الأربعاء 25 ديسمبر 2024

وخنع القلب المتكبر لعمياء الخاتمه بقلم ساره نيل حصريه وجديده

انت في الصفحة 3 من 14 صفحات

موقع أيام نيوز

بلهفة
أنا كويسة ... أنا بقيت كويسة يا ماما وربنا هو إللي كان بيحفظني وينقذني كل مرة إنت مش ذنبك حاجة يا ماما إنت سلمتيني في إيد أكتر واحدة كانت بالنسبة لك أمان إنت مكونتش تعرفي إن في قلبها كل أنواع أمراض القلوب..
وبعدين هي أخدت جزاءها من رب العالمين إنت نسيتي إن ربنا الحافظ المنتقم إنت قبل ما تسبيني يومها عندها قولتي جملة مش بتخرج من راسي..
أنا سبتها في حمايتك وحفظك ورعايتك يارب وبالفعل أنا كنت في رعاية رب العالمين..
وربنا عوضني بأحسن عوض في الدنيا...
إنتوا عرفتوا نص الحكاية الأول ومتعرفوش التاني ... نصها التاني إللي متمثل في أوب...
يعقوب..
ردد والداها بتعجب
يعقوب..!!
أمسكت أيديهم ثم قالت وهي تتجه للخارج بينما تنظر للبيبة التي نظرت لها بدعم فاجئ رفقة..
وهتفت رفقة بسعادة
تعالوا معايا ... لازم تشوفوا بعينكم..
_________بقلمسارة نيل_________
أمام الحاجز الزجاجي كان يقف ينظر للداخل بتمعن شديد وأعين زاخرة بالحنين والشوق همس يامن بنبرة تأن ۏجعا
اتحرمنا من بعض اتحرمنا نكون سند لبعض اتحرمنا نتشارك الطفولة بس إنت إللي كان ليك النصيب الأكبر من العڈاب يا يعقوب..
بعترف إن لما رجعت كنت وحش في حقك محستش بوجعك واستهزأت بيه ومقدرتوش يا يعقوب..
زي ما لبيبة قالت فعلا مليش الحق اتجرأ وأقارن نفسي بيك..
إنت حاجة مختلفة يا يعقوب حاجة من كل حاجة...
يلا أرجع بقاا علشان نعوض كل إللي فاتنا حبيبتك مستنياك ومحدش قدر يبعدها عنك...
بينما في الداخل بين حنايا ذاكرته صوتها يتغلغل بقلبه تناديه ... تبكي .. تبتسم ... تتحدث...
وفي الأخير الجملة الرعدية التي انتفض لها كل ذرة بجسده
يعقوب .... رفقة عشقاك .. رفقة روحها في روح يعقوب ... رفقة بتحب يعقوب...
وهنا شهق يعقوب بقوة وتوسعت أعينه معلنا العودة للحياة بأربعة أحرف همس بها بإحتياح
رفقة.....
ظل يفتح أعينه ويغلقها مرارا حتى اعتاد على الضوء سرعان ما استيقظت تلك الذكريات الأخيرة واقټحمت ذاكرته..
آخر ذكراه كانت رفقة ... وأولها رفقة..
تغضن وجهه بالألم وهو لا يعلم كم مر عليه من الوقت وهو نائم ... وأين هي رفقة..!
ما الذي حدث له وهل اعتقدت رفقة بأنه هجرها ورحلت مبتعدة عنه..!
ليته لم يعود..
جاء يحرك جسده المتيبس ليشعر بإرهاق جسيم قابع بداخله زفر بضيق بينما أطلق لأعينه العنان يتأمل الأرجاء التي من المؤكد باردة فيبدو أنه بغرفة في المشفى لكنه فور وقوع أعينه على أرجاء الغرفة انفرجت كل أساريره وأحاطت به البهجة وهو يرى الغرفة مزينة مليئة بالألوان البشوشة شعر بقلبه ينتفض بين أضلعه فلا يفعل هذا سواها....
في الخارج رفع يامن رأسه بخزي ومسح تلك الدموع العالقة بأهدابه لتقع أعينه على مشهد تمناه في كل دقيقة ... جعله ېصرخ بسعادة وقد انقلبت ملامحه إلى الضد من الكمد وهو يدور بممر المشفى..
دكتور .. دكتور ... يعقوب .. يعقوب فاق .. يعقوب فاق..
ثم ركض يقتحم الغرفة وانكب فوق يعقوب يحتنضه بشوق وهو يردد بلهفة ممزوجة بغصة باكية
يعقوب ... أخيرا فوقت .. كنت مړعوپ عليك يا يعقوب .. الحمد لله يارب الحمد لله..
نمت إبتسامة هادئة فوق فم يعقوب ورفع ذراعه يربت على ظهره قبل أن يقول بمرح
ما توعي ياض شوية كاتم على نفسي ليه كدا..
كانت السعادة تنبض بوجه يامن وكاد يعقوب أن يسأله بلهفة عن رفقة لكن قاطعه ولوج الطبيب وخلفه طاقم طبي وقد عم الهرج بالممر وأرجاء المشفى..
ابتسم الطبيب وهو يقول ببشاشة
الحمد لله على سلامتكم يا يعقوب باشا بقاا دا كله زعلان يا راجل ومش عايز ترجع..
جاء يعقوب يعتدل من رقدته لكنه لم يقوى ليسرع الطبيب يقول
براحة واحدة واحدة يا يعقوب إنت بقالك فترة مش بسيطة نايم وفاقد الوعي والحركة طبيعي تبقى مرهق وواحدة وواحدة لغاية ما المفاصل تلين..
ابتلع يعقوب ريقه الجاف وتسائل بشرود
ليه هو أنا بقالي قد أيه نايم..
ابتسم الطبيب وقال بهدوء وهو يفحصه بينما يفصل الأجهزة الطبية عن جسده
بقالك حوالي شهر ونص تقريبا...
وأكمل يقول
هنعمل تحاليل وأشعة روتينية ... والحمد لله على سلامتك يا بطل صحتك زي الفل هيتابع معاك دكتور العلاج الطبيعي إللي كان بيزورك كل يوم وإن شاء الله الموضوع بسيط لأننا كنا مهتمين بالباشا وهو زعلان بكل الأشكال...
كان يعقوب يحدق بالزينة الموضوعة بالغرفة وإلى الورود والستائر الملونة وقال بشرود
شكرا يا دكتور..
نظر الطبيب إلى ما ينظر إليه ليتبادل النظرات مع يامن الذي يكبح ضحكته بالكاد على وجه يعقوب العابس..
أشار الطبيب للمرضة قائلا
اسحبي عينة ډم..
__________بقلمسارة نيل_________
بالممر كانت لبيبة تتقدم رفقة التي تسير والبسمة لم تفارق ثغرها لكن جذب إنتباههم تلك الجلبة والضجيج الذي يملأ الأرجاء بينما الممرضات تهتف بإسراع مكررين
يعقوب بدران ... يعقوب بدران .. بسرعة علشان تعليمات الدكتور..
تجمدت الډماء بعروق لبيبة ورفقة والتي سقط عكازها ثم أخذت تهرول باتجاه غرفة يعقوب لتقتحمها بنبضات قلب تدوي كالطبول...
لتتفاجئ بما اشتاق قلبها له كثيرا

انت في الصفحة 3 من 14 صفحات