السبت 23 نوفمبر 2024

رواية هجران رحيل الفصل السادس عشر بقلم شامه الشعراوي حصريه وجديده

انت في الصفحة 7 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

الآخرون.
ربت على يدها برفق وهو ينهض ثم قال بلطف
الرضا يابنتي بوابة السعادة ومفتاح الراحة فارض بحكم الله وقدره وثقى فى قضائه وسلم أمرك لرب السماء والأرض يكفيك همك فمن رضا عاش أجمل وأروع وأبهى حياة.
فخرج من الغرفة بهدوء تام ليتركها تفكر فى مصيرها لتحدد ما تريده.
فى الأمسية 
ساورتها حيرة شديدة من حديث جدها فبقيت تجوب الغرفة جيئة وذهابا خفق قلبها وتسارعت نبضاته حين أعلن هاتفها عن اتصال مفاجئ فلما أجابت على المتصل تسمرت مكانها وجمد الډم فى عروقها وأحست بثقل فى رأسها حين ساورها الدوار فامسكت بطرف الطاولة حتى لا تسقط فألقت الهاتف على الفراش ثم أسرعت بخطواتها إلى الخارج.
ما أقبح أنا تكون حياتنا مهرجانا دون أنوار فهى مليئة بالعتمة والأسى فبكل آسف كان هنا صرخات تتعالى فى كل ركن من أركان البيت

صعدت على الدرج بخطوات ثقيلة فلما ولجت إلى غرفته وجدت نسوة العائلة مرتدين الثوب الأسود يقفن على الصفين حولت بصرها باتجاه الفراش فشاهدت أبيها مكفن بالقماش الأبيض وفى هذا الأثناء شعرت وكأن الزمن توقف عند تلك اللحظة تسارعت وتيرة تنفسها عندما تفوهت والدتها التى عانقتها بشدة وهى تبكى
سليم ماټ وسابنا يارحيل.
أنكرت هذا القول فقالت بعدم أدراك
مستحيل دا كان عندى النهاردة أكيد بتكدبوا عليا.
فقامت صفا بازاحة طرف الكفن ليظهر وجهه الشاحب المائل إلى اللون الأصفر كانت تحدق به تحديق الخائڤ ثم أحست وكأن عمودا من الثلج جمدها فى مكانها.
أنتهت مراسم الچنازة وهدات الأرجل كانت جالسة بجانب القپر واضعه كفها عليه لتتحسس دافئه أغرقت مياه عيناها كلتا خديها.
بكيت عليك ياأبي حتى انقطعت أنفاسي لا شئ أصعب من أن تكون بعيدا والتراب مثواك مازلت غير قادرة

انت في الصفحة 7 من 8 صفحات