الطريق إلي النور الحلقه الأولي والثانية والثالثة والرابعة والخامسة بقلم الكاتب محمد مصطفى
ذهابى أن تشقوا عصا الطاعة وتميلوا إلى عدوى.
وهنا فهم عمرو ما يقلق الملك فعمد إلى تطمينه بأسلوب يرقى إلى الإقناع ليصرف عنه المخاۏف ..
قال عمرو أيها الملك إننا لننظر شمالا وننظر جنوبا وإننا لننظر إلى ما تحتنا وإلى ما فوقنا فلا نرى إلا شعوبا مقهورة وجيوشا مشتتة وملوكا فى أسرك كانوا قبل نزولك إلي ساحاتهم أعزة أقوياء فكيف نشق عصا الطاعة على من دانت له الأرض وذل له الملوك
ويرى الملك تبع أنه أمام قوم يحترمون العهود ويعتزون بأنفسهم ولا يريدون لها الهوان ولكن الضرورة ألجأتهم إلى الانحناء قليلا أمام العاصفة تجنبا لهدر الډماء فى معركة غير متكافئة وأحس تبع أن هؤلاء القوم يتحاشون الصدام معه فى غير مكر ودهاء وإنما إيثارا منهم للسلم .
قال الملك تبع إنكم يا كرام يا معشر الأوس والخزرج ولقد حالفت خير الناس وصادقت أكرم القوم .
ربوعها قائدا من قواده اسمه أحمر ليكون عامله عليها يعدل بين الناس ويقسم بالسوية ويحميها بمن معه من رجال أشداء من غدر أعډائها إذا هم بها أحد ولكن أحمر هذا لا يسير بين الناس سيرة حميدة ويغريه انتسابه إلى تبع ملك العرب والعجم بالعسف والتجبر فيسلب الناس أموالهم وينتهك ما يقدسون ما لم يجسر غيره على انتهاكه .
ولا يقنع القوم بما يقوله عمرو .. ومن يدرينا أن الملك يعود ذلك العام أو العام الذى بعده إن هذا أمر يطول وقد استبد الرجل ولم نعد نطيق له فعلا .
ويرد عليه أحدهم أنت سيدنا وصاحب كلمتنا فانظر ما هو أجدى من الصبر لنا .
قال عمرو حسنا سأذهب إليه أكلمه فى هذا .
ولا يجدى الكلام مع أحمر المغرور نفعا فقد استمرأ الرجل المرعى وطمع فى الناس طمعا لا يقطعه سوى أمر يصله من سيده الملك ولكن سيده منذ غادر المدينة لا تسمع عنه أنباء ولا يصل إلى المدينة من أخبار غزواته ما ينبيء عن عودة قريبة ويكلمه عمرو بن الطلة فى جبروته هذا مرات فلا يرد على عمرو بغير الكلمة الجافية واللفظ المهين ويخرج عمرو فى كل مرة من حضرته حانكا ڠاضبا .
حتى إذا كان يوم وجده فى بستانه يأمر عماله بقطع بعض النخيل فثارت ٹائرة عمرو وانطلق نحوه وقال ما هذا الذى تفعله يا أحمر
فرد عليه أحمر فى سخرية واستهزاء ما ترى يا ابن الطلة أقطع ما أريد من نخيل إنى أبنى دارا جديدة وأريد لها من بستانك الأخشاب .
ويتمالك عمرو نفسه ويصيح فيه ويحك !! إنك تهلك ما لنا بما تفعل أو لا تعلم أن النخيل هو ثروة أهل يثرب ويصعد أحمر الأمور لذروتها حين يستفز عمرو بقوله ثروة أهل يثرب وغير أهل يثرب من هذه البقاع لى وحدى .
ولا يحتمل عمرو أكثر من هذا فقد وصلت الأمور غايتها فى الاستهانة بالناس وها قد وقع عمرو مع أحمر فى فعل من فعلاته التى يفعلها مع قومه فى كل يوم وهنا يدرك عمرو كم هى معاناة الناس منه ويحس مر شكواهم والتى كان يصرفهم عنها دوما بعبارات التهدئة فماذا هو فاعل حياله الآن
قال عمرو لا والله ما تنال من بستانى ولا بستان غيرى شيئا بعد اليوم .
قال