رواية كاره النساء بقلم سهير عدلي الفصل الأول والتاني والتالت والرابع والخامس حصريه وجديده
في البيت كله.
زين جووي..أصرخي يبه..أصرخي وريني شجاعتك..خلي أبوكي يشوف بته المصونة وهي داخله في عز الليل أوضة رادل غريب.
رفعت ابهامها في الهواء لتقول له بتحذير
لأ بقولك ايه..بابا عمره مايصدق فيا حاجة وحشة..وأنا ال حقوله انك انت ال خطفتني ووخدرتني من أوضتي.. وأنا نايمة وجبتني في أوضتك بالعافية وانا فضلت اصړخ.
لا ياشيخة ..طب لما تخترعي كدبه جوليها زين..عشان يصدجوقي ..كييف ټصرخي بعد ما خدرتك تاجي كيف دي ياأذكى اخواتك..صوح ناقصات عقل ودين.
أأأ..أوعى بقى سبني.
شدد على جذبها لشعرها وقال وهو يحذرها
عارفة ال يحكمني عليكي لكنت قطعت لسانك ديه....كنت جطعت رجبتك اصلا آسمعي..شغل العييلة بتاعك ديه تعمليه مع حد غيري..وأتجي شړي أحسنلك..أنا مش حاحسبك دلوك..ﻻنه مش وجته حساب..دلوك تعاودي على منضرتك..وتنعسي وبكرة يحلها ألف حلال.
يلا غوري ..كاسحة تاخد الحريم كلتها.
لكنها قبل ان تخرج ضړبته على كتفه بغيظ ثم ركضت بطفولية..فهز رأسه يمينا ويسارا جامعا اكبر قدر من الهواء داخل رئتيه ثم يخرجه بغيظ وضيق تلك الفتاة.
كل خلية فيها تئن بالغيظ من ذلك الجلف..كلما حفرت له حفرة لتكدر عليه صفوه وقعت فيها..ما صدقت أن يشرق الصباح حتى توجهت الى حجرة أبيها وكعادتها دخلت عليه بدون أستئذان ثم صړخت باندفاع
خلعتيني يابتي..مش حتبطلي عادتك دي..تخشي إكده من غير استئذان..أنتي أييه كل مادة بتعاودي تصغري ولا بتكبري مېتا تعجلي بجى.
قال ذلك خالد وقد فزع عندما دلفت نريمان عليه دون انذار..وكان يضع شاله الصعيدي على كتفه استعدادا للخروج..ولم تبالي نريمان لحديث والدها ولا تقريعه لها وكأنها لم تفعل شئ غير لائق بل راحت تكمل ثورتها وهي تتباكى
لم يعد خالد يحتمل تصرفاتها الصبيانية فصړخ فيها وهو يجذبها من ذراعها بقسۏة جعل نريمان تحدق فيه بعدم تصديق ..لم تكن تتوقع من ابيها ذلك الڠضب ولا تلك الثورة
وأييه الحوصل بعد ما دلعتك..وكل شي تعوزيه أجولك حاضر بجيتي مستهترة..هي حصلت تدخلي اوضة نوم واد عمك في نص الليالي ..عليه العوض في تربيتي ليكي.
اييه بتبصيلي إكده لييه فاكره أبوكي شراب خورج..نايم على ودانه مش داري بالبيحصول حواليه..أييه زمقانه لييه من واد عمك..عشان جه يوريكي زين حدود نفسك ..ويعلمك الأدب..يعلمك ال أني معلمتهولكيش..يجولك على الصح والغلط وين..لكن كييف أنتي عايزة تمشي على حل شعرك..مش إكده
لما نضرتك رايحة عنديه مصدجقتش عيني فضلت واجقف عايز أعرف داخله عنديه ليه وسمعت كل ال دار بناتكم كنت عايز أدخل أديكي جلمين..لكن سكت خابرة ليه..عشان منظرك جدامه.. معاوزش أقل بيكي ويعرف أني تربيتي ليكي تربية عفشة.
لأول مرة في عمرها كله كلمات أبيها تبكيها.. وهي التي كانت بلسم وشفاء.. تكون كوخزات في قلبها.. وهي التي كانت كنسمات الهواء في الحر الشديد..كلمات لازعة.. هل هذه فكرة أبيها عنها..يظن أن تدليله لها جعلها بهذا السوء..هل لأني أحب الحرية وعدم القيود اللتان منحهما لي بنفسه.. فأنا كذلك أبيح لنفسي أي شئ..وكأني فتاة عاهرة مسحت دموعها بكبرياء ثم اردفت بعتاب ..تدافع عن نفسها
ياااه يابابا..هي دي فكرتك عني..أنا وحشة قوووي كده في نظرك..انا بنت مستهترة وناقصة رباية.. أنت دلعتني آه..عطتني الحرية آه..لكن علمتني ازاي استعملها..أنا نريمان خالد الراجل الصعيدي..أعرف ازاي احافظ على كرامتي وموطيش راسه أبدا.
ثم ازداد بكاؤها ..دموعها تعاتبه ..تلومه على ظنه السيئ بها..كلامها الذي خرج بصدق ودموعها جعلا فيضانا من الحنان يتفجر داخل قلبه..ود لو يضمها ويعتذر لها..ولقد سعد بها كثيرا واطمئن لها وكأنه يرى نريمان أخرى لم يكن يعرفها..ومع ذلك بدا متجمدا يرسم على وجهه قناع القسۏة..لقد تعلم أن يقسو حتى يحد من جموح عندها..كفاه حنانا أغدقه عليها مما جعلها تمتطي جواد العند والتمرد..قال دون أن يلتفت لها
عاودي على منضرتك يلا..كفايكي لحد إكده.
خرجت وعيناها عليه ترجوه أن لا يشيح بوجهه عنها.. ويبتسم لها ابتسامة الصفح ..لكنه بقى كما هو جامدا ..أين ذهبت حنيتك ياأبي
عادت الى حجرتها وهي ناقمة على مالك أكثر لقد تسبب لها في خصام ابيها لها لأول مرة في عمرها.. في خضم ڠضبها رن هاتفها كانت جومانة صديقتها فردت عليها وصوتها محشرجا من أثر البكاء..مم جعل جومانة تسألها بقلق
نانا مال صوتك انت كنتي بټعيطي.
نريمان وهي تبكي وتتشجنج
حطق ياجومانة..حتشل.
في ايه يابنتي..قلقتيني زيادة
ثم راحت تحكي لها معاناتها منذ أن حضر ابن عمها.. وقام معهم في البيت ليصير بعد ذلك الأمر الوحيد في هذه الحياة الذي يعكر صفوها.
في المحل
ها هي الايام تحقق مخاۏف سامر.. لقد أيقن الآن أن البساط قد بدأ ينسحب من تحت قدميه وهو يرى مالك وقد فهم العمل سريعا واتقن كل كبيرة وصغيرة به ولكنه سوف يحبس تلك المخاۏف حتى يفكر في طريقة للأطاحة به ..فقط عليه أن يصبر..ويستمر في اظهار الحب والصداقة المزيفة له. ابتسم بصعوبة عندما رآه مقدم عليه وفي يده دفتر كبيرا قائلا بمزاح
ايه يابني مترحم نفسك..من الصبح مااخدتش نفسك.
كان مالك بالفعل يشعر بالارهاق ..ومع ذلك يقاوم تعبه وهو يعطيه الورقة التي في يده وصوته يشوبه التعب
اعمل اييه ياسامر يااخوي.. الطلبية داي مهمة جوي لازم تكون جاهزة عشان صاحبها حياجي ياخدها بعد ساعة..المهم الكشف اها تعالى معاي عشان نراجعوه سوا.
ربنا يقويك..ويسلموا يارب
قالها وهو يتمتم لنفسه ويمشي خلفه
مبقاش حتة فلاح كمان ال حيتأمر وينهي بعد كده علينا..لكن ده بعدك.
انتهى مالك من تسليم الطلبية للعميل ثم جاءه عامل يبلغه أن عمه يطلبه على الفور.. عندما ذهب اليه في مكتبه وجد معه سيدة أربعينية..بيضاء البشرة عيناها واسعتان نظراتها جريئة تتكلم وتتحرك والعلكة في فمها لا تهدأ يثقل يديها كم الأسوار الذهبية التي تلبسها..عندما رآها مالك ھجم على صدره الضيق..غض بصره عنها دلف بخطوات ثقيلة كأنه يريد أن يعود أدراجه أردف دون أن ينظر نحوها
السلام عليكم ورحمة الله
ردا عليه السلام
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
ردت السلام عليه بنبرة تشوبها الميوعة.. جعل صدره يضيق اكثر وصل لحد الأختناق.
أجقعد يامالك ياولدي.
هتف بها خالد وهو يشير على المقعد الموازي للمقعد التي تجلس عليه تلك السيدة..فجلس وكأنه يجلس أمام شيطان..سمع عمه وهو يقول له
اجقدملك مدام زهرة أكبر وأهم زبونة عندينا.
حاول مالك أن يتحاشى النظر لها وهو يهمس بفتور
أهلا بيكي يامدام.
اهلا وسهلا.
قالتها زهرة وهي تمد يدها.. ورنين اساورها الذهبية تعلو على رنين نبرتها المفعمة بالدلال.
شعر بعيونها تخترقه..يشعر أنه يجاهد حتى تخرج انفاسه .. بصعوبة أجبر يده على أن تمتد لكي تصافحها وكانت مصافحته لها خاطفة وهو يهمس
اهلا بحضرتك.
منذ أول وهلة رأته فيها وهي تعلم أن هذا الشاب الذي