رواية كاره النساء بقلم سهير عدلي الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر حصريه وجديده
بمجاملة على مداعبته ولم تستطيع النطق..او أنها لا تريد التحدث..حتى انها لم ترد على أحد عندما هنئونها على سلامتها واتمام شفائها..واكتفت بايمائة من رأسها وابتسامة خفيفة ولما لملم الطبيب اغراضه وانصرف..جلست أمها بجوارها وسألتها بقلق وهي تقربها من حضنها
مالك يانانا في ايه شكلك زعلان كده ليهأنتي حاسة بۏجع تاني في رجلك ولا دراعك.
قلبها يريد أن يسألها عن مالك.. ولسانها لا يطاوعها.. ابتلعت سؤالها وتوسدت حزنها..فربتت أمها على كتفها وهي تقول لها بحنان بالغ
طيب ياقلب أمك أنا حسيبك تنامي يمكن الصداع يخف..وأروح أنا بقى أحضر الغدا عشان ابن عمك مسافر الليلة.
وهنا انتفضت نريمان ورفعت رأسها بحركة سريعة وهي تسأل بلهفة مطعمة بالخۏف لم تستطيع اخفاؤهما
الفصل السابع
كاره النساء
وكأن قلبها نزع من نومة لذيذة عندما قالت لها أمها أن مالك سيسافر لماذا فزعت من أمر سفره هل خشت أن يذهب الى بلده ولا يعود مرة أخرى أليس هذا ما كانت ترغب به لماذا هي قلقة الآن حتى أن أمها سألتها وهي تضيق عينيها متعجبة للهفتها تلك
أيوة يابنتي مسافر مالك اټخضيتي كده ليه
ااا..يعني أنا..أها عايزة أتأكد أنه مسافر على بلده عشان يريحنا منه.
نظرت لها نظرة صاډمة مطعمة بالعتاب يبدو أن احساس وداد خاڼها فقد شعرت أن سؤال ابنتها عن سفر ابن عمها فيه لهفة او بداية للاعجاب به فهمست على مضض
لأ ياختي مش مروح بلده..ده مسافر يجيب شغل لأبوكي.
لم تنم تلك الليلة ولم تخرج من حجرتها الا في الساعة التي ظلت تترقبها وهي ساعة سفره التي علمت بها من الخادمة وعندما سمعت وقع أقدامه خرجت من حجرتها كأنها تقابله صدفة فنظرت له من طرف أنفها ثم قالت له وهي تشير على حقيبته
فتأفأف مالك وهو يردف في ملل
يافتاح ياعليم..اصتبحنا واصتبح الملك لله..
ثم رفع يده أمام وجهها واكمل
مكنا مستريحين منيكي ياشيخة وأنتي راجدة.
قالت نريمان معترضة في تزمر وقد وضعت يديها في خصرها
ليه بقى ان شاء الله كنت شايلني على كتافك ولا شايلني على كتافك.
لاه كنت شايلك على ايديا زي العيلة عشان اوديكي الحمام..لحسن تعمليها على الفرشة وتجرفينا بعد إكده.
زامت بغيظ وهي تضربه على كتفه فأردفت
أنت قليل أدب على فكرة ومقرف كمان.
رد لها ضړبتها بضړبة على كتفها بظاهر أصابعه وهو يقول
اتحشمي يابت..كسحة تاخدك يابعيدة.
كسحة تاخدك أنت بقى هه.
قالتها وهي تضربه أيضا على كتفه.. وما كان منه الا أنه ظل يدفع وجهها بكفه الذي احتواه كله.. الى الخلف وهو يقول من بين أسنانه
بجولك أيه..أنا مش ناقصك وراي سفر أتجي شړي أحسنلك وغوري نامي ايه المصحيكي بكير إكده.
كادت أن تكمل معه شوط الشجار..لولا صوت خالد أبيها الجهوري الذي وضع حد لنازعهما عندما قال
خبر ايه منك ليها عالصبح هو ديه وجته..يلا يامالك حتتأخر ياولدي.
مالك وهو يسرع خطاه
حاضر جاي آهه.
وعادت نريمان الى حجرتها فأغلقت الباب خلفها واستندت عليه..ابتسامة حب ترقص على شفتيها تنهيدة حارة خرجت من صدرها تنعي بعده..سعيدة هي بمناكفتها له..لأول مرة تناكفه باسم الحب وليس باسم الغرور والعجرفة..خطواتها نحو فراشها خطوات خفيفة كفراشة تتنقل بين أزهار العشق القت بنفسها على سريرها وكأنها ترتمي فوق أحضانه..تتقلب عليه في استمتاع وكأنها تتمرمغ على بساط أخضر ..كل كلمة منه أصبحت أغنية عذبة تتطرب لسماعها حتى جملته الملازمة له كسحة تاخد الحريم كلتهم تعيدها على نفسها وهي تبتسم بأعجاب ترددها فيستطعمها لسانها ويظل يكرر فيها دون كلل فجأة جلست على الفراش وقد عضت أبهامها في تفكير سائلة نفسها
الله..مالك يانانا ايه ال جرالك مالك مبسوطة قوي كده ليه مش ده ال كنتي مش طيقاه مالك كده فرحانه بمناكفته وكلامه معاكي..ايه انتي حبتيه ولا ايه انتي اټجننتي ازاي تحبي الجلف ده..شكلك اتخبلتي يانانا
ثم يأتي صوت آخر بداخلها وكأنه يتولى الأجابة على تلك الأسئلة نيابة عنها
لا ..لا حب ايه ده ..ده مجرد هدنة واعجاب بس عشان هو بصراحة تعب معايا بقى يشيلني ويوديني أي مكان..من غير ميمل.
ثم صوت ثالث ينضم للمجادلة..صوت هائما..عاشقا..يثبت بتنهداته انه غارق فيه حد المۏت فيقول لها
وليه متحبهوش ..هو يعني عيبه ايه..وقلبي ده ال بيدق كل ما يشوفه..ونفسه يتجنن ويروح يبوسه ويحضنه..ودلوقت أهو واحشني وملوش دقايق بعيد عني.
اغمضت عيناها في حيرة..وزفرت بقوة ثم سألت نفسها بصوت عالي نوعا ما
آااااه يانانا..هو أنت فعلا حبيته
تتقدم جومانة نحو أبيها بخطوات بطيئة يشوبها الزعر رجل طويل القامة ذو شارب عريض عيناه