رواية مثابره خاسره الفصل السابع حصريه وجديده بقلم ديانا ماريا
انت في الصفحة 2 من صفحتين
أجابته والدة محمد ببسمة زائفة: أنا قولت نسيبها ترتاح شوية وكمان كان عندنا شوية مشاكل في العيلة خلصتها وجينا.
نظر والد حنين لها فأومأت برأسها أن لا بأس ثم نظر لزوجته التي أشارت له بعينيها أن ينهي الموضوع.
تنفس بعمق ثم رد بهدوء: وأحنا هنقفل الموضوع لحد هنا إنما الرأي رأي حنين هى عايزة ترجع دلوقتي ولا لا.
أسرعت والدة محمد تقول بلهفة زائفة: وليه بس مترجعش معانا، مش خلاص الموضوع اتحل وبعدين حنين زي بنتي ومن هنا ورايح أن هاخد بالي منها.
رغم الدهشة التي اعترت حنين وعدم الارتياح إلا أنها لم تتحدث، نظرت لمحمد الذي كان صامتا لا ينظر نحوها ورغم الاشتياق الذي تشعر به نحوه إلا أنها كانت تحمل عتابا كبيرا داخلها له.
نهضت لتحضير حقيبتها برفقة والدتها حتى تغادر معهم بعد أن وافقت ورغم أنها توقعت أن تضايقها حماتها في الطريق ببعض الحديث المزعج إلا أن هذا لم يحدث وأيضا صمت محمد ازعجها للغاية.
حين وصلوا للمنزل دلفت والدة محمد منزلها وقد أغلقت الباب بقوة في وجههم أما محمد حمل حقيبة حنين في صمت وصعد وراءه حنين مباشرة.
حين دلفوا للشقة لم تتحمل حنين المزيد من الصمت فقالت بنفاذ صبر: أنت معندكش حاجة تقولها يا محمد؟
نظر لها نظرة غريبة: وهقول إيه؟ مش اللي أنتِ عايزاه حصل خلاص؟
عقدت حاجبيها باستغراب: اللي أنا عايزاه؟
محمد: اه خلاص ماما اعتذرت ليكم فيه حاجة تاني؟
ردت حنين بدهشة: وهو الاعتذار ده مكنش حقي لما مامتك غلطت فيا وفي ماما قدامك وأنت كنت ساكت؟ كل ده علشان مشكلة هى عملتها من مفيش أصلا!
رد بانزعاج: حنين بقولك إيه أنا تعبان ومش فايق للكلام ده، نامي علشان أنا خارج ومش هرجع دلوقتي.
غادر أمام عيونها وهى تهتف بدهشة: هتمشي وتسيبني لوحدي دلوقتي وأنا لسة راجعة البيت!
لكنه كان قد غادر بالفعل ولم يرد عليها فابتلعت خيبة أملها بصمت ودلفت لغرفة النوم بدلت ملابسها ونامت.
لم تختلف بقية الأيام عن هذا الحال حيث كانت معاملة محمد لها جافة للغاية رغم أنه يعطيها دوائها ويحضر لها الطعام من الخارج إلا أنه لم يكن يأكل معها أو يجلس في الشقة كثيرا مما أدى لشعور حنين بالسقم والوحدة.
حين لم تطق هذا الوضع أكثر قررت الحديث معه، كان يجلس أمام التلفاز فوقفت أمامه.
قال بضيق: حنين أوعي من قدامي عايز اتفرج.
قالت بحدة: مش همشي غير لما تفهمني في إيه بالضبط وكنت رجعتني ليه لما هتعاملني بالشكل ده!
نظر لها پغضب: هو ده وقته الكلام ده؟
ردت بسخرية: أمال امتى؟ لما تبقى مش موجود؟
قال بتحذير: اتكلمي عدل يا حنين.
قالت حنين بتعب وألم: أنا تعبت من كل ده ومن المعاملة دي أنا مراتك وليا حق عليك.
نهض فجأة وهو يقول بتهكم: دلوقتي افتكرني أنك مراتي؟ من ساعة ما حملتي وأنتِ ناسية ده وناسية أنه ليا حق عليكِ.
تجمعت الدموع في عينيها وقالت بغصة: والله؟ ليه هو مين اللي كان بيبقى معايا عند الدكتور وعارف حالتي كويس؟ هو أنت فاكرني مبسوطة بتعبي ده وإني طول الوقت مش قادرة حتى أتحرك للمطبخ ؟ وكنت بعمل كل ده علشان إيه؟ مستحملة علشان مين؟ مش علشان ابننا يجي بالسلامة بعد ما أخيرا بقيت حامل!
صاح بها بعصبية: أنا زهقت من كل ده مبقتش مستحمل خلاص! إيه كنتِ لوحدك الحامل في الدنيا! أنا لازم ألاقي حل للوضع ده يريحني أنا مبقتش قادر!
ردت حنين بتوجس: يعني إيه؟
رد محمد بحزم وملامح وجهه جدية: يعني أنا هتجوز !
يتبع.
مثابرة_خاسرة
بقلم ديانا ماريا.