رواية كاره النساء بقلم سهير عدلي الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر حصريه وجديده
الضحك يعبأ فمها
ياااعيني..من حفر حفرة لأخيه وقع فيها.
أنتي حتقولي زيه.. آه ياغلسة.
قالت ذلك نريمان بنبرة مغتاظة فضړبتها بيدها على ركبتها.
عدلت جومانة من حجابها وبالكاد قټلت ضحكاتها..ثم قالت بنبرة ممزوجة بالجدية
يابنتي خفي عالواد شوية..هو عملك إيه بس لده كله..طب احنا ومستحملينك بس عشان بنحبك..إنما هو حيستحمل قلطتك ليه ياختي
جومانة متلمي نفسك أنتي جاية تتطمني عليا ولا تقطميني.
لا ..لا ياستي خلاص حتلم اهو
هتفت بها جومانة وهي تضع يدها على فمها على الرغم من فظاظة نريمان..وعجرفتها الا انها تتحملها لانها تحبها..انها رافضة لطريقتها المتعجرفة تلك وكم حاولت كثيرا أن تغير منها ولكنها لم تستطيع..لقد هاتفتها كثيرا وحكت لها عن ابن عمها وسعدت كثيرا برد فعله على تصرفاتها وشعرت أنه قد يكون أرسله الله لكي يقوم من سلوك صديقتها..هي تعلم أن نريمان بداخلها شخصية طيبة معطاءة ظهر ذلك لها من خلال المواقف التي بينت معدنها وأصالتها فكم من مأزق تعرضت له وقفت بجوارها فيه وكانت خير الصديق وخير المعين..لقد رأت خلف شخصيتها الملطخة بالغرور..تكمن شخصية أخرى رقيقة وحنونة وطيبة..قد لا يعرف ذلك أحد حتى نريمان نفسها لا تعلم بتلك الشخصية المتناقضة المختبئة بداخلها..فجأة احتل الحزن وجهها وكأنه كان مختبئ خلف ضحكاتها لصديقتها..وما أن لاحت له الفرصة حتى ھجم على قلبها وغير وجهها حتى أن نريمان لاحظت ذلك خاصة عندما ظهر ذلك الحزن عندما قالت جومانة بنبرة مفعمة بالمرارة
قالت جملتها الاخيرة وهي تشير على حجابها وثيابها المحتشمة بضيق.. ثم اكملت بيأس
أجهشت بالبكاء ولم تستطيع أن تكمل حديثها المرير ..اقتربا حاجبي نريمان في ضيق من أجل صديقتها وقوست فمها بأسف فربتت على يدها وهي تقول
طب إهدي طيب كده وبطلي عياط.
من وسط دموع القهر راحت تلقي بشكوتها لديها
وانسابت دموعها على وجنتيها انهارا ..فزفرت نريمان باستياء من والد صديقتها المستبد هذا فقالت
مش عارفة اقولك ايه بصراحة..أبوكي ده بيعمل كده ليه معاكي ..اكنك مش بنتنه وبيكرهك.
طيب ايه رأيك أخلي بابا يكلمه.
لأ..أوعي يانانا..أنتي عارفة بابا ميحبش حد يدخل في قرارته..وبعدين انتي مش فاكرة لما كنت عايزة اروح الرحلة بتاعة المدرسة السنة الفاتت ومرضيش ولما كلمه بابكي ..ساعتها اخدت علقة مش نساياها لحد دلوقت.
نريمان بقلة حيلة
طب وبعدين حتعملي ايه طيب اتكلمي انتي تاني معاه.
مفيش فايدة من الكلام معاه حتى لو اتكلمت..فرحي قبل بداية السنة الجديدة بأسبوع.
أييييييييه..بتقولي أيه ينهار أسود بالسرعة دي ..يعني ايه شهرين وتتجوزي
أمنت جومانة على كلامها بايمائة من رأسها اودعت فيها حسرتها.. مسحت دموع الذل ثم نهضت وهي تقول بكلمات تحتضر
أنا حقوم بقى لحسن أتاخر وبعدين يبهدلني.
قبلتها جومانة قبلة الانصراف في وجنتيها فهمست لها نريمان
طيب ياحبيبتي..أبقى طمنيني عليكي.
وما ان انصرفت جومانة حتى اطلقت نريمان دموع الأسف والحزن على صديقتها.
لقد باتت تدمن حمله لها تدمن أنفاسه التي حلت محل الهواء تدمن تناغم دقات قلبه مع خفقات قلبها تدمن حرارة جسده التي تخترق جسدها فتبعث اليه الدفئ كأشعة الشمس في يوم شديد البرودة.
كل يوم من أربع الى خمس مرات يحملها حتى أنها احيانا تخلق المعازير لحملها حتى تعيش ذلك الجنون الذي يحدث لها ..عندما يرفعها على ذراعيه ويرفع قلبها معها الى عنان السماء..ذلك الأحساس الغريب الذي تتذوقه لأول مرة في حياتها اهتمامه بها وتحمله لعجرفتها ولسانها السليط يأسرها.
أنها حزينة الآن وفي أشد حالات ضيقها لأنها سوف تحرم من ذلك الشعور الجميل..هاهم يلتفون حولها سعداء لأن الطبيب ينزع عن قدمها الجبيرة لكن أين هو لماذا لم يقف معهم حتى يطمئن عليها..يطمئن عليا لما هل رأى منك شئ حسنا يجعله يسأل عن حالك لقد أدى واجبه نحوك و ليس من أجل عيناكي بل من أجل والديكي فماذا تنتظرين منه بعد ذلك
أخرجها من شرودها الحزين صوت الطبيب وهو يقول لها بابتسامة
حمدالله على سلامتك ياست البنات..والف مبروك على فك الجبس..دلوقت بقى تقدري تتحركي براحتك.
همست بشرود ونبرة يشوبها الضيق
الله يسلمك.
تعجب الطبيب من حزنها البادي في ردها فسألها بمداعبة
أيه ياست البنات انتي زعلانة ولا أيه عشان حتفكي الجبس ..ايه نخليه شوية كمان
ابتسمت نريمان