نوفيلا <يــومــيات مُـــراهــقـه> •الحلقة الثامنة بقلم نورهان ناصر
بصوت منخفض
_ وضع هاله مش عاجبني ليه خرجت كدا
أطلقت جنات زفيرا قويا وهي تجيبها بينما تمسح على المنطقة ما بين عينيها
_ ولا عاجبني بت منذر طلع هنا مش عارفه إزاي إزاي عرف إننا هنا ولا دي صدفه
تمتمت رحاب المندمجة في متابعة الفيلم بنبرة متهكمة تهمس لهم
_ هشش أنت وهي إيه ده اسكتوا
صمتت لثواني قبل أن تسألهم باستغراب
نظرت لها جنات بتهكم وهي تعطيها الفشار الخاص بها
_ كلي يا رحاب واسكتي
ضيقت رحاب عينيها تحدق بهما بسخط وبكل استفزاز أخذت الفشار من يدها تقول
_ تسلمي يا غاليه بس ماقولتيش هاله راحت فين معجبهاش الفيلم
وقبل أن ترد سهام جاء صوت من الخلف يهتف بانزعاج
_ لو سمحتي يا آنسه ممنوع الكلام مش عارفين نسمع حضرتك بقى عايزه تسهري وترغي اتفضلي في كافيه برا أرغي فيه براحتك
_ سمعت الرعد في ودانك وأنت مالك أنت
بضيق هتفت جنات وهي تزجرها بعينيها
_ رحاب خلاص اسكتي بقى واتفرجي
أخرجت سهام هاتفها وبدأت بمراسلة جنات عليه
جنات بما إن منذر هنا وخرج ورى هاله برأيك نطلع ولا نسيبهم يتكلموا شوي
قرأت جنات الرسالة وبدأت بكتابة الرد
وقفت أمام المرآة تطالع وجهها العابس والذي حفته علامات الحزن والانكسار فتحت صنبور المياة وأخذت تغسل وجهها مرات ومرات وامتزجت الدموع بالمياة وغطى صوت الصنبور على شهقات بكاءها
حينها كان منذر يقف أمام باب المرحاض يجوب الطرقة ذهابا وايابا من التوتر والقلق عليها فقط طال بقائها كانت الطرقة فارغة من عداه توقف منذر يطالع تلك اللوحة أعلى باب المرحاض والتي كتب عليها خاص بالفتيات فقط وهو يلعن تحت أنفاسه
_ ممكن أعرف سيادتك بتتهربي مني ليه
بصوت منخفض باكي قالت هاله
_ منذر سيبني أمشي لو سمحت وقفتنا كدا غلط
عبس وجهه وهو يقول بضيق
أعادت هاله حديثها بنبرة باكيه تحمل الرجاء
_ منذر لو سمحت
شبك منذر ذراعيه أمام صدره قائلا بنبرة حانية
_ هاله ارفعي رأسك وبصي لي
_ مستحيل مجرد ما اشوفك هانكث بوعدي لبابا اوعي ترفعي راسك يا هاله
همست بهم داخلها وهي تضغط على شفتيها فسمعته يتنهد بصوت مرتفع وهو يشد على شعره من الخلف قبل أن يصلها صوته يهتف ببحه عذبه
_ لا ما عملتش حاجه ممكن تخليني أمشي بقى
أنهت حديثها وهي تتحرك بعيدا عنه وبتلقائية تتبعها منذر وأيضا وقف أمامها وهو يقول بإصرار
_ مش قبل ما تجاوبيني يا هاله ليه الهروب
بحزن شديد ونبرة مبطنه بالحب همست هاله
_ لأنه مبقاش ينفع وبس
الصمت هو ما ساد بعد جملتها تلك قبل أن يتخلى منذر عن صمته ويتحدث وهو يقطب حاجبيه باستغراب يسألها
_ هو إيه اللي مبقاش ينفع
أجابته هاله بعد لحظة صمت وهي تنظر إلى الأرض أسفلها
_ علاقتنا دي
بحيرة أردف منذر
_ مالها علاقتنا
_ غلط وبس يا منذر ودلوقت خليني امشي
ختمت هاله جملتها وعبرت من جانبه ثانية ثانيتان ولحق بها منذر وبلا وعي امسك بذراعها وقام بسحبها باتجاهه شهقت هاله بتفاجئ وهي تطالعه بنظرات منصدمه حينها أردف منذر بضحكة مټألمة وعينيه كستها علامات الحزن
_ غلط وبس طفولتنا وكل أحلامنا سوا بقت عندك غلط وبس يا هاله
حاولت هاله سحب يدها من قبضة يده فضغط منذر عليها أكثر وهو يتفرس ملامح وجهها باستنكار لتردف هاله بتوتر
_آه غلط يا منذر
قال منذر وهو يرفع حاجبه باستنكار
_ ودلوقتي أدركت إنها غلط
تمتمت هاله بضيق شديد
_ بسبب الصور والكلام اللي طالع عليا وعليك أنا لا يمكن أعمل حاجه تخلي أهلي ميعرفوش يرفعوا رأسهم الكلام كتر يا منذر آه احنا عارفين الحقيقه بس الناس مش شايفه ده أنا بعفيك من الدور اللي بابا سلمهولك من زمان
صمتت هاله لثواني ترى تعابير وجهه بعد حديثها فوجدته هادئ يطالعها بصمت أخذت نفسا عميقا مكملة بۏجع
_ مفيش صداقه بين الجنسين وأنت عارف ده كويس
ضحك منذر بخفوت ضحكة مټألمة وهو ينظر لعينيها الباكيتان
_ خاېفه تحبيني يعني
_ أنا أصلا بعشقك يا متخلف مش لسه هاحبك
همست هاله بتلك الجملة من اعماق قلبها ثم بتصميم على إنهاء الأمر كما وعدت والدها قالت بحزن شديد
_ بعدين لايمتى يعني هتفضل جنبي كل واحد مننا هياجيله يوم ويمشي في طريقه لوحده واهو اليوم ده جه كل واحد مننا من طريق بقى وده آخر كلام عندي أنا مش عايزه أي علاقه تربطني بيك لا من قريب ولا من بعيد كنت عايز تسافر صح سافر وامشي وانساني
أنهت حديثها وهي تحاول سحب يدها من يده لېصرخ منذر بوجهها بتهكم
_ إيه هو ده شويه عايزاني وشويه لا هو أنا لعبه في إيدك قبل شهر كنتي بتتراجيني علشان ما امشيش ودلوقت بالبساطه دي بتقولي سافر
صمت منذر ثواني بذهول ليهتف بنبرة مټألمة
_ عايزاني أسافر يا هاله عايزاني أمشي واسيبك
انهمرت دموعها بغزارة وهي تستمع لنبرة صوته الحزينه لتهتف عينيها پألم
_ لأ مش عايزاك تمشي أبدا أنت روحي يا منذر بس ڠصبا عني وعدت بابا ولازم أنفذ الوعد بعدين أنت مابتحبنيش أساسا فمتصعبهاش عليا أكتر ما هي صعبه
أجلت صوتها تهتف بنبرة جامدة وقلبها ېتمزق في داخلها
_ آه امشي وسافر ومترجعش كمل حياتك وابني مستقبلك بعيد عني بقى أنا مش عايزاك في حياتي خلاص
قاطعها منذر وهو ينظر لعينيها پصدمه
_ هاله دي تاني مرة تطرديني فيها من حياتك أنت واعيه بتطلبي مني إيه
بانتحاب ودموع شديدة أجابته هاله وهي تبتسم پألم
_ واعيه جدا العلاقة دي اللي أنا مش لاقيالها اسم خلاص انتهت يا منذر وكان لازم تنتهي من زمان أصلا مش عارفه أنا إزاي ضيعت وقتي معاك طول السنين دي كانت غلطة من أهالينا لما اجبروك على الدور ده وأنا وافقت كان أكبر غلط و مكنش لازم اسمحلك تتدخل في حياتي بالطريقه دي بس كفايه خلاص مبقتش عايزه أكمل في الدور ده زهقت منك
مال منذر رأسه لليمين وهو يضغط على شفتيه يجبرها على رسم بسمة مصطنعه لم تصل حد عينيه حتى في حين كانت عينيه تطالعانها بنظرات مبهمة لا تعلم أهي عتاب أم حب أم كره برغم تلك اللمعه البارزة في عينيه الجميلتان والتي رغم غضبه