رواية كأنك خلقت لأجلي الفصل الرابع بقلم الكاتبه آلاء حسن حصريه وجديده
انت في الصفحة 5 من 5 صفحات
نفسه
بس أنا مش سهل إني أثق في حد بسهولة حتى لو بحبه ..
ثم اضاف متسائلا كمن يبحث عن مؤيد لوجهة نظره
انتي شايفة إيه هو الحب بين الراجل والمرأة ومتقلوليش العواطف والمشاعر والأحاسيس ..
أجابته كارمن بثقة واضحة بابتسامة ظافرة بعدما شعرت بتذبذه
عن نفسي مبؤمنش بالحب البرئ الحب زيه زي أي علاقة مادية في النهاية بتهدف للربح ولو انتهت بالخسارة فالحب بېموت في نفس الوقت ..
فكر صفوان في كلمات كارمن لوهلة كان يعلم جيدا أنها على صواب من ناحية المنطق التجاري ولكن مشاعره كانت تدفعه في اتجاه آخر. فهو لم يكن مثل كارمن التي كانت تتعامل مع العلاقات من منظور مادي بحت بل كان يبحث عن شيء أعمق وأقل وضوحا. كان قد اختبر خيبات الأمل في الماضي وعرف جيدا كيف أن الحب قد يتحول إلى عبء لكنه في نفس الوقت كان يشعر في أعماقه بأنه لا يستطيع الاستغناء عن ذلك الاتصال الحقيقي.
يعني لو قررت أفتح قلبي لحد أنت شايفة إن دي صفقة كسبانة
كانت كارمن تراقب وجهه بعناية تحاول أن تقرأ ما وراء كلماته. وعندما شعرت بأن صفوان أصبح أكثر انفتاحا اختارت أن تسحب خيوط اللعبة لصالحها وقالت بتأكيد
الحياة كلها صفقة صفقة بينك وبين شركائك صفقة بينك وبين العالم. والحب هو جزء من هذه الصفقة. تقدر تقيسه بالنجاح في النهاية هو بيكون عن مين هيساعدك تقوي نفسك مين هيكون جمبك لو فشلت أو نجحت. والأهم ... مين هيفهمك ويقف معاك في اللحظات الصعبة ..
وياترى أنت شايفة مين هي اللي تقدر تلعب الدور ده
كانت هذه اللحظة بمثابة قمة المواجهة بينهما وعرفت كارمن أنها قد وصلت إلى النقطة التي كان عليها أن تقترح فيها خيارها فردت بسرعة وبثقة
نظرت كارمن إلى صفوان بعينيها الحادتين كأنها تنتظر منه ردا حاسما فقد كانت تعلم أن الأمور ستتغير الآن بشكل جذري.
كانت تجلس بارتياح أعلى اريكة سيارتها بالخلف تتصفح جهازها اللوحي بابتسامة انتصار تزين وجهها بعدما نجحت في إقناعه بالأخير ...
حركت كارمن ريموت التحكم بيدها فظهرت مجموعة من صور صفوان على تلك الشاشة الكبيرة المعلقة أمامهم وقالت بصوت جهور واضح بينما أعين الجالسات يملؤها الإعجاب بشكل متزايد
كان الجو في الغرفة مليئا بالتوتر والترقب حيث كانت كارمن تتحدث بحماس وكأنها تروي قصة نجاح أخرى في عالمها المعقد. الموظفات من حولها كانت أعينهن مركزة على الشاشة وكل واحدة منهن تتخيل نفسها في مكان الشريكة المثالية لصفوان لكن في داخل كل منهن كان هناك شعور واحد فقط ...
التحدي .. التحدي لتقديم الزوجة المثالية لذلك الشخص الأكثر من المثالي ..
صفوان درس هندسة الكمبيوتر وعمل دراسات عليا في أكبر الجامعات في هذا المجال بخلاف شركته الخاصة بالمجال ده والي رأس مالها بالملايين إلا إنه عنده أسهم وأصول بقيمة ٣ مليار دولار ...
متطلباته مختلفة شوية عن المألوف .. هو كل اللي عاوزه امرأة في أواسط الثلاثينات .. مش مشكلة إذا كان سبق لها الزواج ولا لا .. أهم حاجة عنده واللي شدد عليها إنها تكون مثقفة وتقدر تدير حوار معاه ..
آه وبالمناسبة مش مهم عنده إذا كانت من نفس طبقته الاجتماعية أو أقل .. المهم مواصفتها الشخصية ..
كانت كارمن قد نقلت الموضوع بأقصى درجات الإقناع والاحتراف لكنها لم تكن تعلم أن هذه المرة ستكون مختلفة فصفوان أباظة لم يكن مجرد رجل أعمال عادي بل كان شخصا معقدا للغاية يملك أسرارا وألغازا لا يمكن لأحد أن يفكها بسهولة. وكان الطابع الشخصي لصفوان سواء كانت خياراته صريحة أو غامضة كان يمثل لغزا بالنسبة لجميع من يعرفه.
استمرت كارمن في شرح التفاصيل بينما كانت تراقب ردود الفعل على وجوه الموظفات ثم قالت بصوت هادئ وثابت وكأنها تعرف أن هذه اللحظة ستكون حاسمة
أنا عارفة إن كل واحدة فيكم معاها قائمة من المرشحات اللي ممكن تكون مناسبة لصفوان بس في حاجة واحدة بس لازم تفتكروها إن من البداية صفوان مش متحمس لزواج جديد عشان كده لازم نقدمله مرشحة جذابة تقنعه بالجواز ... ولازم الجواز ده ينجح بأي طريقة ...
قالت كارمن جملتها الأخيرة بأعين لامعة متقدة يبدو أنها لم تذق طعم الخسارة يوما ....
بينما في تلك اللحظة كان صفوان أباظة في مكان آخر بعيدا عن هذا الاجتماع حيث كان يفكر بعمق في قراره القادم. فالأمر لم يكن فقط عن امرأة تتقن فن الحوار أو تمتلك المقومات التي يراها جذابة بل كان يتعلق بشيء أكثر تعقيدا... شيء يتعلق بالماضي بالخيبات التي مر بها والأسرار التي لم يبح بها بعد.
ومع اقتراب موعد اللقاء الأول بين صفوان وأي من المرشحات كانت كارمن على يقين أن اللعبة قد بدأت ولكنها لم تكن تعلم أن صفوان قد قرر أن يكون هو هذه المرة الذي يعيد رسم ملامح حياته بعيدا عن التوقعات ...
اتمنى الفصل يكون عجبكوا .. ياترى إيه توقعاتكوا عن اللي جاي
حرف واحد منك يكفي لنستمر
متنسوش اللايك والكومنت يابنات .. افتحوا نفسي كده