رواية كاره النساء الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن والتاسع عشر والعشرون بقلم سهير عدلي حصريه وجديده
تسمع حدوته لطفل يتيم وتعرف معاناته مع زوجة أبيه لقد قرأ مالك في عيونها الشفقة والأسف له فهمست والفضول سيطر عليها
ميين
أبوكي.
أيه...بابا
نطقتها بدهشة ثم تابعت بأنفاس غير مستوعبة لهذه المفاجأة
ازاي انا رحت المحل كتير وعمري ماشفتك هناك.
عشان عمري مارحت محلاته ال في الجاهرة أبوكي لما بدأ شغله اشترى محل في قرية جمب بلدنا..وكان يعرف أبوي وشغلني عنديه..مسكتله الدكان ديه. أروح المدرسة وأرجع أجف في الدكان..لما شغل أبوكي كبر فتح دكان تاني في مصر وعرض عليا أروح وياه لكن أنا مرضيتش.
ليه مرتضتش تروح.
خفت.
خفت.... من أيه.
رددت كلمته في عدم فهم..فقال
عشان مرة رحت معاه مصر نشتري أنا وهو بضاعة للمحل..في اليوم ديه شفت الزحمة وأغلب النسوان وخلجاتهم العريانة والضيجة ضحكهم العالي..مرجعتهم ومياعتهم مشيهم العوج.. جرفت منيهم ومن الستات كلتها حسيت حالي بكرهم كلتهم مبجاش في خشى ولا حيى..عشان إكده حلفت مشتغلش ابدا في مصر لو حتى جطعوا رجبتي وكتييير جوي عم خالد اتحايل عليا عشان اروح معاه..مجدرش يجنعني كنت سعيد في المحل الصغير واوضتي الجواه كنت بنام وأصحى وأذاكر فيه..وال ريحني أكتر إني كنت بتعامل مع ما يخص الشباب بس..أي ملابس حريمي مليش فيه.
ابتسمت أبتسامة خفيفة وهي تخفض رأسها خجلا..رفعت رأسها مرة اخرى عندما تابع وقال
أنا كمان كنت بفضفض إمعاه عرف عني كل حاجة وعرف أن بجى عندي عقدة من النسوان كلتها..لدرجة أني كرهتهم لحد ما فيوم فوجئت بخالتي مضت أبوي على الأرض ال حلتنا والبيت وطفشت مع حبيبها ال هو عمي أصلا..أبوي مستحملش خيانتها مع أخوه طب ساكت ماټ كنت بسأل نفسي ليه ابوي متحملها ومتحمل جرفها ..ولما سألته عرفت أنه بيحبها جوي.
قاطعته وهي تسأله
طب ولما أنت مش أبن عمي..أنت بقى مين
لو صبر الجاتل على المجتول.
زفرت على مضض وهي تهمس
طب قول.
استطرد وهو يهز رأسه يمينا ويسارا منزعجا من عدم صبرها
حجولك أنا مين..أنا ياستي وعم خالد بلديات يعني من بلد وحدة..ابن عمك مهاجر من زمان في استراليا عمك بجى كان عايش في البلد بس كان مجاطع أبوكي عشان أدوز مصرواية..عمك من سنتين ولده بعتله وراح وياه وسافرله بعد مامرات عمك ماټت وبنات عمك ادوزو وبجى لحاله لما ماټ أبوي اصر عم خالد أن ياخدني معاه لمصر عشان أعيش معاه..اضطريت أوافج لأن مكنش جدامي حل غير إكده وعشت معاكم وأنتي فاكرة أني ابن عمك..لحد ماعرفت من عم خالد أنه عمل إكده عشان مترفضيش أنتي أني أعيش معاكم طوالي أمك كمان كانت عارفة ومتفجة وياه لحد مطلب مني أني أدوزك لمدة معينة إكده وبعدين أطلجج.
خرجت من فمها پحقد وضيق.
تجاهل نظرات الغيظ والضيق الباديين في عيونها ثم تابع
ابوكي لما كبر حس إن من كتر حبه ليكي دلعك زيادة عن اللزوم ..ومبجيش عارف يسيطر عليكي بعد إكده..ولما لاجاني وجفت في وشك من أول يوم..عرف ان محدش حيشكمك غيري ففكر يدوزني ليكي عشان أربيكي من جديد وو.......
نهضت بحركة حادة وهي تصرخ في وجهه وقد اقتربا حاجباها ڠضبا من جملته التي استفزتها تشيح بيديها نافية تلك الجملة الكريهة ...ولكنه قاطعها ايضا بان أمسك معصمها وأجبرها على الجلوس قائلا
ايه أنتي مصدجتي بلاعة طفحت في وشي..معلهش ياستي حجك عليا..اجولهالك بطريجة أحلى من إكده باللغة الفصحة عشان تكون أشيك..أدوزتك عشان أروضك..زين إكده
تجاهل ضيقها وتابع
طبعا مجدرتش ارفضله طلب..لان أبوكي فضله بعد ربنا كبيير جوي عليه..من صغري وجف معاي..وكان بيعاملني صح كيف ولد أخوه..كان جايلي انه نفسه يروح يحج ولما طلب مني ادوزك اتفقنا اني اعاهده بعد ما يجاي من السفر أطلجج..لانه بردك مكنش عايز يظلمك ويدوزك لحد أنتي مش ريداه لأنه كان بيحبك جوي وأنا وافجت طبعا ال معملناش حسابه حتى أبوكي نفسه مۏته وال معملتش حسابه أنا كمان أ أ أني فعلا ح..حبيتك.
حدقت به وعيناها مغرورقة بالدموع..حنينا لابيها الذي ماټ..وتوقفت عند آخر كلمة قالها
حبيتك
تلك الكلمة التي خرجت بصوت هامس عاشق حائر نعم حائر ولا تعلم سر حيرته.. ظلا يحدقان في بعضهما لبعض كأن على رؤوسهما الطير وكأن الكلمة التي تفوها بها..صلاة يجب الخشوع لها.. دقات قلبيهما أجراس تدعو لتقيم تلك الصلاة...قطع صمتهما صوت صديقتها جومانة..يسأل عنها في جزع
فين نريمان يا ام محمد انديها بسرعة من فضلك.
حاضر يابنتي ثواني اقولها انك هنا.
وطبعا لأن نريمان تفاجأت بحضور جومانة الى بيتها بعد فترة طويلة لم تراها فيه فهرولت اليها فورا وهي تصرخ بسعادة
جوجو حبيبتي ..انا مش مصدقة عنية أخيرا شفتك.
نانا.
قالتها وهي ترتمي في حضنها ثم أطلقت لدموعها العنان. في البداية ظنت نريمان أن جومانة تبكي على مۏت ولديها ولكن شعرت أن الدموع لها أسباب أخرى عندما همست جومانة وهي على صدرها
أنا تعبانة قوي يانانا..مبقيتش قادرة استحمل الحيوان ال اسمه مروان ده..عايزة اخلص منه بقى.
أخرجتها نريمان من حضنها وسألتها وهي تدقق في عينيها بقلق
في ايه ياجوجو مالك ياحبيبتي
قبل ساعة من هذا الموقف
كان مروان قد يئس من أن يخرج جومانة من حالة الصمت والزهول اللذان سيطرا عليها منذ ان قرأت خبر مۏت أكرم كان قلقا عليها للغاية لا ملاطفته لها وكلامه المغمس بالحب والحنان شفعا له عندها..ولكنها فجأة في خضم صمتها هذا طلبت منه
أنا عايزة أروح لنريمان صاحبتي.
تعجب لطلبها..ولا ينكر أنه سعد لأنها خرجت من صمتها واحتار أيضا هل يقبل أم يرفض..ولكن حسم الأمر نبرتها المتوسلة له
من فضلك سبني أروحلها.
الطريقة التي نطقتها بها توحي أنها كانت عى حافة الاڼهيار ولو أنه رفض سوف تكون العواقب وخيمة.. فهمس على مضض
طيب حخليكي تروحيلها.. حخلي السواق يوصلك هي ساعة زمن وابعته يجيبك ماشي
أومئت بالموافقة.
اتكلمي ياجوجو مالك ايه ال حصل.
هتفت بها نريمان وهي تشجعها على الحديث.. كان مالك على وشك الانصراف حتى يتركهما على راحتهما ولكن جومانة استوقفته قائلة
لأ متمشيش لو سمحت أنا عايزة أحكيلكم ال حصلي عشان تساعدوني..أنا مليش حد دلوقت غيركم ..بعد ما بابا ماټ.
ايه باباكي ماټ امتى وليه مقلتليش.
صړخت بها نريمان بنبرة منزعجة..وهي ټضرب على صدرها بخفة من وقع صډمتها بالخبر..نظرت لها جمانة قائلة
حتعرفي كل حاجة لما احكيلك..
ثم حكت لهم كل شئ حدث لها منذ يوم زفافها الدامي حتى لحظة جلوسها معهم وقد انهت حديثها بانها قالت
أنا مش عايزة أعيش معاه تاني..أنا بكرهه بخاف منه..كل ما يقرب من جسمي بيقشعر..انقذوني منه عشان خاطري.. أنا عايزاه يطلقني.
سارت حمية مالك خاصة أنه صعيدي فقد استاء مما سمع..أما نريمان فأخذتها في حضنها علها تلملم شتاتها..تمسح دموع القهر عنها..هبا مالك قائلا