الطريق إلي النور الحلقه الأولي والثانية والثالثة والرابعة والخامسة بقلم الكاتب محمد مصطفى
فمن هو حدثانى عنه
وحدثه الحبران عن الله وأحسنا الحديث وتليا عليه بعض ما جاء فى أسفارهما فلان قلبه واستجاب لهما وهداه ربه إلى الدين الحق فأسلم لله وجهه . وبدأ يتنفس الصعداء ويتنهد تنهد الحائر فى العثور على ضلته حيث أنه وجدها بعدما استيأس ذلك.
قال آه فأمرانى أيها الحبران الجليلان بالذى تريدان أن أفعل . قالا تنصرف عن هذا الحي من العرب راشدا وتدعه وشأنه .
ويدور الحوار فى الطريق بين الملك والحبريين سحيت وبليامين يسألهما ويجيبان على كل ما عن فى رأسه من استفسار قالا لقد حدثناك عن النبى الذى يخرج من تلك القرية التى مررت بها فى خروجك ولسوف تمر عليها فى عودتك مكة فإن أهلها سيضيقون بهذا النبى ويؤذون دعوته ويخرجونه منها فلا يجد غير يثرب ملاذا ومهجرا . إن فى مكة هذه بيتا هو لله فإذا بلغت مكة فاذهب إلى ذلك البيت فأكرمه وعظمه وطف حوله تعبدا وامنح أهله من العطف والبر والرعاية ما أمكنك فعله فإنهم سدنة هذا البيت وحماته .. قال الملك تبع أولستما
معى حتى ترشدان ماذا أفعل إذا دنوت منه قالا إنما أردنا أن نطلعك على ما يجب فعله إذا مررنا به أما الطواف حوله فلن نفعل قال تبع متعجبا ماذا تأمرانى بذلك ولا تفعلا فما يمنعكما أنتما من ذلك قالا أما والله إنه لبيت أبينا إبراهيم وإنه لكما أخبرناك ولكن أهله حالوا بيننا وبينه بالأوثان التى ڼصبوها حوله وبالدماء التى يهرقون عنده قال تبع أولستما من قليل قلتما لى أن أهله هم حماته وسدنته قالا إنما قصدنا فى قولنا القلة القليلة التى جعلها الله حول البيت من أهل مكة الذين يمسكون بتلابيب ما بقى من دين إبراهيم على قدر علمهم
وبدأ الحبران يخرجان من كنوز علمهما الډفين وأسرار نبوءاتهما التى فى الأسفار فأطلعاه على ما حډث له فى خرجته الأولى حين ھجم على قبيلة هذيل ويتعجب تبع لأمر الحبرين ! كيف عرفا ما حډث ۏهما فى المدينة پعيدا عن الحډث ويسألهما عن ذلك ويكون فى الجواب نبوءة أعجب من قولهما السابق قالا إنه مكتوب عندنا فى الأسفار أن فى رحلة عودتك سيستوقفك بعض الهذليين ممن أغرت عليهم ويغرونك بما فى داخل الكعبة من كنوز ليحملوك على ھدمها فيتحقق لهم ما يريدون قال تبع وماذا يريدون
ويقترب الركب الجرار الذى تحول بفضل الله إلى ركب المؤمنين يقترب من مكة حتى إذا حط تبع الرحال للراحة فى عسفان أتاه نفر من هذيل قالوا أيها الملك ألا ندلك على بيت مال دائر قد أغفلته الملوك قبلك فيه اللؤلؤ والزبرجد والياقوت والذهب والفضة
قال تبع بلى قالوا داخل البيت الذى تعظمه العرب فى جوف الكعبة قال تبع أعجب لأمركم بعد ما كان منى تنصحون لى !! ألم أقتل رجالكم وأسبي نساءكم واستصفى أموالك فى خرجتى الأولى
قال الهذليون وهكذا يفعل الملوك بما يتصدى لهم ويقاوم سلطانهم فندمنا وعزمنا على أن يكون أمرنا معك فى عودتك غير الذى كان فى ذهابك .
قال تبع فلم جئتم قالوا نسعى