رواية هجران رحيل الفصل الثالث عشر بقلم شامه الشعراوي حصريه وجديده
انت في الصفحة 1 من 5 صفحات
رواية هجران رحيل الفصل الثالث عشر بقلم شامه الشعراوي حصريه وجديده
بعد عدة أشهر وفى وقت متأخر من الليل الساكن كان هناك طرقات خفيفة تدق على الباب فجعلت ذاك الشاب ينهض من فراشه الدافئ بخمول وكسل فهذا حاله كل ليلة فهو يعلم من صاحب تلك الطرقات المزعجة التى توقظه من أجمل نومة أعتدل فى جلسته لينظر إلى ساعة الحائط ليجد الوقت أصبح الرابعة فجرا فقام بالاتجاه نحو الباب وهو يفرك جفن عيناه من أثر النوم ما لبث الطارق إلا ثوان وفتح الباب على مسرعه فتبسم ثغر مروان حين رأى رحيل تقف أمامه والتى تبدو كالأطفال بتلك التسريحة فهى صفصفت شعرها كأذن القطة ترتدي ثوب وردى فضفاض يساعدها فى الحركة أكثر أثناء حملها اتكأ على الباب وضم كلتا يديه ليقول
زمت شفتاها إلى الأمام بتذمر وقالت محذرة
ماتقوليش بلونه فاهم.
ضحك مروان بخفة على لهجة حديثها اللطيفة وقال بلين
فاهم ياستى عايزة أى أنتى دلوقتى.
رمشت بعيناها عدة رمشات متتالية ثم دنت من أذنيه وقالت هامسه
عايزة أكل بطيخ حالا.
افتر فاه مروان بذهول فقال مندهشا
أنتى جاية تهزرى صح....قولى أنك جاية تهزرى!.
تبسمت رحيل ببراءة وقالت برقة
تؤ مش جاية اهزر يامرمر وبعدين أنا نفسي فيها أوى.
تحدث مروان قائلا
انتى ياماما نفسك فى حاجات مش فى موسمها أصلا وبعدين حرام عليكى الساعة أربعه الفجر حد يصحى حد فى وقت زى دا ويقوله نفسى فى بطيخ.
ايوة وعيزاها حمراء.
حمراء وكمان بتتشرطى.
وأنا مالى هما اللى نفسهم فى كدا مش أنا وبعدين يامروانى عايز العيال يطلع ليهم وحمة بطيخة فى وشهم وبعد كدا لما يكبروا صحابهم يتريقوا عليهم ويقولوا روح يأبو بطيخة تعالى يأبو بطيخة يرضيك يحصل كدا لأولادي.
تفوه مروان ساخرا
لا أزاى ميصحش.
ثم أشار إليها بأصبعه إلى خارج الغرفة باتجاه الممر المؤدى إلى غرفتها الخاصة وقال
بصى أنتى دلوقتى تروحى تنامى تمام وأنا كمان هروح هنام والصبح أول ما اصحى هعملك اللى عيزاه اتفقنا.
أردفت الأخرى بعبوس فقالت
أنتى مش واخده بالك من أن الوقت متأخر ولا أى وبعدين اصلآ هلاقيلك البطيخة فين دلوقتى الناس قافله محلاتها.
رفعت كتفها إلى الأعلى قليلا دليلا على عدم معرفتها فقالت بعند
معرفش اتصرف بقى يامروان وإلا مش هيحصلك كويس.
أردف مروان بقلة حيلة لتنفيذ أوامرها
طيب يارحيل روحى أوضتك وأنا هنزل أدورلك على أم البطيخة ولو لاقيتها هجبلك ماشى.
افتر ثغرها بابتسامة عريضة مشعة بالسعادة
ماشى بس ما تتأخرش عليا ياعسل.
ضحك مروان بخفة وقال
مصلحجيه أنتى ياريرى.
طبعا أومال أنت فاكرني اي.
بعد حوالى ٣ ساعات جاء مروان من الخارج يحمل بين ذراعيه فاكهة البطيخ بعد ما عثر عليها بصعوبة بالغة فجلس بجانبها وهو يضعها على الطاولة وقال بأرهاق
أشاحت وجهها عنه وقالت ببرود
مش عايزة.
قطب مروان جبينه ليتسأل ليه بس .
أردفت باللامبالاة فقالت
لان خلاص مابقاش نفسي فيه.
تحدث مروان بضيق وازعاج فقال منفعلا
يعنى ايه مبقاش نفسك فيها دا أنتى مصحيانى من الساعة اربعه علشانها وعمال الف على كعوب رجليا فى الشوارع وفى المحلات علشانك وبعد ما الاقيها تقولى خلاص ماليش نفسي.
فقامت رحيل برفع إحدى حاجبيها بإغاظة وقالت
عملك ايه ما حضرتك اتأخرت عليا أوى وأنا بقالى ٣ ساعات مستنياك.
أوشك مروان على البكاء فقال بقلة حيلة
لا بجد حرام أنا تعبت كل يوم بتتوحمى ع حاجه شكل.
تحدث الجد