رواية كاره النساء الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن والتاسع عشر والعشرون بقلم سهير عدلي حصريه وجديده
من عليه ليهتف في انزاعاج
ايه ..حوصل ايه
بعقل رافض أن يصدق موتهما راحت تهذي وتنزع عنها الأنابيب الطبية الموصلة في يدها بعصبية تحاول النهوض لكي تذهب لهما.
يعيدها الى فراشها ويثبتها في سريرها برفق قائلا بشفقة
هدي يانريمان ..هدي ..حاضر حنروحلهم طوالي.
أكيد الخبر غلط يامالك مش كده هما..هما حالا يوصلوا اكيد حيتصلوا بينا..يلا نرحلهم يلا نروحلهم احنا.
جولتلك حنروحلهم بس هدي طيب.. متعمليش في روحك إكده.
احتقن وجهها على أثر الأنفعال وتمرد صوتها صارخا تدفع مالك بكل قوتها الذي أمسك يديها حتى يمنعها من ترك سريرها ثم صړخت
مش عايزة اهدى..مش عايزة اهدى انا عايزة بابا وماما عايزاهم..عايزة ارحلهم.
ثم جذبها الى حضنه يربت على ظهرها بحنان..زافرا بأسف..شهقاتها تمزق صدره..نحيبها يوجعه..تعافر لكي تتخلص منه وهي تردد سبني.. سبني اروحلهم سبني أمشي
ولكنه تشبث بها متحملا ضرباتها على صدره يهمس بجوار اذنيها
ثم ضمھا اليه بقوة كأنها طفلة في حضن أبيها ظلت في حضنه حتى أعياها البكاء ومن فرط المجهود الذي بذلته من صړاخ ووعويل نامت على صدره.
تقريعها لها عندما ارتدت ملابس غير لائقة في عزاء عمها
يابنتي ده لبس تلبيسه في عزا ..جيبة قصيرة وبلوزة من غير أكمام..أنتي اټجننتي احنا رايحين بلد أرياف أمتى تعقلي بقى
تعتصر عينيها حسرة على خسارة لن تعوضها
صوت ابيها وهو يدللها وهي صغيرة..مكافأته لها بسيارة حديثة عندما نجحت..لم يثور عليها يوما..ولم يغضب عليها لحظة..دفئ حضنه لها مازال يسري في عروقها تتلمسه بيديها حول ذراعيها..كأنها أصبحت عاړية من بعده.
تعالي يانريمان نطلعوا فوج عشان تستريحي هبابة.
قالت بصوت يملؤه الحسړة وكأنها لم تسمعه
خلاص راحوا مش حشفهم تاني ..سابوني يامالك خلاص حتى مش حقدر اودعهم..ولا احضر دفنتهم طب لييه لييه..طب كان حتى فضل حد منهم معايا الاتنين يسيبوني كده لوحدي
مش حدلع على بابا تاني ولا اقوله هات وهات وأنا بستغل حبه ليا وضعفه قدامي..مش حياخدني تاني في حضنه ولا اشم ريحته ولا حشوف الخضة في عنيه لما اعيى.. ماما ال دايما كنت بغيظها مش عارفة ليه يمكن عشان كانت بتضايق من بابا وتدليله ليا..كانت دايما بتزعقلي على غلطي..بس أنا كان ولا يهمني عشان كنت بستقوى بيه كنت بفرح قوي لما انتصر عليها ورأي انا ال يمشي عشان بابا كان واقف معايا وينفذلي طلباتي.. عمري مقلتلها كلمة حلوة ولا ابتسمت في وشها كنت دايما حادة معاها..بس والله انا بحبها ..والله بحبها كانت طيب تستنى شوية لما اعتذرلها وتشوفني بعد ما غيرتني يامالك..وبابا كمان كان نفسي يشوفني وأنا بتحمل المسئولية وبطلت الدلع والسلبية.. ليه ېموتو بسرعة كده ليييييه..لييه يامالك لييه.
اعقبت حديثها بدموع غزيرة اختلطت بشهقاتها ونحيبها وهي تئن وتنادي بحسرة
ليه يابابا..ليا يا ماما ليه سبتوني ليه
مسح مالك رأسه بأسف..وزفر بشفقة اقترب منها محاوط كتفها بيده وأمسك يدها بيده الأخرى يسوقها الى أعلى نحو حجرتها قائلا لها بخفوت
وبعدين معاكي ملوش عازة الحديت ديه تعالي معايا يانريمان دلوجت لازمن تنامي وتستريحي .
تحررت منه وهي تدقق في عيناه بقسۏة كأنها ناقمة عليه قائلة بسخرية مطعمة بعتاب
عايزني انام عشان اصحى والقيك أنت كمان سبتني مستني ايه متسبني من دلوقت اتفضل يلا ومتخافش عليا اكيد حتعود على الوحدة.
لا ينكر أنه تفاجأ بحديثها هذا ظن أن مۏت أبيها وأمها سوف يجعلها تطويه لحين أن تفيق من صډمتها ولكن أن تذكره برغبته وعهده الذي لا تعرفه وطلاقه لها فهذا مالم يتوقعه أطرق برأسه وقد عجز عن الرد..فماذا يقول لها خاصة وهي في تلك الظروف وكأنها أدركت عجزه وحيرته فقالت وقد عزمت على معرفة كل شئ
اتفضل امشي مستني ايه
ابتلع ريقه ثم حدق بها وهو يتناول وجهها بين يديه هامسا بصدق
لو الواحد يجدر يفارق روحه كنت فارجتك من زمان..لكن صدجيني ڠصب عني .
غاصت في سواد عيناه الحائر وكأنها تنظر لليل ليس له أول ولا آخر فهمست وقد ضيقت عيناها باستفهام
يعني ايه مش فاهمة
تعالي معاي وأنا حجولك كل حاجة.
قال ذلك وهو يسحبها خلفه من يدها صوب حجرته وبعد دخوله وهي معه أغلق الباب جلس خلف مكتبه وأشار لها أن تجلس في المقعد الذي أمامه ثم شرع يحكي لها ولم يبالي بنظرات التعجب الذي رمته به
اسمعيني يا نريمان زين وبعدين اتحدتي كيف ما أنتي رايدة أنا زي أي عيل في الدنيا اتمنيت أم ترعاني وتحبني..وتخاف عليا أم أتشرف بيها جدام الناس لكن أمي أنا أو ال افتكرتها أمي كانت ست بطالة عايشة لحالها وبس كل همها تسعد روحها أما أنا فمش في حسابتها واصل كانت مهملة فيا طوالي بتضربني لو عملتلي أكل تعمله بعد طلوع الروح وتوكلهولي بالضړب والشتيمة عاملتني أزفت معاملة لما كنت أشوف أم صاحبي..وأخلاجها الزينة ومعاملتها ليه كنت بتحسر على حالي خلتني كرهتها..وال كرهني فيها أكتر لما عرفت انها مش أمي طلعت خالتي أجبرها جدي تددوز أبويا عشان ترعاني بعد ما أمي ماټت وهي بتولدني لكن خالتي حست إن ابوها ظلمها أجبرها على عيشة هي مش رايداها وحرمها كمان من الرادل ال بتحبه عشان إكده عاملتني وعاملت أبويا معاملة عفشة.. وأنا ال أتظلمت منيها أكتر.
لما بجى عمري 14 سنة خالتي طلبت من أبوي يشغلني عشان تخلص مني.. كنت من غير جصد اطللها بجرف وحجد وألومها على عاميلها واهب فيها من غير مخاف منيها
ليه بتعملي إكده ليه متبجيش مرة زينة زي أم صاحبي
ولم تسمع إكده تجوم تضربني على خدي وجسمي وتجولي سد خاشمك لجطع رقبتك..وبعدين تحبسني في اوضتي باليومين.
زفر بأسى ثم استطرد بعد أن ابتلع ريقه
المهم لم ابويا وافج يشغلني ويبعدني عنيها كان هم ابويا بردك يبعدني عنها عشان أذكر كويس وأفلح في مدرستي..و على كد ما كنت مضايج عشان عايزة تبعدني عن البيت وأبويا وصاحبي كمان لكن كنت فرحان عشان حسيبها وأغور من وشها ..أبويا لجالي شغل في بلد جريبة من بلدنا عند واحد طيب..تعرفي يانريمان مين الواحد ديه
نطقها وهو يدقق في ملامحها حتى تنتبه له أكثر..أما نريمان فكانت تسمعه وكأنها