الجمعة 22 نوفمبر 2024

رواية هجران رحيل الفصل الثامن عشر بقلم شامه الشعراوي حصريه وجديده

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

خد ابنته برفق ثم قال
محدش له دعوه بأميرتي الصغيرة قوليلي يابابا نفسك تأكلي ايه.
نظرت إليه زينة وهى تقول برقة
مش عارفة.
بتحبى السمك.
تبسمت بسعادة وقالت
جدآ.
فقام بحملها على كتفه ليقول بمرح
مدام اميرتي بتحبه يبقى نعملها أحلى وجبة سمك.
أنهى حديثه وهو يتجه بها نحو البيت ليصنع وجبة غذاء لصغاره بينما رحيل هى الاخرى ذهبت خلفهما لتساعده فى أعداد الطعام فلما ولجت إليهن وجدهن يخرجن المحتويات من الخزانة تعجب مراد من وقفتها عند مدخل الباب لكنه حثها بهدوء على الإنضمام لهما سألته ماذا يجب أن تفعل فأمرها أن تقطع الخضروات إلى حين أن ينتهى من تحضير السمك لحظات وقد نسيت ما حدث بينهما لتندمج معه كانت عيناه طيلة الوقت ترسل نظرات نحوها ليعبر فيها عن مدى السعادة والارتياح برؤيتها وفجأة عندما التقت أعينهم معا استطاعت معرفة مايدور فى ذهنه من نظرة عيناه المتحدثة فهى تعكس ما يشعر به من ندم وحزن ممتزج بالحنان والشوق إلى تلك المحبوبة العنيدة فهى بالنسبة له فكرة خارج المنطق ليس لها شبيه تبسم ثغره بحب ليحدث نفسه بمقولة تبآ لتلك العينين التى تحمل نظرة قوية كما لو أنها تريد ضړبي أو قتلي أشاحت وجهها عنه عندما وجدته يستلذ بالنظر إليها فقالت بنبرة مرتبكة
قدامك كتير.
أجابها حين حمل الصينية المحملة بالأسماك فقال باسما
أنا خلاص خلصت مش ناقص غير أني أشويه وأنتى جهزي باقى الأكل عشان زين باشا.
وعند مروره بجانبها سمعته يقول بلطف
أنك مثل الفراشة مهما إنطفأت تحلقين من جديد.
فلما ذهب ارتسمت ابتسامة حلوة على ثغرها لكنها تدراكت وضعها فأخذت تلوم نفسها لأنها سمحت لمشاعرها تنجرف نحوهه مجددا.
فى الخارج كان الجد يراسل حديثه الممتع مع العم أيوب فسأله قائلا
وأنت ياأيوب عايش لوحدك هنا.
أيوة.
معندكش ولاد.
تحدث العم أيوب بعدما علت على وجهه ابتسامة رضى فقال
لم يرزقني الله بأطفال من زوجتي الراحلة.
أردف هشام بتسأل
طب وليه حضرتك ماتجوزتش واحدة تجبلك أطفال.
أتجوز! عمري ما فكرت أتجوز واحدة تانية غير مراتي ومستحيل أعمل كدا ازاى بعد الحب والهنا اللى عيشته معاها اتجوز واحدة غيرها تشاركها فيا حتى بعد ماتوفها الله كانت روحها عايشة معايا روحها موجودة فى كل شبر فى المزراعة كل ركن هنا يشهد على ذكرى جميلة جمعت مابينا هنا فى ذكريات أحياها الله بيننا ازاى بالسهولة دى اتخلى عن كل ذكرى بقاية من ريحتها اللى مونساني.
بعد مدة من الوقت 
وضع مراد سرفيس فضى مغطى بوجبة شهية على الفراش الذى وضعه هشام على البساط وقال بنبرة مداعبة 
وجبة الملوك مع سمك الحوت المشوى بالبقدونس.
قدمت رحيل طبق البثنجان المخلل وهى تقول بمرح
ومعاه طبق السعادة لأصحاب السعادة.
تبسمت زينة حين رفعها أبيها مع على الأرض كى تضع طبقها فقالت مبتهجة
وشيش طاووق بالثوم والليمون.
تحدث العم أيوب قائلا
ريحة الأكل تجنن وكمان عملته سمك مشوى دا أنتم طلعتوا شاطرين جدآ.
رددت عليه رحيل بابتسامة عريضة مشعة بالبهجة فقالت
مراد طول عمره بيحب السمك وبيحب يعمله ويتفنن فيه.
صمتت فجأة عندما استوعبت ما تفوهت به بينما مراد طالعها بنظرة سعيدة ولما أطال النظر فى عينيها نسى ما ود قوله ولكنه مال نحوها قليلا و أردف المحب هامسا
الحياة من غيرك ليس لها معنى.
يتبع

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات