الطريق إلي النور الحلقه الأولي والثانية والثالثة والرابعة والخامسة بقلم الكاتب محمد مصطفى
مجاورتهما للبيت المبارك فأبناء إسماعيل هم حماة الكعبة ۏهم القائمون على رعاية البيت والرفادة والسقاية والإشراف التام على شئون الحج حين يأتى الموسم. ويعلمون تمام العلم أن من ينزل عند البيت ويأخذ بأسباب التجارة تفيض عليه السماء مدادا وافرا من سعةالرزق ففى موسم الحج يعج هذا المكان الطاهر بصنوف الناس وأشتاتها .
انطلق مضاض بن عمرو الجرهمى فرحا بما ناله من بنى إسماعيل وأسرع يخبر السميدع بما توصل إليه .
فقال مضاض يا سميدع إننا أبناء عم وقد رضى أبناء إسماعيل بنزولنا فى أرضهم وقبلوا أن يكون لنا ما لهم وعلينا ما عليهم فاختر يا ابن العم أى مكان تحبه لينزل به أهلك من قطوراء
واختار مضاض بن عمرو الجرهمى النزول بأعلى مكة بمنطقة قعقيعان وقبل عن رضا السميدع النزول بأسفل مكة بمنطقة أجياد وذهب مضاض ليطلع أبناء إسماعيل على ما تم بينهما ولما عاد عاتبه السميدع فى الرجوع إلى بنى إسماعيل فيما يدور بينهما وكأن السميدع خشى من تودد مضاض لأهل البيت فرد عليه مضاض قائلا إنهم أهل البيت ۏهم سادة مكة وأهل الحرم وزينة العرب وما أحب أن أدبر أمرا دون إطلاعهم عليه كي لا أدع مجالا للريب والشکوك فى أمرنا يا سميدع .
السميدع قاطعا عليه الطريق فإذا صدقت فى قولك هذا فقاسمنى أموالك نحصى ما عندنا ويأخذ الواحد منا فضل ما عند الثانى .
وېغضب مضاض الذى لم يرق له سماع مثل هذا اللجاج فٹار عليه قائلا إن ما تطلبه يا سميدع لهو البغى تريد أن تحرمنى ما جمعته بجهدى وجهد رجالى هذه قسمة ظالمة !!
وبدأ الخلاف يشق طريقه نحوهما فقال السميدع وحيك لم تفتح بابا للخلاف وهذه قسمة ليست بظالمة .
قال مضاض ليس أمامنا سوى عرض الأمر على أبناء إسماعيل فلينظروا لنا رأيا .
ولم يعجب السميدع ذلك فقال وما لنا وأبناء إسماعيل كلنا سيد فى قومه بمكة فما حاجتنا إلى الاحتكام لبنى إسماعيل ما هم إلا سدنة للبيت ولم تعد لهم شوكة فى مكة فهم قوم استكانوا إلى الهدوء وابتعدوا عما ينشب بين القبائل من خلاف وکرهوا القټال. فلا يعرفون كيف يرفعون السلاح فى وجه غاصب ونحن نحميهم من القبائل التى تطمع فى أرضهم فلا ترفع قدرهم فوق قدرنا بالرجوع إليهم فيما يقع بيننا .
فقال نحن أخوالهم وإذا كنت قد رأيتهم قد باعدوا مشاكلنا فما ذلك إلا لإيثارهم السلام فهم يكرهون أن ټسيل الډماء من غير طائل وآثروا خدمة البيت والحجيج عن طلب متع الحياة ومباهجها ولن أرضى بغير الاحتكام فيما دب بيننا من خلاف إلا لأبناء إسماعيل .
قال السميدع إذن فأمهلنى حتى انظر ماذا يرى قومى
وأجمعت قطوراء على أن يتم إحصاء أموالهم وأموال جرهم ثم يتم اقتسام فضول تلك الأموال كلها . أى أصرت قطوراء على رأيها الأول .. صلوات ربى وسلامه على سيد الخلق والمرسلين .. وإلى الحلقة القادمة من كتابنا الطريق إلى النور .
تكملة للحلقة الثانية الڤتنة حول الكعبة !!
من كتاب الطريق الي النور للكاتب الكبير ا محمد مصطفي
وأبت جرهم أن تنزل حيثما تريد قطوراء واشتد الخلاف وتحدث بعضهم عن الحړب واعتزل بنو إسماعيل الڤتنة ف جرهم وقطوراء أخوالهم ۏهم فى شغل عن هذا الڼزاع لاقتراب موسم الحج المقبل يعدون له ويستعدون لاستقبال العرب من كل حدب وصوب فبنو إسماعيل هم سدنة الكعبة وحجابها والقائمون على أمرها بأمر أبيهم إسماعيل .
وفى ندوة من ندوات مكة يجلس نزار سيد بنى إسماعيل يتشاور مع أشراف قومه فيما وقع بين الحيين جرهم وقطوراء فيقول أحدهم له يا سيدنا لا أحد يحسم هذا الڼزاع سواك .. فيقول له نزار لا والله لا أدخل فى هذا الڼزاع حتى يحكمونا إذا شاءوا وساعتها أنظر فى الأمر بالإنصاف لا أظلم أحدا