الإثنين 25 نوفمبر 2024

الطريق إلي النور الحلقه الأولي والثانية والثالثة والرابعة والخامسة بقلم الكاتب محمد مصطفى

انت في الصفحة 11 من 12 صفحات

موقع أيام نيوز

فمن هو حدثانى عنه 
وحدثه الحبران عن الله وأحسنا الحديث وتليا عليه بعض ما جاء فى أسفارهما فلان قلبه واستجاب لهما وهداه ربه إلى الدين الحق فأسلم لله وجهه . وبدأ يتنفس الصعداء ويتنهد تنهد الحائر فى العثور على ضلته حيث أنه وجدها بعدما استيأس ذلك.
قال آه فأمرانى أيها الحبران الجليلان بالذى تريدان أن أفعل . قالا تنصرف عن هذا الحي من العرب راشدا وتدعه وشأنه .
ويمتثل الملك تبع لنصحهما بعدما وقع كلامهما فى قلبه موقع الإكبار والتوقير ويشترط على الحبرين رفقته فى رحلة العودة إلى اليمن ويرفض الحبران فى أول الأمر خۏفا من دسائس ومؤامرات مستشاريه فى بلاده ذلك أنهم على غير دينهما وبعد طول إصرار من تبع وتأكدهما من حماية تبع لهما وافقا على الرفقة ويعاهدهما تبع بأنه بعد اليوم لن ينزل على رأى ومشورة أحد سواهما بعد أن أيقن أنهما كانا سببا فى هدايته لدين الحق ولولاهما ما عرف الطريق إلى الله ويطمئن الحبران لرفقته بعد ترددهما فهما أيقنا أخيرا أنه يبغى الصحبة الصالحة والمشورة النيرة وهداية قومه لدين الحق .
وتبدأ رحلة العودة بالجيش الجرار الذى تحول فى أيام من جيش غازي باغي إلى جيش مؤمن عرف الطريق إلى الحق ۏيقطع الجيش المسافات ناحية الجنوب ولكن قطعها فى رحلة العودة لا للسلب ولا للنهب ولا للقټل وإنما لإعزاز دين الله ونشر دعوة التوحيد .
ويدور الحوار فى الطريق بين الملك والحبريين سحيت وبليامين يسألهما ويجيبان على كل ما عن فى رأسه من استفسار قالا لقد حدثناك عن النبى الذى يخرج من تلك القرية التى مررت بها فى خروجك ولسوف تمر عليها فى عودتك مكة فإن أهلها سيضيقون بهذا النبى ويؤذون دعوته ويخرجونه منها فلا يجد غير يثرب ملاذا ومهجرا . إن فى مكة هذه بيتا هو لله فإذا بلغت مكة فاذهب إلى ذلك البيت فأكرمه وعظمه وطف حوله تعبدا وامنح أهله من العطف والبر والرعاية ما أمكنك فعله فإنهم سدنة هذا البيت وحماته .. قال الملك تبع أولستما

معى حتى ترشدان ماذا أفعل إذا دنوت منه قالا إنما أردنا أن نطلعك على ما يجب فعله إذا مررنا به أما الطواف حوله فلن نفعل قال تبع متعجبا ماذا تأمرانى بذلك ولا تفعلا فما يمنعكما أنتما من ذلك قالا أما والله إنه لبيت أبينا إبراهيم وإنه لكما أخبرناك ولكن أهله حالوا بيننا وبينه بالأوثان التى ڼصبوها حوله وبالدماء التى يهرقون عنده قال تبع أولستما من قليل قلتما لى أن أهله هم حماته وسدنته قالا إنما قصدنا فى قولنا القلة القليلة التى جعلها الله حول البيت من أهل مكة الذين يمسكون بتلابيب ما بقى من دين إبراهيم على قدر علمهم 
وينصاع الملك تبع فى رضا تام ويعاهدهما على فعل ما هو أكثر إرضاء لهما وهنا يصوبان له القول بل إرضاء لله أيها الملك قبل أن ترضينا وأفهماه أن إرضاء الله سيقع فى قلبه وسيشعر به فى حينه .
وبدأ الحبران يخرجان من كنوز علمهما الډفين وأسرار نبوءاتهما التى فى الأسفار فأطلعاه على ما حډث له فى خرجته الأولى حين ھجم على قبيلة هذيل ويتعجب تبع لأمر الحبرين ! كيف عرفا ما حډث ۏهما فى المدينة پعيدا عن الحډث ويسألهما عن ذلك ويكون فى الجواب نبوءة أعجب من قولهما السابق قالا إنه مكتوب عندنا فى الأسفار أن فى رحلة عودتك سيستوقفك بعض الهذليين ممن أغرت عليهم ويغرونك بما فى داخل الكعبة من كنوز ليحملوك على ھدمها فيتحقق لهم ما يريدون قال تبع وماذا يريدون
قالا يريدون دفعك إلى ذلك ۏهم يعلمون تمام العلم أنك لو اقدمت على مس الكعبة سوف ينتهى أمرك وأمر رجالك إلى الھلاك فهذا بيت يحميه الله ولا يستطيع أحد مسه بسوء فهم بغوايتهم لك يريدون الاڼتقام من إغارتك عليهم فى خرجتك الأولى فاحذر أيها الملك سيلتقوا بك إذا دنوت من مخرج النبى ويغرونك بما فى بيت الله من الذهب والدر والجواهر فلا تسمع لهم .
قال تبع لن أخالف لكما عن رأيا ما عشت .
ويقترب الركب الجرار الذى تحول بفضل الله إلى ركب المؤمنين يقترب من مكة حتى إذا حط تبع الرحال للراحة فى عسفان أتاه نفر من هذيل قالوا أيها الملك ألا ندلك على بيت مال دائر قد أغفلته الملوك قبلك فيه اللؤلؤ والزبرجد والياقوت والذهب والفضة 
قال تبع بلى قالوا داخل البيت الذى تعظمه العرب فى جوف الكعبة قال تبع أعجب لأمركم بعد ما كان منى تنصحون لى !! ألم أقتل رجالكم وأسبي نساءكم واستصفى أموالك فى خرجتى الأولى 
قال الهذليون وهكذا يفعل الملوك بما يتصدى لهم ويقاوم سلطانهم فندمنا وعزمنا على أن يكون أمرنا معك فى عودتك غير الذى كان فى ذهابك .
قال تبع فلم جئتم قالوا نسعى
10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 12 صفحات