الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية كاره النساء بقلم سهير عدلي الفصل الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر حصريه وجديده

انت في الصفحة 7 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

حنانه تبكيه.
حب الأبنة لأبيها حب فطري..لا تهدمه أي ظروف حتى لو كانت قاسېة.
ارتاح أكرم لدموعها تلك فهي علامة صحية..دموع طبيعية لقد أطمأن أن هذا الخبر لم يحدث لها أي انتكاسات ربت على يدها وقال مواسيا 
متبكيش..اكيد ابوكي ليه ظروف خلته قست عليكي كده هي ايه الله اعلم .لكن في النهاية لازم تتطلبيله الرحمة.
لم ترد عليه ولكن راحت تبكي بحړقة ودموعها تسيل بغزارة.. حتى حضرت في تلك اللحظة مربيتها ام أحمد وقد بدى عليها الانزعاج عندما رأتها تبكي ولما سألت الطبيب قال لها بأسف 
عرفت ان باباها ماټ خليكي جمبها متسيبهاش.
فاقتربت منها تضمها الى صدره وتمسح على شعرها مرددة في أسف 
ياضنايا يابنتي..ربنا يزيح عنك ياااارب.
شيعها أكرم قبل أنصرافه بنظرات آسفة..كل يوم يرتبط بها أكثر من الأول..فكيف السبيل من التخلص من هذا الحب المستحيل.
وبعدين الساعة بقت عشرة الصبح ونريمان ماجتش لازم تمضي الورق قبل ما مالك يخف ويرجع الشغل.
قال ذلك سامر وهو يزفر بضيق قاطعا الحجرة ذهابا وإيابا في قلق بالغ قرر أن يتصل بها وتكون حجته سؤاله عن مالك لعله يعرف سبب تأخرها وبالفعل اتصل بها.
وعندما سمع صوتها کسى صوته الطيبة قائلا 
السلام عليكم
وعليكم السلام ورحمة الله 
أتأخرتي قوي يامدام نريمان فقلقت قلت اتصل اطمن عليكي.
صډمته عندما قالت له 
معلش يا أستاذ سامر أنا مش حقدر أجاي مالك في حالة مش طبيعية ..بيفوق ويغمى عليه تاني وأنا جمبه مستنية الدكتور.
أخفى ضيقه بالكاد وقال بلهفة مصتنعة 
سلامته الف سلامة ..طبعا لازم تفضلي جمبه..طيب لو احتاجتي حاجة رني عليا.
متشكرة قوي.
اغلق هاتفه وضړب راحته بقبضته في غيظ..وظل يفكر وهو يعض ابهامه في قلق جم ماذا يفعل الآن ..فهداه عقله الى أن يذهب اليها بحجة أن يجب أن يكون بجانبها في مثل هذا الموقف.
كان مالك قد استفاق ولكنه لا يتكلم..عيناه مفتوحة ولكنه لا يرى أحد بعد أن فرحت نريمان بعودته.. عادت سعادتها لتتحطم من جديد كانت تحدق في عيناه مباشرة تحدثه ووجهها قريب من وجهه يكاد يلامسه انفاسها تلفح وجهه كأنها رياح تريد أن تقتلعه من ذلك الجمود..راحت تهمس له وكلماتها تقطر عذاب وألم 
أنا تعبت يامالك..أنت في عالم تاني..ومش حاسس بيا..أنا تايهة من غيرك..عنيك مفتحة بس مش شيفاني..طب سامعني يا مالك.. طيب فيك أيه..حاسس بايه..كنت فين وجرالك أيه..كنت مع مين..الدكتور ليه ساعة بيكلمك ومقدرش يستفسر منك عن حاجة..بيقول إنك لو اتكلمت حتخف..لو عرف أنت كنت فين أخر مرة حيقدر يعرف سبب الحصلك في حاجة حصلتلك خلتك مڼهار كده..ايه الحصلك ياحبيبي.
ولما لم يجيب عليها وكأنها تحدث صنما..أغمضت عيناها بقوة فتولدت دمعات ساخنة ألهبت خديها ولكنها استطردت بصوت محشرج ونبرة مفعمة بالأصرار لكي تجبره على التحدث فأمسكت كتفيه بقبضتيها وراحت تهزه بقوة قائلة 
أتكلم يامالك..أتكلم..اتكلم بقى حرام عليك تعبتني..تعبتني..فووق...فوق عشان تشيل الحمل عني..قلبي قرب ينفجر من كتر خوفه عليك أتكلم بقى.
ولكنه كالصنم ..حجر ليس فيه روح فاراحت رأسها على صدره تبكي بيأس بكاءا حارا كاد يصدع قلبها.
أخرجها من بكائها صوت مربيتها أم أحمد وهي تقول من خلف الباب 
ست نريمان الأستاذ سامر تحت وعايز يطمن على الأستاذ مالك.
رفعت رأسها من على صدره..تنهدت بقوة..وكأنها سوف تخرج قلبها مع تلك التنهيدة..واردفت وهي تمسح دموعها 
طيب قدميله حاجة لحد ما أنزله.
حاضر يابنتي.. بس بعد أذنك حروح مشوار كده لحد بنتي..وآجي عالطول.. ساعة زمن مش حتأخر.
نريمان على مضض 
طيب يادادة 
ثم غمغمت لنفسها 
هو ده وقتك أنت كمان
راحت تبدل ثيابها بثياب لائقة لأستقبال سامر.. وقبل أن تخرج نظرت لمالك فرأته على حالته زاهلا متصنما لا يبدي حراك..فاقتربت منه وساعدته أن يرقد بجسده كله دثرته ثم أنصرفت.
فتحت باب حجرتها واذ بها قد اتسعت عيناها فجأة..فتراجت للخلف بعض الخطوات فلقد رأت سامر يدخل ويقول بعد أن تحمحم 
أنا آسف أضطريت أني اطلع لحد هنا كنت عايز اطمن على مالك وأشوفه لاني قلقان جدا عليه.
المفاجأة أربكتها وقيدت لسانها وعقلها فلم تستطيع أن تبدي أي رد فعل. غير أنها قالت له وهي في قمة حرجها 
هه ..لا عادي اتفضل.
جلس على مقعد أمام فراش مالك ..فقال سامر بعد أن نظر له ورآه نائما 
هو عامل ايه دلوقت 
أجابت بخفوت 
تمام..الحمد لله بقى أحسن.
لحظات صمت ثقيلة مغلفة بالحرج..وراح سامر يتحدث حتى يقضي على ذلك التوتر 
طيب هو الدكتور قال أيه
قالت دون أن تنظر له وكانت خجلة ومازالت تحت تأثير الحرج 
قال أنه بيتحسن الحمد الله.
جذبه خجلها ..لأول مرة يرى خجلها ذلك كان دائما لا يرى الا الكبرياء مرسوما على وجهها وكأنه جزء من قسماته ظل يتأملها بإعجاب وهو يحدث نفسه كأنه وهي في خلوة وليس معهما أحد 
كل شئ اتمنيته راح مني أتمنيتك قووي..من أول ما اشتغلت مع أبوكي وكان عمرك عشر سنين وأنا حبيتك وكل ما تكبري يكبر حبك في قلبي.. تعبت وشقيت معاه وفي الآخر مانبنيش غير مرتبي.. أبوكي كبر بفضلي وفضل أفكاري ال كانت بتكبر شغله..من غيري مكنش بقى أكبر تاجر جملة..صحيح كان بيكبر مرتبي ..لكن ده مكنش كفاية ..ثروتكم دي كبرت بفضل عقلي أنا وأنا استحملت وفضلت معاه على أمل لما تكبري أجوزك. . كنت مستني تخلصي دراستك واتقدملك..لكن للأسف أبوكي جوزك بأسرع مما توقعت..استنيتك على الفاضي..كان ممكن أسيب أبوكي واشتغل لحسابي لكن مرتضتش أمشي عشان خاطرك.. بس أنا لازم آخد حقي فيكي وفي فلوس أبوكي ..وحتمضي على الورق ال معايا..ورق يثبت أنك سحبتي مني فلوس لحد ما أبوكي يجي من السفر
كانت عيناه تخترقها نظراته خليط من الحب والحقد والرغبة..نظرات شعرت بها نريمان حتى أنها وبحركات عفوية راحت تسدل ثوبها.. وتغلق فتحة جيدها بيدها.. نظراته اصبحت صريحة تتحدث بوقاحة حتى شعرت بالأختناق..فقالت حتى تصد نظراته تلك علها تصرفه 
طيب يا أستاذ سامر هو في حاجة مهمة في الشغل عايزني اعملها.
نطقتها مغلفة باابتسامة مجاملة ونبرة جاهدت أن تخرج طبيبعية وقد أخفت توترها بالكاد.
لكنه لم يجيبها..وأصر أن يحدق فيها بوقاحة وجرأة لا تفهم لهما سبب..فخفق قلبها وراح ينبض پعنف..وأذ به وبدون سابق أنذار..وجدته ينهض وكأنه فقد عقله فھجم عليها يقبلها ويضمها عنوة وهو يغمغم پحقد واڼتقام 
أنا عايزك أنتي..عايزك أنتي أنا فضلت صابر عشان تكوني ملكي ..لكن خسرتك.. خسرتك..كانت تصده..بكل ما أوتيت من قوة..وهو راح يكمل اعتداؤه عليها كالمچنون المغيب عن الوعي..وهي تصرخ وتصرخ..ضعيفه لم تقوى على صد هجومه الغاشم..فبدأت تستغيث 
آااااه ..انت اجنننت ..انت بتعمل ايه..سبني ياكلب..سبني..ماااااللك ..مااااالك الحقني..الحقني يامالك..آااااااااه ..لالاا ماااااالك.
مش عايزة أروح معاه يادادة بلاش..بلاش تروحيني الله يخليكي.
هتفت بها جومانة بصوت ضعيف عاجز وقد لجئت لحضن مربيتها كأنها تلوذ به ضعفها هذه اوجع قلب مربيتها فضمتها اليها بقوة ليتها تستطيع ان تخميها وتصد عنها أي سوء تشعر بها ما حيلتها حيال ذلك غير انها تبث لها كلمات حتى لو بالكذب علها تقويها 
ياحبيبتي مروان بيه مش حيأذيكي مټخافيش..وأنا معاكي مش حسيبك.
رفعت رأسها بحركة حادة وهتفت بحدة 
لأ أنا خاېفة

انت في الصفحة 7 من 10 صفحات