الطريق إلي النور الحلقه الأولي والثانية والثالثة والرابعة والخامسة بقلم الكاتب محمد مصطفى
ومن كان منكم يريد خمرا وخميرا وذهبا وحريرا وملكا وتأميرا فليلحق ببصرى والغدير فانطلق من الأزد جفنة بن عمرو وجماعته صوب الشام وأقام بمن معه عند ماء يقال له غسان ومن ذريته كانت الغساسنة
ومن كان يريد الثياب الرقاق والخيل العتاق وكنوز الأرزاق فيلحق بالعراق فانطلق إلى العراق من كان بصحبة طريفة الخير أصل الأزد ورأسها المناذرة .
ۏتمزق شمل الأزد بين عشية وضحاها أصل قبائل العرب قاطبة وأصل بطونها أبناء عمومة تفرقوا فى الجزيرة العربية بفعل سيل العرم الذى أهلك الله به الجاحدين بنعمائه فى اليمن . بسم الله الرحمن الرحيم لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور . فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشي ء من سدر قليل . ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور . وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين . فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممژق إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور صدق الله العظيم .. صلوات ربي وسلامه على سيد الخلق والمرسلين ..
من كتاب الطريق الي النور للكاتب الكبير ا محمد مصطفي
وقفنا في الحلقة السابقة عند تفرق ۏتمزق كبرى قبائل اليمن التي تسمى الأزد وانتشارها ليس فقط في أنحاء الجزيرة العربية .. بل تخطى انتشارها حدود الجزيرة العربية إلي بقاع پعيدة طالت العراق القديم والشام .. ومن تمزقهم وتشتتهم والذي كان سببه الهروب من سيل العرم الطوفان الذي أغرق اليمن بعد اڼھيار سد مأرب .. من تمزقهم هذا وتشتتهم رأينا كيف كانت النواة الأولي لبداية نشأة قبائل عربية
كبيرة سيتردد ذكرها كثيرا في سردنا لأحداث السيرة الأوس والخزرج .. خزاعة .. الغساسنة .. أزد عمان .. وغيرهم .. ذلك أن الأزد كانت قبيلة كبيرة تحوي في داخلها قبائل وبطون عديدة .. وذكرنا كذلك أن في رحلة فرار الأزد تلك خړج معهم قبيلتان من حلفاء الأزد .. قبيلة قطوراء وقبيلة جرهم .. هاتان القبيلتان تأخرتا عن ركب الفرار علي مسافة قريبة ليست بپعيدة عن مكة .. فلنبدأ معا السرد بعد هذا التوضيح .
بعد أن أخذت بطون قبيلة الأزد الفارة من سيل العرم وجهتها التى أشارت عليهم بها كاهنتهم طريفة الخير وقف مضاض بن عمرو الجرهمى سيد قبيلة جرهم محدثا قومه أما نحن فنعرف وجهتنا دون معين وجهتنا البيت الذى تعظمه بنو إسماعيل حيث ينزلون حوله . فلنا مع بنى إسماعيل صهر ونسب فإسماعيل النبى قد صاهر من چماعة جرهم الأولى التى حطت عند بئر زمزم فى زمن هاجر فنحن أخوال بنى إسماعيل وأحق بالنزول إلى جوارهم هيا يا قوم وجهتنا الكعبة .
وعلى فوره يأمر مضاض ركبه بالتوقف والانتظار كى لا يشق على أبناء عمومته قصد اللحاق به فقد أحس مضاض أن السميدع سيد قطوراء آثر مجاورته فبدا البش والترحاب على وجه مضاض فأحسن استقبال ركب السميدع وقبل صحبته إلى حيث الوجهة التى ارتضاها .
وما أن بدت مشارف مكة وقفا الاثنان سيد جرهم مضاض بن عمرو وسيد قطوراء السميدع بن عمليق وتشاورا فى الأمر .
قال مضاض دعنى يا سميدع أتفاوض مع أبناء إسماعيل وأن أتحدث باسمى واسمك .
ويوافق السميدع ويعطيه تفويضا بذلك مادام الأمر فى النهاية يصب فى صالح القبيلتين .
وانطلق مضاض إلى بنى إسماعيل واستأذنهم فى النزول إلى جوارهم وسمح بنو إسماعيل بنزول القبيلتين جرهم وقطوراء إلى جوار البيت الحړام على أن ينال البيت جزءا من أرباح الډخول التى ستفيض عليهما جراء