح في كفها الذي وضعته أسفل ذقنها وكالمأخوذة طفقت تتأمله متى أصبح حبه يسري في أوردتها مجرى الډم بل متى غدا هو مهجتها 
كيف يكف المرء عن حبا بات سر الحياة 
رفع بلال عينيه لتقابل عينيها وخفق قلبها مع تلك النظرة المشعة بالحنان في مقلتاه وظلا للحظات يتطلع كل منهما للآخر وفجأة هم بلال بقول شيء ما لكنه عاد لصمته الذي لم يدم وهو يهمس بصوت خاڤت بما جعلها ترتد للخلف في صدمة 
_إسراء تتجوزيني
13_مخدرات
_إسراء تتجوزيني 
لما بدت لها كلمته كقنبلة تفجرت بين جوانحها فطفق صدرها تارة يعلو وتارة ينخفض بحركات متتالية وبأنفاس متلاحقة وتطلعت إليه مندهشة كأنه ألقى طلبا من الخيال متسعت العينين حتى يخيل للراءى إنهما سيخرجان من محجريهما وفغرت فاه ثم أخذت تطرف بأهدابها وتحدق فيه ونطقت أخيرا بصوت متلعثم ووجه أسيف 
_أنت قلت إيه 
وأتبعت تقول وهي تشير بسبابتها إلى صدرها 
_عايز تتجوزني أنا! 
زم بلال شفتيه وجهم المحيا وتوجس فؤاده خيفة من رفضها لكنه بدده بحبها له وطأطأ طرفه قائلا في هدوء 
_هو كلامي مش مفهوم! ها قلت إيه تقبلي تتجوزيني! 
فشخصت البصر به كأنها ترى شبحا خفيا هل يعي ما يتفوه به! بل هتسمع أذنيها جيدا!

انت في الصفحة 4 من 24 صفحات