نوفيلا <يــومــيات مُـــراهــقـه> •الحلقة الثامنة بقلم نورهان ناصر
لم يستطع إخفائها ليردف بغصه وصوت خرج من أعماقه متالما
_ زهقتي من مين مني أنا يا هاله
اخفضت هاله رأسها تستجمع ذاتها قبل أن ترفع رأسها مجددا لتهتف بما جعل منذر على شفا من الهاوية
_ أيوه زهقت مفيش في حياتي غيرك ولا إيه قفلتها عليا من كل النواحي مكنتش بتسمحلي اتنفس ممنوع اضحك مع غيرك ممنوع اتكلم مع غيرك ممنوع اقف مع غيرك بس خلاص فاض بيا أنت بتحلل لنفسك وتحرم على غيرك وقبل ما تقولي أختي ومش عارف إيه أنا مش أختك ولا عمري كنت ولا هكون أنت فاهم ومن النهارده أنا حره وهحب براحتي أصلا أنا كنت معجبه بإسلام بس طلع شخص زبا بس عادي كلنا بنغلط وبنتعلم وأنا هاعمل اللي أنا عايزاه وهصاح
_ كفايه اخرسي مش عايز أسمع منك حاجه بتدمري كل اللي كان بيناتنا اتخنقتي دلوقتي اتخنقتي أنا مش عارف أنت سكرانه ولا شاربه إيه ولا إيه سر الكلام اللي بتقوليه ده بس حاضر يا هاله هامشي ومش هرجع والمرة دي مفيهاش سماح زي المرة اللي فاتت دوري على حل شعرك بقى أنا غلطان أصلا ومكنش لازم أقبل الدور ده أصلا البنت اللي كانت معايا في طفولتي واللي ربيتها ماټت من النهارده قتلتيها
_ أنا أسفه يا منذر بس عطيت بابا وعد وكان لازم انفذه حتى لو على حساب روحي
كان يقبض على يده بقوة وهو يتنفس پعنف وصدى كلماتها تلاحقه لا يصدق ما تفوهت به هل كان مخدوعا فيها أمن شدة حبه لها لم يعرف وجهها الحقيقي يالتناقض ترفض العلاقه معه لأنها خطأ وتريد أن تصادق غيره أهي جنت أم ماذا
_ منذر مالك شكلك مضايق أوي
أبعد منذر يدها عن يده وهو يقول بإيجاز
_ مفيش ممكن تسيبيني لوحدي
طالعته نرمين بملامح قلقه أثناء قولها
_ بس أنت
قاطعها منذر بنبرة جامدة
_ قولت عايز أبقى لوحدي
كانت هاله منفطرة في البكاء بقوة اشفقت عليها إحدى السيدات المارة من أمامها لتجلس بقربها تردف بنبرة قلقه
رفعت هاله عينيها لها وتحدثت بغصه
_ خسړت أغلى الناس على قلبي
_ يا حبيبتي يا بنتي
أعقبت حديثها وهي تمد يدها بمنديل لها مسحت هاله دموعها وما كادت تأخذ المنديل من يدها عندما أتت جنات إليها راكضه تهتف بنبرة قلقه
_ هاله أنت كويسه
_ هاله تماسكي يا قلبي
_ شكرا يا طنط تقدري تمشي
أومأت السيدة برأسها وهي تبتسم بوجهها تقول بلطف
_ ما تخافيش مني يا بنتي أنا مش هخطفكم ولا حاجه
بتوتر شديد ردت جنات
_ خطڤ مين جاب سيرة الخطڤ دلوقت
ابتسمت السيدة تهتف بنبرة ودودة
_ نظراتك يا بنتي اطمني أنا موظفة في مدرسة هنا في المنطقة دي بدرس اللغة العربية وعندي بنات زيكم كدا
بحرج ردت جنات وهي تبتسم بخفوت
_ ها أهلا وسهلا بيك معلش كل يوم بنسمع عن طرق للخطڤ فبصراحه قلقت لما شوفتك بتقربي من صاحبتي أنا أسفه على إساءة ظني
رفعت السيدة عنها الحرج وهي تبتسم بلطف تبث كلماتها على مسامعهم
_ أنت مغلطيش يا حبيبتي للأسف بقى ده الواقع بيختلط فيه أصحاب النوايا الحسنة مع السيئة لله الأمر من قبل ومن بعد محدش يابنتي في الزمن ده ومبقاش بېخاف ويشك في كل الوشوش اللي بيشوفها عمتا مش هاخركم أكتر من كدا ربنا يحفظ طريقكم شوفي صاحبتك لأنها تعبانه جدا
بادلتها جنات الابتسامه وظلت تتبعها بعينيها حتى غابت عن ناظريها تنهدت ثم نظرت إلى هاله المستمرة بالبكاء وحينها جعدت جبينها باستغراب وهي تنظر إلى جانب وجهها قبل أن تسألها بعيون متسعة من الصدمه
_ هو ضړبك
بنبرة مثقلة أجابت هاله
_ جنات روحيني مش قادره أقف ولا عايزه أتكلم ولا أنا قادره
أومأت جنات بهزة بسيطة من رأسها وهي تساندها مردفة بنبرة هادئة
_ حاضر مش هاسالك بس هنقول إيه للبنات سهام ورحاب كانوا بيشتروا حاجه من السوبر ماركت ده وجايين الكف باين أوي أنا مش قادره أتخيل إنه مد أيده عليك
_ أنا استفذيته
پغضب شديد همست جنات
_ ولو بردو ده مايديلهوش الحق إنه يرفع أيده عليك
_ خلاص يا جنات بقى البنات جايين أهم قفلي بقى على الموضوع ده
رفعت رحاب شنطة المشتريات وهي تخرج أحد الاكياس تهتف بنبرة متحمسه
_ جبتلكم اندومي معايا وشيبسيهات وكمان كيت كات وجالاكسي مش خسارة فيكم
رمقتها جنات بنظرة تهكمية أثناء قولها
_ تشكرات يا حبيبتي تعبتي نفسك
_ أنا نفسي أفهم أنت قارشه ملحتي ليه يا جنات
قالت سهام تقطع حديثهم
_ طب يالا بقى علشان التلفونات مبطلتش رن وهنتنفخ في البيت كدا
مدت رحاب يدها بإحدى قطع الشوكولاتة إلى هاله وهي تردف ببسمة صغيرة
_خدي دي يا هاله عارفه إنك بتحبي النوع ده أوي
نظرت هاله إلى يدها الممدودة لتلتمع الدموع في عينيها مجددا هذا نفس النوع الذي يقدمه منذر لها لتقول رحاب بحيرة عندما لاحظت دموعها
_ هو أنا قولت حاجه غلط
قالت جنات تداري الموقف
_ لا يا حبيبتي بس هاله بقت پتكره النوع ده
رفعت رحاب حاجبها بتهكم وهي تقول بغير تصديق
_ إزاي دي مش عاتقه منذر وكل ما بيشتريها بتاخدها منه
_ لا ما هي نفسها زهقت منها بقى بصي هاتي كيس الاندومي ده ويالا نمشي
أعقبت جنات حديثها وهي تشير بعينيها إلى سهام التي فهمت اشارتها ثم أوقفت إحدى عربات الأجرة وبعد استقرارهم بداخلها هتفت رحاب وكأنها تذكرت
_ بت يا هاله خرجتي في نص الفيلم ليه ده كان فيلم يجنن
كانت هاله تستند على زجاج نافذة السيارة بشرود تبادلت جنات وسهام النظرات لتردف سهام ضاحكة
_ هاله بتزهق بسرعه وطلعت تتمشى شويه
هزت رحاب رأسها وصمتت مضى بعض الوقت ثم ترجلت من السيارة وهي تودعهم ابتسمن لها بصفاء حتى غادرت